ما دوافع تغول المستوطنين بالضفة؟

الضفة الغربية - خاص صفا

"السلطة بتشلّح والجيش بسلّح". بهذه العبارة استهل الناشط عوض أبو سمرة من قرية ترمسعيا حديثه حول هجوم عشرات المستوطنين على قريته شمال رام الله وإطلاق النار على الأهالي وحرق المنازل والسيارات.

ويستهجن الناشط موقف الحكومة والأجهزة الأمنية من ترك الشعب "لقمة سائغة" أمام المستوطنين المدججين بالسلاح، والذين يهاجمون البلدات بشكل يومي.

ويؤكد أبو سمرة في حديث لوكالة "صفا" أن أهم دافع لهجوم المستوطنين على البلدات، هو تأكد هذه القطعان وجنود الاحتلال من خلو تلك البلدات من سلاح المقاومين، نظرًا لملاحقتها من قبل السلطة، في مقابل الدعم الذي يتلقاه المستوطنون من أسلحة متطورة وذخائر ووسائل يهاجمون فيها الفلسطينيين.

ويكشف الناشط أن المستوطنين الذين هاجموا قريته، استخدموا مادة الفسفور الحارقة، أثناء قيامهم بإحراق المركبات والمنازل، إذ أن تلك المادة كانت تشعل النيران بالسرعة القصوى، ما حذى بهم إحراق عشرات المنازل والمركبات خلال وقت زمني قصير.

ويرى أن عزوف المواطنين والكثير من الشبان عن الانخراط في الحالة النضالية، والسعي للوقوف إلى جانب المقاومين وتعزيز الحالة الوطنية، ساهم في تمكين المستوطنين من اقتحام البلدات بسهولة وإحداث دمار هائل فيها.

ويوجه أبو سمرة نداءً عاجلاً إلى الجهات الرسمية بالإسراع بتشكيل برنامج نضالي متكامل لحماية القرى والبلدات، وتعزيز الصمود، بدلاً من ملاحقة المقاومين والنشطاء ومصادرة أسلحتهم.

ويشدد على تشكيل لجان لحراسة البلدات المحيطة بالمستوطنات، وتوفير الدعم الكامل لها.

ويقول: "عمري 57 عامًا ومستعد أبقى واقف للمستوطنين حتى أموت، بدنا الكل يدافع ويصمد.. هذه أرضنا وبيتونا وما حد بحميها غيرنا".

ويضيف: "بنقول للسلطة وللجنة المركزية يا بتعملوا برنامج نضالي وبتساندوا الشعب.. يا بتخلوا الشعب يقاوم لحاله".

تطرف متنامي

بدوره، يقول الباحث بمركز "يبوس" للدراسات والاستشارات سليمان بشارات إن: "سلوك المستوطنين هو نتاج الأحزاب الدينية المتطرفة وعلى رأسهم بن غفير وسموتيرتش، واعتبار أنفسهم أنهم أساس الحكومة واستمراريتها، الأمر الذي يمثل داعمًا أساسيا لدور ومكانة المستوطنين بالضفة".

ويوضح بشارات لوكالة "صفا" أن الخطة الإسرائيلية الحالية تأتي في إطار ضم الضفة، وذلك من خلال سلوك المستوطنين وتعزيز الاستيطان بآلاف الوحدات الجديدة، فأصبح الحديث عن دولة فعلية في الضفة من خلال التجمعات الاستيطانية والعامل الديمغرافي بوجود 750 ألف مستوطن، إضافة للامتداد السياسي بوجود ممثلين وقادة للمستوطنين في الحكومة.

ويرى الباحث أن النظرة الإسرائيلية لمستقبل الضفة وتجذر المستوطنين فيها، يحتاج لكافة الحقوق والامتيازات وتقوية الاستيطان على حساب الوجود الفلسطيني.

ويتطرق إلى الحالة الفلسطينية في الضفة، مبينًا أنها في حالة انفراد وانعزال عن الواقع السياسية إلى الإداري، بمعنى وجود تجمعات فلسطينية ضمن هياكل إدارية وليس بالمعنى المرسوم في الخارطة السياسية، إذ إنه لم يعد الحديث عن دور سياسي للسلطة، سوى طروحات بشكل خدماتي.

وحول علاقة المستوطنين بجيش الاحتلال، يلفت بشارات إلى أن رؤية الجيش الاسرائيلي ترتكز على أن حماية المستوطنين تكلف الكثير من الجنود والعتاد والأموال، وحتى يتحلل الجيش من الحماية يتم منح المستوطنين الأريحية في التعامل ميدانيا، ويبقى دور الجيش الضابط والمراقب الذي يمكن أن يتدخل في حالات معينة.

وفيما يتعلق بملامح المرحلة المقبلة بالضفة، يتوقع الباحث المواجهة ما بين المستوطنين والمواطنين، وقد تتكلل بخسائر كبيرة، على غرار حرب العصابات عام ٤٨.

أ ك/ع ع

/ تعليق عبر الفيس بوك