web site counter

أزمة المواصلات.. معاناة مزدوجة تُجبر الغزيين على استخدام وسائل نقل بدائية

غزة- مدلين خلة - صفا
على قارعة الطريق وفي انتظار مرور وسيلة نقل تقله إلى حيث يتجه، يقف العشريني علاء أبو الحسنى يتحسس ما يملك من نقود ويحسب تكلفة أجرة النقل ذهابًا وعودة حتى يستطيع اختيار وسيلة النقل الأقرب إلى جيبه.
لم تكن الخيارات أمامه كثيرة، لأن حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة استهلكت وسائل النقل الحديثة، بعد استهدافها من الطيران الحربي، وأبدلتها بالسير مسافات طويلة أو اللجوء لوسائل النقل البديلة كـ"التوك توك، والعربات التي تجرها الحيوانات".
ومنذ بداية الحرب في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، يعاني أهالي القطاع من أزمة خانقة في المواصلات، بفعل منع الاحتلال إدخال الوقود بكافة أشكاله، بالإضافة إلى قصف وتدمير آلاف المركبات.
صعوبة كبيرة
يقول المواطن أبو الحسني لوكالة "صفا": "نعاني بشكل كبير عندما نضطر إلى مغادرة الخيمة، لأجل قضاء مشوار ضروري وهام، بسبب شح السيارات وغلاء أسعار التنقل داخل المحافظة الواحدة مع عدم توفر المال، ما يضطرنا لأن نختار السير مسافات طويلة وصولًا إلى وجهتنا".
ويضيف "بعض الأوقات أكون مضطر لركوب وسيلة نقل، فأختار العربة التي يجرها حيوان، كونها الأرخص ثمنًا".
ويتابع "نواجه صعوبة كبيرة في توفير ثمن المواصلات، بسبب الوضع المعيشي الصعب الذي نعيشه، وعدم توفر فرص العمل أو أي دخل".
و"يضطر المواطن إلى قضاء عدة مشاوير في وقت واحد، حتى يستطيع توفير المال لأطفاله وحاجياتهم". وفق أبو الحسني
ويشير إلى أنه يضطر للخروج قبل الموعد المنتظر بوقت طويل، لأن الانتظار على الموقف يُبدد دقائق الساعة حتى يستطيع سائق العربة جمع عدد من الركاب لإكمال حمولته.
ويعاني المواطنون من صعوبة في التنقل، بسبب نقص المركبات، والغلاء الفاحش في أسعار التنقل.
عبء إضافي
المواطن إبراهيم النذر يقول لوكالة "صفا": "اضطررت للسير مسافة لا تقل عن ٣ كيلو مترات، لأجل الوصول إلى وجهتي، وذلك بعدما طلب سائق المركبة مبلغ كبير لا أملكه كتكلفة للنقل".
ويضيف "ما يفاقم المعاناة التنقل بين محافظة وأخرى، هنا لا تستطيع السير وتضطر لركوب وسيلة نقل وتجبر على دفع ما لا يقل عن 50 شيكلًا للوصول حيث تُريد".
ويتابع "الوجهة التي كانت تحتاج لوسيلتي نقل أصبَحت الآن تحتاج إلى ثلاث وأربع وسائل، بالإضافة للسير مشيًا على الأقدام".
ويؤكد النذر أن غلاء أسعار التنقل أصبح عبئًا ماليًا إضافيًا لا يستطيع الغزيون تحمله مع الأوضاع الصعبة التي يعيشونها.
لكن "لا خيار أمام السكان، إلا الرضوخ للأمر الواقع واستخدام التوك توك والعربات التي يجرها حيوان مع كونها غير آمنة، في ظل تصدع الشوارع وامتلائها بالحفر، وكذلك تدمير البنية التحتية".
شح الوقود
المتحدث باسم وزارة النقل والمواصلات بغزة أنيس عرفات يقول إن أزمة المواصلات ناتجة عن عدم إدخال الوقود اللازم لتشغيل السيارات ومركبات الأجرة.
ويضيف عرفات في حديث لوكالة "صفا"، أن إصرار الاحتلال على فرض الحصار ومنع إدخال البنزين والسولار والغاز، وإغلاق المعابر، أدى إلى ارتفاع أسعار المحروقات المصنعة، ما تسبب في رفع تكلفة التنقل على المواطنين.
ويشير إلى أن استغلال السائقين لحاجة الناس ساعد أيضًا في تفاقم الأزمة.
ويتابع "في ظل الأزمة الحالية المتغيرة والمتقلبة باستمرار، فإنه لا يمكن السيطرة على أسعار النقل وفرض حملات ومخالفات على السائقين غير الملتزمين، بسبب عدم توفر الوقود الخاص والمستخدم لوسائل النقل".
ويؤكد أنه في حال دخول الوقود الخاص بالمركبات، وخاصة العمومية منها، فإن الوزارة ستعمل على ضبط أسعار التنقل وكبح جماح المستغلين من السائقين.
ويناشد عرفات المؤسسات الدولية والوسطاء بضرورة الضغط على الاحتلال لفتح المعابر وإدخال الوقود، بما فيها المستخدم لوسائل النقل.
ويحذر من تعميق الأزمة ودخولها منحنى خطير يصعب السيطرة عليه، حال استمر تعنت الاحتلال واصراره على فرض الحصار على القطاع.
بدوره، أوضح المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن استمرار إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات، والوقود وغاز الطهي للقطاع منذ مطلع آذار/ مارس الجاري، تسبب في توقف شبه تام لحركة النقل والمواصلات.
وأشار إلى أن الاحتلال دمر 2.8 مليون متر طولي من شبكات الطرق والشوارع. 
ر ش

/ تعليق عبر الفيس بوك