أعلن البنك الدولي عن موافقته على أكبر برامجه في قطاع التعليم في فلسطين حتى الآن، وذلك بعد 6 أشهر من "المناقشات الفنية المعمقة" مع وزارة التربية والتعليم.
وقال وزير التربية والتعليم مروان عورتاني الاثنين خلال استقباله وفد رفيع المستوى من البنك الدولي برئاسة المدير الإقليمي للتنمية البشرية "كيكو ميوا":" نرحب بقرار البنك الدولي دعم هذا البرنامج الحيوي ضمن مخصص مالي إجمالي يبلغ 60 مليون دولار أمريكي، والذي يأتي في إطار أجندة الإصلاح البنيوي التي أطلقتها الوزارة قبل زهاء عامين ".
وخلال الإعلان عن البرنامج، أوضحت " ميوا" أن هذا البرنامج طويل الأمد ويهدف إلى دعم الرؤية الريادية الخلاقة التي وضعتها وزارة التربية "والتي تنطوي على مجموعة من الإصلاحات الاستراتيجية الهادفة إلى الارتقاء بجودة التعليم وبجودة نتاجاته المعرفية والاجتماعية والإبداعية والريادية؛ حيث ستجعل هذه الإصلاحات منظومة التعليم أكثر حداثة وشمولاً وإدماجاً وأكثر استجابة للاحتياجات التعلمية لكافة شرائح وفئات الطلبة دونما تمييز".
وأضافت ميوا " سعيدة جدًا بالثقة والقبول والإعجاب الذي قابلت به مستويات القرار المختلفة في البنك الدولي هذا البرنامج الطموح والذي نعول عليه الكثير في إحداث أثر عميق ومستدام على نظام التعليم في فلسطين، وسيعمل البنك على الترويج لهذا البرنامج وإشهاره على المستويين الإقليمي والعالمي، احتراماً وتقديراً للجهد الفلسطيني المميز".
بدورها، أكدت رئيس برنامج البنك الدولي للتنمية البشرية في فلسطين سميرة حلس على أن فريق البنك "سيبذل كل جهد مستطاع بالشراكة مع نظرائه في وزارة التربية لتنفيذ خطط البرنامج والتعاطي الخلاق والمرن مع كافة التحديات والمعيقات التي قد يصادفها في ضوء خصوصية الوضع في فلسطين".
وتابعت " إننا على قناعة بأن هذا البرنامج سيشكل رافعة لتنمية الموارد البشرية الشابة وتمكينها من صياغة مستقبلها باقتدار وتعزيز قدرتها على النجاح والمشاركة الفاعلة في القطاعات الإنتاجية على أنواعها. "
وسيتم توقيع الاتفاقية الخاصة بالبرنامج والمباشرة في تنفيذه في أوائل شهر أيار بحضور وفد رفيع المستوى من البنك الدولي.
ويركز البرنامج وفق ما أُعلن عنه بِشكل خاص على اكتساب الطلبة للمهارات الحياتية وعلى نشأتهم السوية، وعلى تطوير منهجيات وطرائق التعليم والتعلم؛ بما فيها توظيف الموارد الرقمية المفتوحة وبرامج المحاكاة والواقع الافتراضي، كما يتضمن البرنامج مكونات تهدف إلى صقل مهارات الطلبة في البحث والاستقصاء والتأمل وتعزيز تمكنهم من العلوم والتكنولوجيا والرياضيات.
كما سيفرد البرنامج مساراً خاصاً يهدف إلى إصلاح منظومة الثانوية العامة "التوجيهي" وحوكمة وترشيد مسارات الانتقال إلى التعليم العالي والتعليم التقني والمهني وسوق العمل، بما يتيح فرص النجاح لكل طالب وطالبة، كل بما يتواءم مع قدراته ومواهبه وميوله؛ وعلى وجه الخصوص سيدعم البرنامج إنشاء مركز وطني للامتحانات والقياس والتقويم التربوي استلهاماً للممارسات العالمية الفضلى في هذا المجال. "