يدرس المستوى السياسي والأمني في الكيان الإسرائيلي سن قانون يحظر نشر مقاطع تنفيذ عمليات فدائية في الداخل الفلسطيني المحتل، ضمن إحدى خطوات عملية "كاسر الأمواج" التي أطلقتها بزعم إحباط العمليات، ولمنع تشجيع الشبان من محاكاتها في أراضي الـ48.
وتزعم المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن مقاطع الفيديو التي بثت عبر مواقع التواصل الاجتماعي من مسرح العمليات الفدائية الأخيرة لها تأثير كبير، وتستخدم كإنجاز وللتحريض على تنفيذ عمليات أخرى.
وضمن محاولاتها لإيجاد حلول تمنع نشر وبث مثل هذه الفيديوهات؛ طالبت الجهات الأمنية المستوى السياسي الإسرائيلي "بفحص إمكانية سن قانون يحظر توزيعها على السكان في الداخل"، حسبما نشرت صحف عبرية.
إلا أن هذا القانون لا تريد "إسرائيل" من خلال سنه فقط حجب مقاطع العمليات الفدائية، وإنما قد تستخدمه في تصعيد ملاحقة الفلسطينيين بأراضي الـ48 على خلفية المحتويات التي يتم نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
يندرج ضمن جزأين
ويقول عضو الكنيست عن القائمة العربية المشتركة والخبير بالشأن الإسرائيلي إمطناس شحادة لوكالة "صفا": "إن الجهات الأمنية الإسرائيلية غير قادرة على الجزم بما ستفضي إليه العمليات والأوضاع الأخيرة الناتجة عنها في الداخل".
ويضيف "هي ترى أن نشر الفيديوهات تشجيع على تقليد العمليات الفدائية، لذلك فإن التوجه لسن مثل هذا القانون لحجب المقاطع، يندرج ضمن جزأين الأول منه ضمن التعامل الأمني مع الوضع الحالي نتيجة للعمليات التي وقعت".
والجزء الثاني، وفق شحادة، هو "عدم تخويف المجتمع الإسرائيلي من العمليات الفدائية، كونها تقلق أصلًا المستوى السياسي والجماهيري في إسرائيل، وتحدث جوًا من الرعب والخوف".
استغلاله للملاحقة
إلا أن البحث بسن القانون المذكور يأتي من أجل زيادة ملاحقة فلسطينيي الداخل كما يقول شحادة، موضحًا أن هذا النوع من الملاحقة تصاعد في الفترة الأخيرة وأصبح يطال حتى من يكتب أي منشور يظهر وكأن صاحبه يدعم العمليات الفدائية أو يتخذ موقفًا إيجابيًا منها.
لذلك- يكمل شحادة- فإن "هذا القانون سيتم استغلاله في ملاحقة الفلسطينيين في الداخل، خاصة ونحن أمام اعتقالات أخيرة تمت على خلفية منشورات مواقع التواصل".
ويستشهد باعتقال الشاعرة دارين طاطور التي سبق وأن تم الحكم عليها وسجنها أشهر على خلفية قصيدة نشرتها وتم ترجمتها بالخطأ، بعد الادعاء بأنها "دعم للإرهاب".
ويشير إلى أن المؤسسة الإسرائيلية تريد من خلال هذه الخطوات اتخاذ موقف حازم من الموجة الحالية خوفًا من تصاعد الأمور والعودة لهبة أيار الماضي، وامتداد التصعيد لجبهة غزة.
ويضيف "هي لا تريد أن تعود صورة الأحداث بالداخل لأيام هبة الكرامة بمايو، بل إنها قلقة من هذا، خاصة وأن المؤشرات جميعها تتجه نحو ذلك".
ويشهد الداخل الفلسطيني المحتل توترًا أمنيًا على خلفية العمليات الفدائية في الخضيرة وبئر السبع وبني براك، والتي نفذها شبان من أم الفحم والنقب وجنين، وأدت لمقتل 11 إسرائيليًا وجرح أخرين، عدا عن حالة ذعر كبيرة بين الإسرائيليين.
وعقب العمليات اتخذت حكومة الاحتلال عددًا من العقوبات ضد الفلسطينيين بأراضي الـ48، ولا تزال تشن حملة اعتقالات واسعة في العديد من المناطق خاصة النقب ووادي عارة وأم الفحم واللد.