أكد الرئيس محمود عباس على وجود مبادرة قدمتها فرنسا من أجل حل القضية الفلسطينية بالفعل.
وقال في تصريح للصحافيين بعد لقائه بالرئيس التونسي الباجي قائد السبسي بالقصر الرئاسي بقرطاج مساء الأربعاء، "إن الفرنسيين يريدون أن يقدموا باسم الفلسطينيين مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي".
وأضاف "هناك أفكار لدى الفرنسيين بأنه لا بد أن يتقدموا بقرار إلى مجلس الأمن باسمنا للقضية الفلسطينية".
وأردف "طبعًا، نحن نرحب بهذه الجهود، ولكن هناك لجنة عربية من 5 دول هي المكلفة بمتابعة هذا الأمر مع فرنسا ومع غيرها من الدول".
وأوضح عباس أن المبادرة الفرنسية تقترح من خلال القرار "مبادئ لحل الصراع على غرار تثبيت حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 مع تبادل أراض بين الطرفين، وجعل القدس عاصمة مشتركة بين الدولتين، إلى جانب تحديد جدول زمني لإنهاء الاحتلال، وعقد مؤتمر دولي للسلام".
ويجري الفلسطينيون مع الفرنسيين مشاورات مكثفة هذا الأيام، في محاولة للوصول إلى صيغة اتفاق تقدمه باريس لمجلس الأمن.
خلافات إسرائيلية فرنسية
وكشفت صحيفة "هآرتس" العبرية صباح الخميس النقاب عن خلافات غير مسبوقة بين فرنسا و"إسرائيل" على خلفية هذه المبادرة الفرنسية.
وقالت الصحيفة إن المباحثات الاستراتيجية بين فرنسا و"إسرائيل"، والتي عقدت الأسبوع الماضي في القدس، وشارك فيها دبلوماسيون من الجانبين، تحولت إلى صراع غير مسبوق حول مبادرة وزير الخارجية الفرنسي في مجلس الأمن لوضع جدول زمني لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأضافت أنه ومنذ اللحظة الأولى للاجتماع برز الخلاف بين الجانبين حول القضية الفلسطينية، أدى إلى اتهامات متبادلة بين الجانبين، وهذا دليل على الخلافات والتوتر بين فرنسا و"إسرائيل".
وقال دبلوماسي إسرائيلي إن السفير الفرنسي في "تل أبيب" بتريك ميزونب، انتقد بشدة سياسة "إسرائيل"، وأثار غضب الإسرائيليين.
وحسب الصحيفة فإن الدبلوماسيين الإسرائيليين اتهموا فرنسا بأنها تقف وراء المبادرة الأوروبية لمقاطعة منتجات المستوطنات ووضع علامات عليها، واتهموا وزير الخارجية الفرنسية بأنه هاجم "إسرائيل" خلال الحرب على غزة بتنفيذ مذابح في غزة.
وأكدت الصحيفة أن السفير الفرنسي قال إن الاتحاد الأوروبي اقترح على "إسرائيل رفع مستواها في الاتحاد في حال التقدم بعملية التسوية إلا أن "إسرائيل" رفضت حتى بحث الاقتراح الأوروبي.