محللان لـ"صفا": "معلومة ذهبية" كشفت منفذي عملية نابلس.. والتنسيق الأمني "كلمة السر"

غزة - خـــاص صفا

اتفق محللان سياسيان على أنّ إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي نجاحه في اعتقال منفذي عملية إطلاق النار التي وقعت شمال نابلس جاء بفضل "معلومة ذهبية" تحصّلت عليها الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية خلال عملية مطاردة المقاومين، مشيرين إلى فرضية وجود تنسيق أمني وتبادل معلومات مشترك بين الأجهزة الفلسطينية وأجهزة الاحتلال.

وأعلن الاحتلال فجر الأحد، اعتقال منفذي عملية إطلاق النار قرب مستوطنة "حومش" شمال مدينة نابلس، الخميس الماضي، والتي أدت لمقتل مستوطن وإصابة اثنين آخرين بجروح مختلفة.

وحدثت عملية الاعتقال، وفق ترجمة وكالة "صفا"، في عملية مشتركة مع "الشاباك" والقوات الخاصة في قرية السيلة الحارثية بقضاء جنين.

وقال جيش الاحتلال والشاباك في بيان مشترك، "إن جهودًا استخبارية مضنية بذلت خلال الأيام الأخيرة، تم فيها تشكيل غرفة عمليات خاصة في مستوطنة "شافي شومرون" غرب نابلس سعيًا للوصول إلى منفذي العملية، وإن الجهود تكللت بالنجاح الليلة الماضية".

التنسيق الأمني

ولفت المحلل السياسي ذو الفقار سويرجو، في حديثه لوكالة "صفا"، إلى أنّ هناك علامات استفهام وشكوك كبيرة حول دور الأجهزة الأمنية الفلسطينية في توصيل "بعض المعلومات الذهبية" التي قادت الاحتلال للوصول إلى المقاومين.

وأعرب سويرجو عن اعتقاده بأنّ التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال وفّر "معلومة ذهبية ضيّقت الجغرافيا وأصبح الوصول إلى منفذي العملية أمرًا سهلًا".

وأضاف "المشكلة الأساسية ليست بالقوة الاستخباراتية الإسرائيلية بل داخلية تتمثّل في التنسيق الأمني والعملاء وكاميرات المراقبة".

واتّفق المحلل السياسي حسن عبدو مع سابقه بالقول إنّ "أجهزة السلطة كانت دائمًا ما تعمل مع أجهزة الاحتلال وعلى رأسها الشاباك كمنظومة واحدة للكشف عن خلايا المقاومة وملاحقة المقاومين في الضفة".

ولم يقلل عبدو، في حديثه لوكالة "صفا"، من قيمة عمل الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية في ملاحقة المقاومين، مشيرًا إلى أنّها قد بذلت جهدًا كبيرًا في الوصول إلى طرف الخيط الذي قاد إلى اعتقال منفذي العملية البطولية.

الكاميرات ومواقع التواصل

كما اتفق المحلان على ضرورة زيادة وعي المواطنين في التعامل مع كاميرات المراقبة عند تنفيذ عمليات، ووجوب التخلص من تسجيلاتها؛ لحرمان الاحتلال من أي معلومة قد تساعدهم في الوصول إلى المنفذين.

وقال سويرجو "يجب زيادة الوعي بتكسير وإخفاء وعمل كل شيء لازم في الكاميرات الموجودة في المنطقة التي تحدث فيها عملية بطولية، إضافة إلى الحذر من العملاء الذين ينشطون خلال هذه الفترة".

ودعا المقاومة إلى "ابتداع طرق جديدة من العمل المقاوم الفردي والابتعاد عن الجهد التنظيمي، بشكل يشبه العمل السري القديم، بحيث تعمل كل وحدة منفصلة عن الأخرى، مع استخدام طرق ووسائل لإيصال المعلومات في نطاق محصور وضيّق".

أمّا عبدو فلفت إلى أنّ وحدة السايبر الإسرائيلية المتخصصة التي تحمل اسم "الوحدة 8002" هي من وصلت إلى طرف الخيط الذي قاد لاعتقال المنفّذين عبر تحليل البيانات الواردة إليها من خلال رصد الاتصالات وفك الشيفرات عبر شبكة الانترنت والشبكة الخلوية.

وطالب المقاومة باستخلاص العبر المهمّة من هذه العملية، والمتمثّلة في إدراكها بأنّ "وسائل الاتصال هي نقطة الضعف الرئيسية التي يمكن أن يقوم الاحتلال بالتنصّت عليها واختراقها وبالتالي تكون مصدر معلومات مهم للاحتلال".

ويضيف "أمّا المصدر الثاني فهو كاميرات المراقبة الموضوعة على الشوارع الرئيسية التي قد توفّر معلومات عن المقاومين الذين ينفّذون مثل هذه عمليات".

ودعا المحلل عبدو أبناء شعبنا في الضفة عند وقوع عملية في منطقة ما إلى تغيير اتجاه هذه الكاميرات، وجعلها في نطاق الحماية فقط دون كشف ورصد الشوارع الرئيسية، بحيث لا تجمع أي معلومات يمكن أن توفّرها للأجهزة الأمنية الإسرائيلية.

كما اختتم حديثه بالتأكيد على خطورة الحديث عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مشدّدًا على أنّها "توفر مصدرًا مهمًّا وجوهريًا للمعلومات قد يقود إلى الكشف عن المقاومين ومن يقف إلى جانبهم ويتبعهم، بالإضافة إلى تجنّب أي حديث عن المعتقلين وانتماءاتهم".

يشار إلى أنّ جهاز "الشاباك" الإسرائيلي زعم أنّ منفذي العملية هما الشقيقان غيث وعمر أحمد جرادات، وهما من نشطاء حركة الجهاد الإسلامي.

وأسفرت عملية إطلاق النار التي وقعت يوم الخميس الماضي قرب مستوطنة "حومش" شمال مدينة نابلس عن مقتل مستوطن وإصابة اثنين بجروح مختلفة.

ع و

/ تعليق عبر الفيس بوك