web site counter

الاحتلال دمر 64 بئرًا و134 آلية خلال الحرب

بلدية غزة لـ"صفا": الوضع المائي والبيئي كارثي والمدينة تعاني أزمة عطش حقيقية

غزة - خاص صفا
قالت بلدية غزة، إن المدينة تعاني أزمة عطش حقيقية، بعد توقف خط مياه "ميكروت" القادمة من الأراضي المحتلة عام 1948.
وأوضح المتحدث باسم البلدية حسني مهنا في حديث خاص لوكالة "صفا"، يوم الثلاثاء، أن توقف خط المياه أدى إلى تفاقم الأزمة المائية في المدينة، وسبّب عجزًا بنسبة 70% من احتياجاتها الحالية من المياه.
وأشار إلى أن خط المياه تضرر بفعل العملية العسكرية التي ينفذها جيش الاحتلال شرقي حي الشجاعية شرقي مدينة غزة. 
عجز كبير
وأضاف أن طواقم البلدية تمكنت، بعد إجراء عمليات التنسيق مع الاحتلال عبر المنظمات الدولية والأممية وسلطة المياه، من الحصول على الموافقة والدخول للمنطقة المستهدفة لإصلاح خط المياه المتضرر.
وبين أن الطواقم تجري منذ ثلاثة أيام عمليات صيانة لخط المياه، لكن بالأمس تم إبلاغهم من خلال المؤسسات الدولية بضرورة الانسحاب من المنطقة، نظرًا لخطورة الوضع الأمني.
ولفت إلى أن الانتهاء من عملية الصيانة مرتبطة بالوضع الأمني في المنطقة الشرقية، مضيفًا "كلما تأخرت عملية الصيانة ازداد الوضع المائي سوءًا في غزة".
وذكر أن مياه" ميكروت" تُغذي المدينة بنسبة 70% من إجمالي الإمدادات المتوفرة فيها، خاصة أن الاحتلال دمر خلال حرب الإبادة 64 بئر مياه من أصل 86 بئرًا في المدينة.
وتابع مهنا "نحاول اليوم تشغيل ما تبقى من آبار المياه البالغة 22 بئرًا، من خلال ما يمكن توفيره من مصادر للطاقة، وخاصة عبر استخدام الطاقة الشمسية ومولدات الكهرباء الاحتياطية.
ولفت إلى أن الاحتلال دمّر خلال الحرب، مصادر الطاقة الشمسية التي تحاول البلدية من خلالها تشغيل العديد من المرافق، بالإضافة إلى تدمير العديد من مولدات الكهرباء، ما تسبب بعجز كبير.
وأكد أن البلدية بحاجة ماسة وعاجلة إلى توفير ألواح طاقة شمسية وبطاريات وقطع غيار من أجل صيانة وتشغيل المولدات.
واقع كارثي
ووصف الوضع المائي والإنساني في غزة بأنه "كارثي"، وسيزداد تعقيدًا خلال الفترات القادمة، في حال لم يتم فتح المعابر وإدخال كل المعدات وأدوات الصيانة وقطع الغيار اللازمة لصيانة الشبكات والخطوط في غزة.
وأوضح أن نسبة الدمار في البنية التحتية بغزة تتجاوز 75%، بسبب الحرب المستمرة.
وحسب مهنا، فإن الاحتلال دمّر 110 آلاف متر طولي من شبكات المياه بالمدينة، و4 خزانات رئيسية للمياه، مما يزيد الأمور تعقيدًا، ويُفاقم الأوضاع بشأن الحصول على المياه.
ونوه إلى أن البلدية كانت تعتمد قبل الحرب على ثلاثة مصادر للمياه، هي: الآبار، وخط مياه "ميكروت"، ومحطة التحلية المركزية الموجودة شمال غربي المدينة.
التعامل مع الأزمة
وحول التعامل مع أزمة المياه، قال مهنا إن البلدية تحاول إيجاد بعض الحلول البسيطة في بعض المناطق التي لم تصلها المياه، بفعل دمار الشبكات، من خلال التعاون مع السكان والمجتمع المحلي بتشغيل بعص الآبار الخاصة لإمداد المواطنين في المناطق المحيطة بالمياه.
وذكر أن هذه الحلول مؤقتة ولا تفي بالغرض ولا باحتياجات الناس، لأن آبار المياه في بعض المناطق، وخاصة غربي المدينة وجنوبها تكون مالحة.
وأضاف أن البلدية تضخ المياه القادمة من شرقي المدينة إلى وسطها، في ظل تكدس النازحين، واستمرار عمليات النزوح المتكررة، فهي بحاجة للمياه بشكل كبير.
ووصف مهنا الواقع البيئي في غزة بأنه صعب جدًا، في ظل تراكم 175 ألف طن من النفايات في الشوارع، وتسرب مياه الصرف الصحي، بسبب تدمير الاحتلال لأكثر من 175 ألف متر طولي من شبكات الصرف الصحي، و6 محطات لضح مياه الصرف الصحي ما بين ضرر كامل وجزئي.
وبين أن حجم الركام في المدينة وتحلل جثامين الشهداء الموجودة تحت الأنقاض، تسبب في انتشار القوارض والحشرات، مما سهل انتشار الأمراص والأوبئة بين المواطنين.
وتابع "لذلك نحن بحاجة للمياه بشكل كبير، لأجل إجراء عمليات النظافة والتعقيم في الأماكن المكتظة بالنازحين".
حجم الركام
وحذر المتحدث باسم بلدية غزة، من أن نقص المياه يُنذر بإعادة انتشار الأمراض المعدية والجلدية والمعوية بشكل متسارع بين النازحين، خلال الأيام القليلة القادمة.
وأردف: "في حال لم يتم معالجة الأزمات وإيجاد حلول عاجلة لأزمة المياه والصرف الصحي والنفايات، فإن الواقع سيكون صعب للغاية في غزة، خاصة أننا مقبلون على فصل الصيف".
وقال: "من الصعب التعامل مع أزمة إزالة الركام بالشكل المطلوب، في ظل النقص الشديد بالمعدات والآليات الثقيلة، خاصة أن حجم الركام الناتج عن الحرب يبلغ أكثر من 15_ 20 مليون طن في مدينة غزة لوحدها".
وأكد أن هذه الكمية تحتاج لآليات ومعدات ثقيلة تتناسب مع الواقع الموجود في المدينة، خاصة أن الاحتلال رفض إدخالها، ودمّر 134 آلية ومركبة تابعة للبلدية خلال الحرب، بما يشكل نسبة 80% من إجمالي الآليات.
وأشار إلى أن ما تبقى من آليات هي قديمة ومهترئة ومتهالكة، ومن المفترض أنها خرجت عن الخدمة، لأن تشغيلها اليوم يُرهق كاهل البلدية، في ظل عدم توفر قطع الغيار اللازمة لصيانتها.
وطالب مهنا بضرورة إدخال الآليات والمعدات اللازمة بشكل فوري وسريع، لنتمكن من القيام بواجبنا والعمل على تخفيف الأزمات الإنسانية والبيئية والصحية في المدينة.
ومنذ 2 آذار/مارس الماضي، يغلق جيش الاحتلال المعابر ويمنع إدخال الوقود والمساعدات والإمدادات الأساسية لقطاع غزة، ما تسبب في كارثة إنسانية، وأدى لتفاقم المجاعة والأوضاع المعيشية في القطاع.
ر ش

/ تعليق عبر الفيس بوك