web site counter

"إسرائيل تريد تهيئة المنطقة لمشروع الضم"

التوسع الاحتلالي بالضفة.. "أول الرقص حنجلة" والسلطة المتضرر الأول

الضفة الغربية - خاص صفا

لا يستبعد محللون سياسيون أن تكون الخطوات التدريجية المتصاعدة، للعدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية المحتلة، مرحلة أولى لإعادة فرض احتلالها، تحقيقًا لطموحات اليمين المتطرف، في تحويل الرؤية السياسية له بضم الضفة، إلى واقع.

واستغل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، حادثة تفجير حافلتين فارغتين في "إسرائيل"، ليعلن شن عملية هجوم واسع على الضفة، مستبقًا أي تحقيقات حول الحادثة، التي لا يستبعد مراقبون أن تكون "مفتعلة"، لتحقيق أهداف إسرائيلية.

وتلا تعليمات نتنياهو تصعيدًا إسرائيليًا للعدوان، الذي تتعرض له الضفة أصلاً منذ 35 يومًا، وتحديدًا شماليها، ليشمل المزيد من التهجير والتدمير والاقتحامات لبلدات جديدة، إضافة لدخول الدبابات الإسرائيلية لمدينة جنين، في خطوة هي الأولى منذ الانتفاضة الفلسطينية.

وينفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي، هجومًا على معظم مدن وبلدات الضفة، تركز في شمالها، ويتوسع يوميًا في مختلف أنحاءها، عبر الاقتحامات والاعتقالات وتدمير البنى التحتية وتهجير السكان، وهدم المنازل.

تهيئة المنطقة

ويقول المختص بالشأن السياسي عادل شديد لوكالة "صفا": "إن ما يحدث بالضفة الغربية له دلالات عدة، أهمها تهيئة المنطقة فلسطينيًا وإسرائيليًا وإقليمياً، لإعادة الاحتلال التام العسكري والمدني للضفة، وهو ما يعني إعادة صياغة مهام السلطة الفلسطينية للحد الأدنى، بمعنى أنها ستكون قريبة جدًا من سقف البلديات".

ويضيف "ما يجري من تدمير ببنى التحتية والمنازل، سيمنع الاحتلال إعادة بناءه، وهذه مرحلة مبدئية لمرحلة الضم الفعلي، الذي لن يكون قبل توجيه ضربة للمجتمع الفلسطيني، وتدمير الأبنية وغيرها".

ويرى أن ما يحدث بالضفة هو فرض لمشروع الضم، وما يجري بطولكرم مقطع منه، موضحًا أن الاحتلال يعاقب على رفض الفلسطينيين للضم، بالعقاب الجماعي، وكأنه يقول ستدفعون الثمن ولن يتوقف الضم.

وما يعقد المشهد -من وجهة نظر شديد- هو عدم وجود خطة أو مشروع فلسطيني لمواجهة هذا المشروع، وهو ما يخيف في توسعه، مستدركًا "ولكن الرهان هو على الشعب ومقاومته، فهو الذي سيواجه هذا المشروع ولن يقبل به".

ويتساءل باستغراب من حالة الصمت حول ما يجري بالضفة: "هل مطلوب أن يتم هدم ألف منزل كل يوم، كما حدث بشمال غزة، حتى نقارن؟".

وهجّر الاحتلال ما يزيد عن 40 ألف فلسطيني بطولكرم وجنين وحدهما، منذ بدء عدوانه عليهما، وقتل ما يزيد عن 27 شهيدًا، بالإضافة لتدمير مئات المنازل وتدمير الشوارع.

استعراضات لا تستهان

من جانبه، يرى المختص بالشؤون السياسة سليمان بشارات، أن لما يجري بالضفة من صعود للاحتلال، له قراءات عدة، أولها الاستعراضية لقدرة الجيش الاسرائيلي.

ويوضح في حديثه لوكالة "صفا"، أن "الاحتلال الذي خرج من غزة بعد 15 شهرًا من الحرب، وعدم قدرته على إنهائها بالأهداف الي تحدث بها، فهذه أحدثت هدنة بمكانة وصورة وقوة الجيش الاسرائيلي أمام المجتمع الدولي".

ويستطرد "لذلك فهذا الاحتلال يريد تعويض ذلك بالاستعراض في الضفة، كما رأينا في دخول الدبابات لجنين".

أما القراءة الثانية لما يجري من تصعيد بالضفة، فهو "تعزيز العلاقة الداخلية الإسرائيلية، وتحديدًا لتيار الصهيونية والتيار المتطرف في إسرائيل، الذي يرى أنه يجب أن تنفذ السياسات الإسرائيلية بحذافيرها، بما يخص مستقبل الضفة"، يقول بشارات.

ويبين أن اليمين المتطرف يريد خلق صورة باستمرار الحرب في غزة عبر استكمالها بالضفة.

مرحلة جديدة

ومن وجهة نظر بشارات، فإن القراءة الثالثة للضفة، هي أن "إسرائيل تريد أن تقدم نفسها على أنها في مرحلة جديدة من فرض السيادة على الضفة، وأن الجيش يستطيع تنفيذ الرؤية السياسية على الأرض، بمعنى أنها تريد اعتياد المشهد العسكري الاحتلالي المباشر في الضفة، كما كان قبل سنوات".

ويستدرك "ولكن اليوم يريد الاحتلال أن يكون وجوده العسكري بالضفة بهدف سياسي".

ولا يستبعد ارتكاب "إسرائيل" للمزيد من الجرائم بالضفة، قائلاً: هذا الأمر غير مستبعد، وقد يكون ضمن العقلية الإسرائيلية، ولكن الاحتلال لن يذهب في استخدام ذات المنهجية من تهجير كامل، كما فعل بغزة، وإنما يريد إعادة توزيع السكان والمنطقة جغرافيًا، بما يسهل سيطرته الكاملة على الضفة".

ر ب

/ تعليق عبر الفيس بوك