توافق اليوم الذكرى الـ13 لاغتيال الاحتلال الإسرائيلي القيادي البارز في حركة حماس وزير الداخلية والأمن الوطني الأسبق سعيد صيام، خلال حرب 2008-2009 على قطاع غزة.
وولد الشهيد سعيد محمد شعبان صيام يوم 22 يوليو/تموز 1959 في مخيم الشاطئ للاجئين في غزة، لأسرة هاجرت من عسقلان.
حصل على الدبلوم في تدريس العلوم والرياضيات من دار المعلمين في رام الله عام 1980، ثم نال البكالوريوس في التربية الإسلامية من جامعة القدس المفتوحة عام 2000.
وعمل الشهيد صيام بداية مدرسًا في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) خلال الفترة 1980-2003.
كما شغل منصب عضو مجلس أمناء الجامعة الإسلامية في غزة.
قوائم الاغتيال
واعتقل الشهيد صيام أربع مرات لدى الاحتلال الإسرائيلي في الفترة من عام 1989 حتى 1992 الذي أُبعِد فيه إلى مرج الزهور.
كما لم ينجُ من تجربة الاعتقال في سجون السلطة الفلسطينية عام 1995.
بدأ اسم الشهيد صيام يظهر في قوائم الاغتيال الإسرائيلية بعد اغتيال الشيخ المؤسس لحركة حماس أحمد ياسين ود.عبد العزيز الرنتيسي عام 2004.
ونشرت الصحافة العبرية اسمه ضمن 16 اسمًا مرشحا للاغتيال قبيل الحرب على غزة في نهاية عام 2008.
ومثّل حركة حماس في لجنة المتابعة العليا للفصائل الفلسطينية.
كما شغل عضوية مكتبها السياسي، وكان مسؤولًا عن دائرة العلاقات الخارجية في الحركة.
أعلى الأصوات
لمع نجم صيام عندما حصل في الانتخابات التشريعية عام 2006 على نسبة تصويت بالضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة عن دائرة واحدة.
وتولى الشهيد صيام وزارة الداخلية بعد فوز كتلة التغيير والإصلاح البرلمانية التابعة لحركة حماس بأغلب مقاعد المجلس التشريعي في انتخابات عام 2006.
وبعد أن وجد صعوبة في التعامل مع قادة الأجهزة الأمنية الموالين لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والرئيس الفلسطيني محمود عباس، شكل القوة التنفيذية المساندة للأجهزة الأمنية في مايو/أيار 2006 والتي قوامها من كوادر وعناصر كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وأذرع عسكرية أخرى لفصائل المقاومة.
وأثناء توليه وزارة الداخلية وجد صيام نفسه في مواجهة مع الأجهزة الأمنية التي كانت ترفض الاستجابة لأوامره، وهي المواجهة التي قادت حركة حماس إلى السيطرة على مقرات الأجهزة الأمنية في قطاع غزة بتاريخ 14 يونيو/حزيران 2007 فيما عرف بـ"يوم الحسم".
قيادة الداخلية
بعد تكليفه بحقيبة وزارة الداخلية عقب تشكيل الحكومة العاشرة، نجح الشهيد صيام في إعادة تأسيس بنيان الوزارة بشكل مهني، واستطاع إعادة بناء الأجهزة الأمنية والشرطية بعقيدة وطنية خالصة، وكان الاعتبار الأساس بالنسبة له "الوطن والمواطن".
كما قاد صيام مواجهة حالة الفلتان الأمني وفوضى السلاح، فاستطاعت الداخلية في عهده أن تُعيد الأمن المفقود في السنوات التي سبقت توليه منصب وزير الداخلية، ووصلت الحالة الأمنية في عهده مرحلةً مستقرة لم يسبق أن عاشها قطاع غزة فيما يتعلق بالأمن الداخلي.
وأنشأ الشهيد صيام ديواناً للرقابة لتصويب الأداء داخل الوزارة وإنصاف المواطنين.
كما أسس معهداً للعلوم الأمنية، وهيئة للتوجيه والإرشاد التي نظمت البرامج التدريبية في مختلف المواقع الأمنية.
وخلال حرب 2008، ورغم الظروف الأمنية والعسكرية الصعبة، أدار الشهيد صيام الأجهزة الأمنية عقب الضربة القوية التي تلقتها في أول أيام الحرب واستشهاد عدد من قادة الأجهزة الأمنية بينهم قائد الشرطة وجهاز الأمن والحماية.
وعمل صيام على المحافظة على الأمن والاستقرار الداخلي من جانب، وحماية ظهر المقاومة أمام العدوان الإسرائيلي من جانب آخر.
وعرف عنه مشاركته في لجان الإصلاح التي شكلها الشيخ المؤسس الشهيد أحمد ياسين في انتفاضة الأقصى.
كما سعى بشكل دؤوب أثناء توليه وزارة الداخلية إلى زيارة ومشاورة وجهاء العشائر في عدد من القضايا الأمنية.
العلاقة مع السلطة وفتح
وأثار الشهيد صيام غضب حركة فتح وقياداتها حين عقد سلسلة مؤتمرات صحفية كشف أثنائها وثائق أكد أنها تثبت تورط قيادات في الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالتجسس على دول عربية وإسلامية.
واستمر التدهور في العلاقة مع حركة فتح عندما عقد سلسلة مؤتمرات صحيفة أعلن فيها عن تورط قيادات في الحركة في مخططات تفجير واغتيال في قطاع غزة بعد سيطرة حركته على القطاع.
استشهد الوزير صيام في اليوم العشرين للعدوان، بتاريخ 15 يناير 2009، برفقة نجله محمد وشقيقه إياد وزوجة شقيقه، بالإضافة إلى عدد من الفلسطينيين، باستهداف طائرات الاحتلال لمنزل بحي اليرموك غرب غزة.