web site counter

ما هو حلم "إسرائيل" القديم الجديد وراء "جدار فصل" أم الفحم عن القدس؟

أم الفحم - خاص صفا

تنوي "إسرائيل" بناء جدار فصل عنصري يفصل مدينة أم الفحم عن القدس المحتلة، وسيكون إسمنتيًا شبيهًا بجدار الفصل العنصري الذي تم تشييده في الضفة الغربية المحتلة.

وأعلن رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي "أفيف كوخافي" عن قرار بتسريع بناء الجدار قبل أيام، بحيث يمتد من شرق مدينة أم الفحم حتى حدود مدينة القدس.

ويتزامن الإعلان عن بناء الجدار مع العمليات الفدائية الأخيرة التي شهدتها أراضي الـ48، خاصة عملية الخضيرة التي نفذها شابان من مدينة أم الفحم.

وعلى خلفية العملية، شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة تركزت في مدينة أم الفحم التي تعتبر أيقونة من أيقونات الثورة الفلسطينية والعمليات الفدائية.

وأم الفحم، أو كما يحب أن يُطلق عليها أهلها "أم النور"، هي مدينة فلسطينية تقع شمال فلسطين التاريخية في منطقة المثلث وتحديدًا الشمالي منه، وتبعد عن مدينة القدس حوالي 120 كم شمالًا.

لكن بناء جدار الفصل العنصري بين أم الفحم والقدس يحمل أهدافًا أخرى تخبئها "إسرائيل" منذ زمن ضد "أم النور"، كما يؤكد السياسي وعضو القائمة العربية المشتركة سابقًا مسعود غنايم.

"حلم قديم جديد"

ويقول غنايم، في حديث لوكالة "صفا": "إن الإعلان عن بناء الجدار يأتي في إطار استغلال العمليات التي وقعت مؤخرًا، والتي نفذ شبان من أم الفحم عددًا منها".

ويضيف "هذا الاستغلال يأتي من أجل إرجاع الحلم الإسرائيلي القديم الجديد بفصل أم الفحم عن أراضي الـ48".

ويشير غنايم إلى أن مشروع فصل أم الفحم عن الداخل هو مشروع أفيغدور ليبرمان الذي شغل منصب وزير الجيش والخارجية في حكومات "إسرائيل" السابقة.

ويؤكد أن المشروع "يهدف لفصل كل شارع وادي عارة وأم الفحم عن باقي أراضي الـ48، وواضح أن البعض لا زال يحلم بتحقيقه".

واستولت "إسرائيل" على أم الفحم عام 1949 بموجب اتفاقية الهدنة مع الأردن أو ما يُعرف "باتفاقية رودوس"، حيث دخلتها القوات الإسرائيلية في 20 أيار/ مايو عام 1949؛ وبقي أهلها فيها ولم يهجروها.

وتُعتبر أم الفحم اليوم ثالث كبرى المدن الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة عام الـ48 بعد مدينتي الناصرة ورهط من حيثُ عدد السكان.

وتنظر "إسرائيل" لأم الفحم على أنها "عدو استراتيجي"، لذلك تريد التخلص منها وتحويلها إلى مناطق سيطرة السلطة الفلسطينية، ضمن المشروع الذي يقف وراءه الإعلان عن بناء الجدار المذكور.

سبب استعدائها

وتعرف الصورة النمطية العامة لمدينة أم الفحم لدى الوسط الإسرائيلي بكونها المدينة الفلسطينية "الأكثر تطرفًا" بسبب صمود أهلها واحتفاظهم بالوطنية الفلسطينية؛ لهذا هناك مخطط لضمها إلى السلطة الفلسطينية.

وبحسب غنايم، فإن نظرة العداء الإسرائيلية تشمل كل فلسطينيي الداخل الذين تنظر إليهم على أنهم يشكلون تهديدًا أمنيًا، إلا أن أم الفحم تشكل إزعاجًا وقلقًا أكبر بالنسبة للاحتلال.

وبدأت فكرة بناء جدار الفصل العنصري في عهد رئيس حكومة الاحتلال الأسبق "أرييل شارون"، حيث بنى جدار الفصل في الضفة الغربية بطول يبلغ حوالي 770 كم، وعزل 733 كم2 من الأراضي، فيما تستولي "إسرائيل" من خلال الجدار الشرقي على منطقة الأغوار.

تبعات خطيرة

وبالرغم من وجود مشروع فصل أم الفحم بالجدار العنصري ضمن خطط "إسرائيل"، إلا أن تنفيذه على أرض الواقع يواجه صعوبات وتبعات خطيرة، وفق غنايم.

ويقول: "ليس من السهل أن يتم بناء جدار الفصل المذكور لأن له معاني سياسية كبيرة، خاصة ونحن نتحدث عن مخطط لتحويل مدينة كبرى إلى مناطق سيادة السلطة الفلسطينية".

ويرى أن الجدار "حتى الآن محاولة تهديد وردع لأم الفحم، حتى وإن تم اتخاذ قرار بتسريع بنائه".

لكنه يستدرك "على الرغم من هذا؛ فإنه لا يوجد ما يمنع إسرائيل من تنفيذ قراراتها العنصرية في المرحلة الحالية التي لم تعد تحسب فيها حسابًا لأي قوانين أو اتفاقيات أو أعراف، والأيام المقبلة ستحدد إمكانية بنائه من عدمها، وما ستؤول إليه الأوضاع".

ويُقام في أم الفحم سنويًا مهرجان "الأقصى في خطر"، الذي يحضره عشرات الآلاف من فلسطينيي الداخل، ويترأسهم شيخ الأقصى رائد صلاح التي هي مسقط رأسه.

أ ج/ر ب

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام