تنتظر عائلة أبو رموز تحرك عقارب الساعة بسرعة حتى يأتي موعد جلسة نجلها جهاد غدًا الخميس، والتي تتزامن مع حرمانه من أول امتحان للثانوية العامة، بسبب اعتقاله في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت قوة إسرائيلية اعتقلت الطالب جهاد في الساعة الثانية ليلة أمس الأول من منزله في حي البستان في بلدة سلوان بالقدس المحلة، قبل يومين من موعد امتحانات "التوجيهي".
فقد تفاجأ المقدسي جواد أبو رموز وعائلته بحصار قوات كبيرة من جنود الاحتلال منزله واقتحامه بعنف ومعهم كاميرا تلفاز، مبرزين أمرًا باعتقال نجله جهاد وتفتيش غرفته.
ويقول جواد: "رافقت عناصر المخابرات والجنود خلال تفتيش غرفة جهاد، حيث صادروا بنطاله وقميصه وحذاءه، قبل اعتقاله واقتياده إلى مركز شرطة صلاح الدين بالقدس".
ويلفت إلى أن القوات اعتقلت نجله جهاد مع الشابين حربي الرجبي وخلدون ماهر سرحان من نفس الحي، واقتادتهم لمركز الشرطة.
ومثل جهاد والشابين حربي وخلدون أمس أمام قاضي محكمة الصلح غربي القدس المحتلة، ووجهت النيابة العامة ضدهم تهمة المشاركة في أعمال شغب ببلدة سلوان في الرابع من الشهر الجاري.
ويتساءل جواد اعتقل جهاد بتهمة المشاركة في أحداث جرت في مستهل الشهر الجاري، لماذا انتظرت شرطة الاحتلال أكثر من أسبوعين حتى تعتقله؟؟
ويعيش جواد وعائلته حالة من القلق والخوف الشديدين على نجله جهاد، لإعتقاله تزامنا مع موعد امتحانات الثانوية العامة، التي تحدد مصيره العلمي بعد 12 عامًا من الدراسة.
ويشعر جواد الذي مر بمحن كثيرة في حياته بالغصة والألم على نجله، الذي ينتظر بفارغ الصبر تقدمه للإمتحانات، التي تعتبر النافذة الوحيدة لإكمال تعليمه الجامعي.
ويصف اعتقال جهاد بالمحنة الجديدة التي لم يكن يتوقعها، والضغط النفسي عليه وعائلته وخاصة زوجته التي تبكي ليل نهار منذ اعتقاله.
ويقول: "لا يكفي احتلال وظلم وقهر، ويستقبل ابني امتحانات الثانوية العامة مقيدا بالسلاسل والقيود، ويحرم من تقديمها".
ويتزامن اعتقال الطالب جهاد أبو رموز (18 عامًا) مع الذكرى السنوية لاستشهاد جده رشدي قبل 31 سنة.
أما بالنسبة لوالدة جهاد، فالدموع لا تفارق عينيها منذ اعتقاله، ويعد بالنسبة لها أغلى أبنائها الذي انتظرته سنوات، بعد إنجاب 3 بنات.
وتقول إن اعتقال نجلها جهاد بمثابة الصدمة التي لم تتوقعها، فقد كانت توفر له الوقت للدراسة لامتحانات التوجيهي، لتحقيق حلمها الذي طالما انتظرته.
وتضيف:" لقد تعمد الاحتلال اعتقال جهاد في وقت تزامن مع تقديمه للامتحانات لتحطيم مستقبله، لأنه كان أمامه أكثر من أسبوعين لاعتقاله".
وتتابع:" الاحتلال لا يريد أن يتعلم شبابنا ويكملوا دراستهم، وذلك ضمن الضغوط التي يمارسوها على سكان حي البستان من أجل تهجيرهم وترحيلهم من سلوان".
وتشير إلى أن جهاد تفتحت عيناه منذ صغره على تهديد الاحتلال بهدم منزله في حي البستان وترحيله من سلوان، وكبر وترعرع على مقارعة الاحتلال الذي اعتقله عدة مرات.
وتقول:" نعيش على أعصابنا وننتظر جلسة محكمة جهاد بفارغ الصبر، وأتألم لحرمانه من تقديم الامتحان الأول بالثانوية العامة غدا".
ويتعلم الطالب جهاد أبو رموز في المدرسة الشاملة في رأس العامود بسلوان، وتعرض للاعتقال 4 مرات والتوقيف لعدة أيام، قبل الاعتقال الأخير.