يؤكد مختص في حقوق الإنسان واللاجئين، أن "الحراكات العالمية التي انطلقت نحو غزة بحرًا أو جواً، هي غيض من فيض، وطالما أنها انطلقت فلن تتوقف".
وانطلقت حراكات شعبية من دول غربية وعربية نحو قطاع غزة، منذ أيام، وعبر العديد من منظمات حقوق الإنسان وبرلمانيين، لمحاولة كسر الحصار عنها، في ظل حرب الإبادة الإسرائيلية والمجاعة المستمرة منذ ما يقارب عامين.
وشكلت سفينة "مادلين" ضمن أسطول الحرية لكسر حصار غزة، والذي أطلقتها الحملة العالمية لكسر الحصار عرة غزة، نموذجًا دافعًا لحراكات أخرى حاشدة، ليس آخرها قافلة "الصمود"، التي انطلقت في وقت سابق من الأراضي التونسية، ووصلت اليوم مدينة الزاوية محطتها الأولى داخل الأراضي الليبية، وسط انضمامات من عدة دول ونشطاء لها، على أمل أن تصل غزة عبر مصر، لكسر حصارها.
وتأتي القوافل والحراكات وسط اشتداد وتيرة حرب الإبادة بالقطاع، واستمرار سياسة التجويع وقتل المدنيين خلال محاولاتهم الحصول على المساعدات، عبر ما تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" بتنسيق أمريكي إسرائيلي مطبق.
ويقول المختص الحقوقي ورئيس الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين، علي هويدي، لوكالة "صفا"، إن "هذه الحراكات انطلقت ولن تتوقف، لأن في مقابلها التوحش للكيان الاسرائيلي، باستهداف الشعب الفلسطيني المدني من النساء والأطفال وكبار السن والمعوقين ومحاربتهم بلقمة عيشهم، واستخدام بعض المؤسسات، مثل ما تسمى موسسة غزة الأنسانية، مصيدة وفخ لاصطياد النازحين من خلال لقمة عيشهم".
ويضيف "هذا يحفز أكثر فأكثر للشعوب على مستوى الغربي وحتى عالمنا العربي، للانطلاق والمشاركة في المزيد من الحراكات لوقف هذه الإبادة والمجازر والمجاعة".
ويعتقد هويدي أن "سفينة مادلين ونشطاءها الإثنى عشر أوصلوا رسالة بالغة الدلالة والأهمية، سواء على مستوى شعوب أو على مستوى برلمانيين، سيما أن عضو برلمان أوروبي مشارك فيها".
وبالتالي -حسب هويدي- فإن هذا التحرك قانوني ولا يخالف أي من المعايير الدولية، وهو بالنهاية حق لأنه يطالب بالحقوق الإنسانية، بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
ويشدد على أن "الأصل أن على الحكومات الغربية والعربية تسهل أكثر هذه الحراكات، إذا كانت هي بالفعل للأسف ليست قادرة على أي نوع من الصدام ولا حتى الدبلوماسي مع الاحتلال ولا العلاقات التجارية ، والتي لم نسمع بها ولم يتم استخدامها، لذلك تبقى الحراكات الشعبية وهو الذي يتابعه الجميع".
ويجزم "أن هذا الحراك لن يتوقف، لأنه حراك حق ويراد منه لكسر الحصار عن شعب وإنهاء معاناته، وإدخال الغذاء والدواء".
وينوه إلى أن الجميع بات يعلم أن "كل الاستهداف لغزة بات ممنهجًا، والهدف منه ليس فقط التجويع، وإنما دفع شعبنا الهجرة للخارج".
ولذلك فإن "هذه الحراكات تعطي نفس بالصمود والاستمرارية بمواجهة هذا الكيان داخل غزة، ومواجهة مشاريع التجويع والقتل من خلال جيش الاحتلال والإدارة الأمريكية التي تحرص على دس السم في القليل من الدسم عبر ما تسمى آلية توزيع المساعدات الجديدة"، حسب هويدي.
وكان جيش الاحتلال جدد عدوانها على قطاع غزة منذ فجر 18 مارس 2025، بغارات جوية على جميع أنحاء قطاع غزة مما أدى لاستشهاد أكثر من 4701 وإصابة 14879 آخرين، منقلبة على اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة "حماس" وفصائل المقاومة استمر نحو 60 يوماً من إبرامه بوساطة أمريكية مصرية قطرية.
وبدعم أمريكي، ترتكب "إسرائيل" منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 176 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.