بينها "صفا"..احتجاج بغزة إثر حذف "فيسبوك" صفحات إعلامية

غزة - صفا

نظم عشرات الشبان وممثلون عن وسائل إعلامية في غزة الخميس وقفة احتجاجية؛ استنكاراً على اقدام موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" حذف حساباتهم الشخصية.

واحتشد هؤلاء أمام مقر الأمم المتحدة غرب المدينة رافعين شعارات تطالب بإرجاع صفحاتهم، ولافتات أخرى استنكارية لقمع حرية الرأي والتعبير.

وحذف موقع "فيس بوك" منذ الجمعة الماضية وحتى الآن 19 حساباً لمدراء ومحرري صفحات فلسطينية وإخبارية منها وكالات "صفا" و"شهاب" و"قدس الإخبارية"، و"رام الله نيوز"، و"48الإخبارية"، و"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، بالإضافة لحذف 16 صفحة متنوعة وصل عدد متابعيها إلى أكثر من 8 ملايين.

وقال رئيس تحرير وكالة "صفا" ياسر أبو هين إن وقفة النشطاء وممثلي الإعلام التي حذفت حساباتهم من على موقع "فيس بوك" جاءت احتجاجاً واستنكاراً للمجزرة المستمرة التي تتبعها إدارة "فيسبوك" بحق الشعب الفلسطيني.

وأضاف "نحن أمام كرة ثلج تكبر يوماً بعد آخر، ابتدأت بحجب صفحات كفضائية الأقصى وشهاب وفلسطين اليوم وشبكة قدس، وبالأمس القريب تم حذف وكالة صفا بعد أن وصل متابعوها لأكثر من مليون شخص".

ولفت أبو هين إلى أن ما تقوم به فيسبوك هو تطبيق فعلي وسريع لما وقعته مع الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أن الاعلام الفلسطيني يعمل بمهنية أكثر من أي إعلام آخر.

وأوضح أن ما يحدث بحق الإعلام الفلسطيني هو من باب إسكات الضحايا وفرض مزيد من الحصانة على الاحتلال، مضيفاً " هناك العشرات من الصفحات الإسرائيلية التي تدعو إلى التحريض وعمليات القتل وبث الكراهية بحق الفلسطينيين، لم نسمع يوما أن فيس بوك حذف صفحاتهم".

وطالب إدارة موقع فيسبوك بالتراجع الفوري عن حذف الصفحات الإخبارية الفلسطينية وكذلك حسابات الناشطون، مبنياً أن كثيراً من الجهود البشرية والمادية وضعت في هذه الصفحات لتحقيق العدالة الإعلامية.

وأكد أبو هين على استمرار سلسلة الفعاليات الاحتجاجية ضد موقع "فيس بو" للتراجع عن سياساته بحق الشعب الفلسطيني، واسترداد الحقوق إلى إصحابها.

سنوصل صوتنا

من جهته، دان الإعلامي صالح المصري ممثلاً عن موقع "فلسطين اليوم" حذف حسابات سبعة من محرري ومديري وكالته، قائلاً إن محاولات الاحتلال ضد النشطاء ووسائل الإعلام عبر الفيس بوك جاء لإخماد انتفاضة القدس بكل الطرق والوسائل الممكنة؛ لكنه فشل بتحقق ذلك.

وعدّ المصري لجوء الاحتلال لعقد اتفاق مع فيسبوك بحذف حسابات نشطاء ووسائل إعلام فلسطينية الفلسطينيين "محاولة لخرق جميع الأعراف والقوانين الدولية".

وأضاف أن الاحتلال يحاول بكل الطرق الممكنة لملاحقة شعبنا في كل الميادين والمجالات، وشن حروباً كثيرة علينا؛ لإيقاف الصوت الفلسطيني وعدم نشر مظلوميته؛ لكنه فشل".

وحذفت إدارة "فيس بوك" خلال الفترة القصيرة الماضية؛ عددا من المنشورات والحسابات الشخصية، وعلقت عمل عدد آخر منها بناءً على طلب الجهات الإسرائيلية، حيث أن فيس بوك استجاب لأكثر من 95% من الطلبات.

انتهاك لحرية التعبير

وعدّت الناشطة نسرين أبو حطب منسقة حملة FB Censors Palestine اتفاق إدارة "فيسبوك" مع الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاً لحرية التعبير والرأي الذي تكفل بها الموقع منذ تأسيسه.

وقالت "إن اتفاق فيسبوك مع الاحتلال لا يشكل مساساً بحرية الرأي والتعبير فحسب؛ بل يقوم بتقييد هذا الحق على أساس تمييزي؛ فيقوم بحذف المحتوى الفلسطيني فقط، الأمر الذي سيؤدي إلى التضييق على الرواية الفلسطينية مقابل الرواية الإسرائيلية".

وبيّنت أبو حطب أن جميع المواثيق والأعراف الدولية تكفلت بحرية الرأي والتعبير، وتمنع أي اعتداء عليها، وهو ما تشير إليه شروط استخدام "فيس بوك"، والتي قام عليها من الأساس لإيجاد مساحات افتراضية واسعة لحرية الرأي والتعبير وهو ما لم يتم احترامه من جانب إدارة فيس بوك

وأوضحت أن حيثيات الاتفاق الإسرائيلي مع فيس بوك لازالت مجهولة وهو ما يبعث على القلق حول إن كانت تلك البنود تشير إلى الكشف عن هوية القائمين على الصفحات وتعريضهم للخطر.

ولفتت إلى أن هذا الاتفاق إن استمر سيكون واحداً من الخطوات المتتالية لخنق الفلسطينيين بعد حصارهم على أرض الواقع وفي العالم الافتراضي، وسيتجاوز فلسطين ليكون واحداً ضمن سلسلة من الاتفاقيات التي ستلحقه لتحقيق اهداف سلطات وأنظمة قمعية وديكتاتورية على حساب حرية الشعوب

وفي ختام الفعالية سلّم النشطاء وممثلو وسائل الإعلام رسالةً خطية إلى مقر الأمم المتحدة بمدينة غزة، آملين النظر في القضية وتبعاتها والنظر في إمكانية القيام بتفعيل كافة الآليات الحقوقية الممكنة والمتاحة لإنهاء الاتفاقية ووقف الانتهاكات حقوق الانسان المترتبة عليها ضمان الأمن الشخصي لمديري الصفحات والمحررين.

وعقدت إدارة موقع فيس بوك مطلع شهر سبتمبر الحالي اتفاقاً مع الاحتلال الإسرائيلي يقضي بمراقبة المحتوى الفلسطيني على الصفحات والحسابات الشخصية بالموقع، وحذف كل ما يزعج الاحتلال من منشورات وصفحات وحسابات.

/ تعليق عبر الفيس بوك

استمرار "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة