web site counter

بدأنا التجهيز لرمضان

برهوم لـ"صفا": العمل الخيري بغزة يواجه حصارًا من "إسرائيل" والسلطة

غزة - فضل مطر - صفا

يواجه العمل الخيري في قطاع غزة العديد من العراقيل التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي باستمرار الحصار، وإغلاق السلطة الفلسطينية لعشرات الحسابات البنكية للمؤسسات الخيرية.

ورغم صعوبة الأوضاع المعيشية، كشف تجمع المؤسسات الخيرية في غزة عن أبرز المشاريع التي نفذها خلال عام 2021، موضحًا أنه قدم مساعدات خدمةً لأبناء شعبنا، استهدفت ما يزيد عن 940 ألف مستفيد.

جاء ذلك خلال حوار صحفي خاص أجرته وكالة "صفا" مع رئيس التجمع إسماعيل برهوم عضو المكتب السياسي لحركة حماس.

وقال برهوم إن التجمع يشرف على العشرات من المؤسسات الخيرية العاملة في غزة، ويرصد الحالة الإنسانية بشكل مستمر من خلال باحثين ميدانيين؛ بهدف الوصول إلى بيانات دقيقة عن الحالة الإنسانية.

وينفّذ التجمّع مشاريع خيرية في غزة تصل إلى 14 مشروعًا أساسيًّا، منها "كفالات الأيتام، وكسوة الشتاء، وكسوة العيد، وموسم رمضان، والأضاحي، و"كورونا، والطوارئ"، وزواج كبار السن، وفكاك الغارمين، وترميم البيوت".

وبحسب تجمّع المؤسسات الخيرية، فإن عدد المؤسسات التابعة له يصل إلى نحو 250 مؤسسة تعمل بمجالات مختلفة.

موسم رمضان

 

وأشار برهوم إلى أن تجمّع المؤسسات الخيرية بدأ التجهيز لموسم رمضان منذ بداية شهر شعبان الجاري لتحقيق الاستفادة الأمثل للمواطنين من المساعدات والمشاريع المقدمة من الجمعيات الخيرية الداخلية والخارجية في الشهر الفضيل.

وأوضح أن "التجهيزات حتى اللحظة مرضية"، وستبدأ مع بداية شهر رمضان بتوزيع الآلاف من الطرود الغذائية للأسر المحتاجة خلال اليوم الأول.

ومن المشاريع التي يستعد التجمّع لإطلاقها خلال رمضان، مشاريع إفطار الصائم، وتقديم طرود غذائية للفقراء، وتجهيز قسائم شرائية، بالإضافة إلى إعداد وجبات السحور، وتجهيز كسوة العيد، وكسوة المدارس، وفكاك الغارمين، وجمع زكاة الفطر.

وحول معايير توزيع المساعدات، أكد برهوم أن المساعدات التي تقدمها حركة حماس "توزّع على عامة الناس دون النظر لأي معيار آخر"، مشيرًا إلى "وجود قرارات مشددة بالخصوص".

ولفت إلى أن المؤسسات الخيرية بغزة تعتمد في توزيع المساعدات على برنامج "تكامل"؛ إذ يتشارك الجميع (مؤسسات خيرية ووزارة التنمية الاجتماعية والإدارة العامة للزكاة) قاعدة البيانات.

وأضاف أن البرنامج يعمل على تحديث بياناته باستمرار، ولديه أكثر من 100 باحث ميداني على مستوى القطاع، حيث يتم توزيع استمارات للعائلات لمعرفة حجم الفقر والحاجة لديها بشكل دقيق.

وذكر برهوم أن برنامج "تكامل" يهدف بالأساس لمنع ازدواجية المساعدة التي تصل إلى المواطنين؛ في مسعىً لوصول تلك المساعدات لأكبر شريحة ممكنة من الناس.

"ويظهر ذلك الأثر خلال المواسم الكبرى مثل عيد الأضحى وشهر رمضان، والكم الكبير من المساعدات التي تصل إلى الناس" على حد قوله.

مشاريع استراتيجية

ويعمل تجمّع المؤسسات الخيرية على تنفيذ عدّة مشاريع استراتيجية أخرى تخدم المواطنين بعيدًا عن موسم شهر رمضان، وعيد الأضحى، والكسوة الدراسية.

وأوضح برهوم أنه من بين تلك المشاريع "ترميم بيوت الفقراء"، فخلال العامين السابقين تم ترميم نحو 1300 بيت بحد أدنى 5 آلاف دولار لكل بيت.

أما المشروع الاستراتيجي الثاني الذي استهدفه التجمّع، هو تزويج شبان تزيد أعمارهم عن 34 عامًا، إذ تم تزويج ما يزيد عن 1300 شاب خلال العامين السابقين، بمساعدة مالية وصلت إلى 4 آلاف دولار لكل عريس.

وأضاف "وصل عدد من لم تسمح لهم أوضاعهم المعيشية بالزواج وتزيد أعمارهم عن 34 عامًا إلى 1069 شابًا، مع نهاية عام 2021، حسب البيانات المتاحة لتجمع المؤسسات الخيرية.

وتابع "بفضل الله زوّجنا قرابة 200 عريس منذ بداية المشروع، وهذا الشهر تحديدًا زوجّنا ما يزيد عن 50 عريسًا، ونطمح أن نتمكن خلال الفترة المقبلة من تزويج الشباب ممن تزيد أعمارهم عن 34 عامًا".

مشاريع تنموية

وأشار برهوم إلى أن تجمّع المؤسسات الخيرية وضع خطة للتمكين الاقتصادي؛ بهدف التخفيف من حدة البطالة وأعداد الخريجين، وإيجاد فرص عمل لهم، وبعض المشاريع الصغيرة، وتعزيز مجال العمل عن بعد.

تحديات

وقال برهوم إن العمل الخيري في غزة يواجه العديد من التحديات الجمّة، بالإضافة إلى الحصار الإسرائيلي المشدد منذ 15 سنة.

وبيّن أن الحصار عمّق الحالة الإنسانية بغزة، وأثّر على مختلف مناحي الحياة، بالإضافة لزيادة البطالة، حيث وصلت أعداد الخريجين الذين ليس لديهم عمل نحو 170-180 ألفًا.

ومن التحديات التي تواجه العمل الخيري بغزة، استهداف السلطة الحسابات البنكية لعشرات المؤسسات الخيرية، بالإضافة لوقف صرف مخصصات الشؤون عن نحو 80 ألف عائلة لقرابة عام، وفق برهوم.

وأوضح أن "السلطة في النصف الثاني من العام المنصرم أوقفت 86 حسابًا، في وقت ترفض اعتماد أي مجلس إدارة جديد لأي جمعية خيرية".

ويندرج إغلاق الحسابات البنكية لعشرات المؤسسات الخيرية ضمن العقوبات التي تفرضها السلطة الفلسطينية على غزة منذ 2017، حيث أغلقت منذ ذلك العام وحتى اليوم 120 حسابًا مصرفيًا.

وأشار برهوم إلى أن التجمع بصدد تفعيل الملاحقة القانونية للبنوك التي أغلقت الحسابات؛ للضغط من أجل رفع الحظر عنها.

وقال: "تُقدر الأموال المحجوبة بالبنوك الفلسطينية بملايين الدولارات؛ "كان من المفترض أن تصرف على مشاريع العمل الإنساني بغزة، ونحن في ذات الوقت نرفض سحب تلك الأموال من البنوك؛ لأن سحبها يعني إغلاق الحساب بالكامل"، على حد تعبيره.

وشدد برهوم على أن المبررات التي يسوقها الاحتلال والسلطة لإعاقة العمل الخيري بغزة "واهية وغير دقيقة ولا تمت للواقع بصِلة".

ف م/أ ك

/ تعليق عبر الفيس بوك