كشف أمين سر المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الناطق الإعلامي باسمها عوني أبو غوش عن التوصل لاتفاق مبدئ بين أطراف الصراع في سوريا، يقضي بإدخال المساعدات الطبية والتموينية غدًا الاثنين لمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين. وقال أبو غوش لمراسل "صفا" الأحد: إنّ الاتفاق ينص على "خروج المسلحين من اليرموك فورًا وفك الحصار والسماح بإخراج الجرحى والمرضى من داخله والنساء الحوامل، والسماح للهيئات الدولية بإدخال المواد التموينية والطبية له". وأوضح أبو غوش أن هذه الخطوة إنّ تم الالتزام بها ظهر غدًا على أبعد تقدير سيكون بمثابة مقدمة على طريق إخلاء اليرموك من المسلحين وإدخال المساعدات التموينية لسكانه الذي يتواصل حصارهم لليوم 182 على التوالي. ولفت إلى أن جميع المؤشرات ترجح قرب انفراج وضع مخيم اليرموك، مستدركًا: "لكن ما زلنا ننتظر غدًا حتى نرى إمكانية بدء دخول المساعدات، لأننا لا نثق بأي اتفاق أو توافق مبدئي لحين البدء بالتنفيذ، كون اتفاق حدث مسبقًا بعد مبادرة الرئيس محمود عباس ولم يطبق". [title]تجنيب اليرموك[/title] وذكر أبو غوش أن كافة الأطراف ترفض إبقاء المخيم رهينة الصراع، وأن الفصائل تتعاطى مع أمر واقعي وتأكد أن ما يحدث بسوريا شأن داخلي لا علاقة لأي فلسطيني به، ومن يأخذ على عاتقة التدخل بالشأن السوري لا يمثل وجهة النظر الفلسطينية، كما قال. وحول وفد منظمة التحرير، أشار إلى أن الوفد يضم أربعة أشخاص، ووصل لسوريا الأربعاء الماضي، والتقى بمختلف الفصائل بمقر السفارة الفلسطينية بدمشق وممثلين عن أطراف الصراع، للتباحث في حلول لفك حصار المخيم وإيجاد حل للأزمة القائمة". وبين أبو غوش أن الوفد واجه مشاكل وعقبات عدة قبل وصوله، لإيصال الرسالة والصيغة التوافقية للفصائل الفلسطينية والتي تتمحور حول تحييد المخيم أي صراعات، وأن ما يحدث هو شأن سوري داخلي لا شأن لنا به. وأوضح أن ذروة الحصار كان في شهري نوفمبر وديسمبر الماضيين، والوضع الصحي والمعيشي للسكان أصبح كارثيًا، والتقديرات تشير إلى أن 30 شخصًا قضوا جوعًا من سكان اليرموك، وفي حال استمرار هذا الوضع فيعني ذلك أننا أمام كوارث كثيرة. وجدد القيادي في جبهة النضال تأكيده على أن قضية المخيمات الفلسطينية خاصة اليرموك، هي قضية سياسية أخلاقية إنسانية بحتة، يجب أن تكون تلك المخيمات التي يتواجد بها اللاجئين الفلسطينيين ضيوفًا، بعيدة عن أي صراعات تحدث بالدول التي تستضيفهم. وعبر أبو غوش عن أمله بأن يتم تطبيق الاتفاق الخاص بمخيم اليرموك، ويتم تحييده أي صراعات، ويرفع الحصار فورًا، وأن تخرج الجماعات المسلحة على الفور، و"ألا تستغل المخيم ويبقى رهينة بقبضتها لخدمات أجندات خارجية". وتؤكد تقارير حقوقية ومصادر محلية داخل مخيم اليرموك أن عدد شهداء الجوع بلغ 42 شهيدًا معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ.