سبع سنوات من حرمان الأم والأشقاء، عاشتها حلا ياسر عبد الوهاب، من محافظة رفح جنوبي قطاع غزة، لكن ذلك لم يمنعها من التفوق والجد والاجتهاد، الذي جعلها تحصد مركزًا من بين أوائل المحافظة، بمعدل 99.6% في الفرع الأدبي.
وعمت الفرحة منزل حلا للمرة الأولى منذ العدوان الإسرائيلي الذي فقدت فيه أسرتها عام 2014، وهم: الأم والأشقاء الأربعة جميعًا، ولم ينجوا سوى هي ووالدها الذي يقف بجانبها اليوم ولم تسعه الفرحة.
دموع الفرح لم تغادر مقلتي حلا ووالدها، اللذين تمنوا لحظة التفوق أن تكون الأم وبقية أفراد الأسرة موجودة؛ لكن "زوجة الأب" والجيران والأقارب عوضها هذا الشعور المؤلم، بوقوفهم بجوارها والاحتفاء بتفوقها مصطحبين أطباق الحلوى وبوكيهات الزهور.
واستشهدت والدتها وأشقائها في قصفٍ إسرائيلي في الثاني من أغسطس/أب 2014.
في حين نجت هي ووالدها بأعجوبة، فيما ارتقى في ذلك الحين واليوم الذي سبقه عشرات الأبرياء فيما عرف باسم "الجمعة السوداء".
وتقول حلا لمراسل "صفا": "استقبلت خبر التفوق بفرحة غير مسبوقة، بلسمت قلبي المجروح، منذ فقدان أسرتي؛ صحيح الفرحة كبيرة لكن كنت أتمنى أن تكون أمي وأشقائي بجانبي؛ هديتي لهم هو أنني تفوقت اليوم".
وأضافت "هذا النجاح يعني لي الكثير، وكنت أحلم وأسعى للحصول على هذا المعدّل، حتى أفرح والدي وأرفع رأسه، وهذا ما حدث، وسعادتي بحجم سعادته بي".
وتابعت "مهما حاول الاحتلال أن يهزمنا فلن يستطيع، ولن يجعلنا نتوقف عن السعي نحو حلمنا، ونواجه هذا المحتل بسلاح العلم والتفوق، ونحقق أهدافنا؛ بحمد الله حصلت على ما أريد ورفعت رأس أهلي".
وواصلت حلا حديثها "هذا العام لم يكن سهلاً، بسبب الإغلاقات نتيجة كورونا، وأحداث الشيخ جراح والمسجد الأقصى، وأخيرًا العدوان الإسرائيلي الأخير، الذي ترك تأثيرا كبيرا في نفوسنا، ولم تكن سهلة، لكن تحديتها وتخطيتها وحصدت معدلا مرتفعا، وكذلك الكثير أمثالي".
وأضافت "رغم القهر والقتل وهدم المنازل من قبل الاحتلال الإسرائيلي، لكن بدأنا من جديد وحصلنا على معدلات، وخرجنا من بين الأنقاض لنقول للعالم أننا شعب نحب الحياة، ولن نستسلم للعدوان ولهذا الكيان الذي يريد قتل الروح قبل الجسد والمسكن".
وتشير حلا إلى أنها كانت تتمنى وجود أمها وأشقائها معها، لكنها تثق أنهم ذهبوا لمكان أفضل، لذلك هي تهديهم فرحتها وتفوقها.
كما أهدته لوالدها وزوجته، الذين لم يقصروا معها، ومدرسيها، وكل من دعمها وساندها منذ البداية.