web site counter

خضر.. أحب الأرض فكان شهيدها

شهداء يوم الارض
سخنين المحتلة – رشا بركة – صفا

رغم مرور 38 عاماً على فراق أخيه خضر، لم يستطع أبو السعيد خلايلة نسيان تلك اللحظة التي لفظ أخيه أنفاسه الأخيرة على ركبتيه وهو غارق بدمه، بعد استشهاده برصاص الاحتلال في يوم بات رمزاً لتشبث الفلسطينيين بأرضهم.

ويحيى الفلسطينيون اليوم الذكرى الـ38 ليوم الأرض الذي ارتقى خلاله 6 شهداء من مناطق الجليل الفلسطيني في سخنين وعرابة وكفر كنا ونور شمس، بعد إطلاق جنود الاحتلال الإسرائيلي النار عليهم.

وتعود حادثة استشهاد الفلسطينيين الستة إلى تاريخ الـ30 من آذار/مارس عام 1976 حينما صادرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية خاصة في الجليل، وأعلنت هذه الأراضي منطقة عسكرية مغلقة.

وفي ذلك اليوم كان الشهيد خضر خلايلة يبلغ من العمر (28 عامًا)، وفي ليلة مواجهات بين جنود الاحتلال والأهالي الذين رفضوا منع التجول دخل الجنود إلى قرية سخنين، وأطلقوا النار صوب المنازل بشكل عشوائي ودون أي سبق إنذار.

ويستذكر شقيقه أبو السعيد المشهد ويقول "الجنود دخلوا إلى القرية وفي نيتهم القتل فأطلقوا النار على المنازل وجدرانها، وخلال ذلك أصابوا معلمة وهي في طريقها للمدرسة بالرصاص وسقطت على الأرض".

وأثار مشهد القتل مشاعر خضر فانطلق مسرعًا وبرفقة شقيقه أبو السعيد محاولين إسعاف المعلمة ونقلها من مرمى إطلاق النار، إلا أن جنود الاحتلال لم يتقبلوا هذا الموقف الإنساني فزادوا في القتل وأطلقوا النار على المسعفين وأصيب حينها خضر.

وكما يقول أبو السعيد (57 عامًا) "لم يتركونا نسعف المرأة وفي نفس اللحظة سقط أخي مصابًا وتصعبنا في نقله إلى المستشفى نظرًا لعدم وجود سيارات بسبب منع التجول المفروض".

وبعد معاناة وصلت مركبة وحمل أبو السعيد شقيقه واستقلها، ويصف المشهد بصوت تقطعه العبرات "في طريقنا للمستشفى وضعت أخي على ركبتي وأنا أمسك بيده وأنظر إلى عينيه وشفتيه وهو يحاول أن يتكلم وقلبي ملهوف بأن أسمع ما يريد قوله".

ويستدرك "لكنها كانت اللحظة الأخيرة لخضر وحينها كان يتلفظ أنفاسه وفارق الحياة بين يدي، قبل أن نصل مستشفى نهارية".

وإضافة لخضر خلايلة استشهد 5 فلسطينيين في ذلك اليوم وهم: الشهيدة خديجة قاسم، والشهيد محسن طه ورجا أبو ريا ورأفت علي والشهيد خير ياسين.

حبه للأرض

ولم تجف دمعة المسن أبو خضر (84 عامًا) على نجله الأكبر رغم مرور هذه السنوات، وسرعان ما تذرف عينيه بالدموع رغم أن عينيه الصغيرتان لم تعدا تتحمل ذرف الدموع لتقدمه بالعمر.

ويقول "لا أذكر من شيئًا جميلًا في هذه الحياة إلا حبيبي ومهجة قلبي خضر، أذكر خضر الذي يحب الحياة ويحب الناس والأرض".

وكان خضر يتميز بحمله لمسئولية الأرض وفلاحتها، وهذا أكثر ما كان يحب أن يمارسه قبل استشهاده، وهنا يقول والده "حبه للأرض جعله شهيدها".

وكما يقول شقيقه أبو السعيد "كان يملك جرار زراعي وطوال يومه في الأرض، حتى أنه كان يحب رائحتها ولا يأكل إلا من خيرها".

ومن شدة تعلقه بالأرض أثار غضبًا على قرار سلطات الاحتلال أنداك بمصادرة أراضي جيرانه وأهل الجليل بشكل عام، ولا تزال مقولته لصديقه الحاج أبو محمد خالدة في ذهنه حينما قال "إذا سكت عن حق جاري، بكرا راح يجي عليّا الدور ويصادروا أرضي وينتهكوا عرضي".

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام