"أبراهام منغستو وهشام السيد"، الأسيران اللذان لطالما تنكرت الحكومة الإسرائيلية لمجرد الاعتراف بهما كشخصيْن يحملان الهوية الإسرائيلية، على مدار سنوات، تمنعها عنصريتها، من أن تعترف بهما كأسيرين لها في قطاع غزة، لمجرد أن أحدهما أثيوبي، والآخر بدوي.
ومنذ عام 2014 وحتى معركة "طوفان الأقصى"، كانت "إسرائيل" تتباكى على أسراها الأحياء والأموات في غزة، باستثناء منغستو والسيد."
وأسرّت كتائب الشهيد عز الدين القسام، "منغستو" عام 2014، فيما تم أسر السيد عام 2015.
وتعود أصول الجندي في جيش الاحتلال الإسرائيلي، "منغستو"، إلى إثيوبيا وهو من طائفة الفلاشا، وهي ملحقة باليهود، ولا يعترف بيهوديتها بعض الحاخامات من ذوي النفوذ في المجتمع الإسرائيلي العنصري، وهو السبب العنصري الذي تعاملت به "إسرائيل" مع ملفه.
ورغم أن منغستو من مستوطني مدينة عسقلان المحتلة، لم تعترف" إسرائيل" به.
وكانت الرقابة الإسرائيلية، قد سمحت في تموز/يوليو 2015م بنشر نبأ اختفاء "منغستو"، بعد تسلّله من السياج الفاصل شمالي قطاع غزة، أي بعد عام من أسره.
ولكن كتائب "القسام" أكدت أنها أسرت "منغستو" من مستوطنة "زيكيم" المقابلة لقطاع غزة، بعدما نشرت فيديو له وصورًا بلباس عسكري.
ولم يكترث المجتمع الاسرائيلي لقضية "منغستو" والسيد، نظرًا لأنه على المستوى السياسي والإعلامي، تم التنكر لقضيتهما، في الوقت الذي كان ذات المجتمع يضغط من أجل الذهاب لصفقة تبادل من أجل إطلاق سراح الجندي أرون شاؤول والضابط جولدن هدار.
وفي يناير/ كانون الثاني عام 2023، نشرت كتائب "القسام" شريط فيديو، لمنغستو، قال فيه: "أنا الأسير أفيرا منغستو..إلى متى سأبقى في الأسر مع أصدقائي."
وتمكنت عائلة منغستو من تأكيد هويته، وأطلقت حملة برفقة عائلة الأسير السيد، للمطالبة بإطلاق سراحهما، ضمن صفقة التبادل "طوفان الأقصى".
وفي يونيو/ حزيران عام 2023، نشرت القسام، شريط فيديو يظهر هشام السيد مستلقيًا موصولًا بجهاز تنفس، مشيرة إلى أن صحته تدهورت، وقد برزت خلال الفيديو هويته الاسرائيلية.
واليوم وضمن صفقة "طوفان الأقصى"، سيتحرر "منغستو والسيد"، بالثمن الذي تفرضه المقاومة الفلسطينية، وتحديدًا كتائب القسام، وسيُفرج مقابل "منغستو" الذي أنكرت "إسرائيل" أنه جندي، عن عدد من الأسرى الفلسطينيين، بنفس المقابل عن أي جندي إسرائيلي.
وبذلك تُنهي كتائب القسام، ملف عشر سنوات من العنصرية الإسرائيلية، بل وتلقن "إسرائيل" درسًا في الإنسانية، التي لا تعرف فرقًا بين أبيض ولا أسود، ولا مدني عن بدوي.
وتسلم المقاومة الفلسطينية اليوم السبت، الأسرى الإسرائيليين إيليا ميمون اسحق كوهن، عمر شيم توف، عومر فنكرت، تال شوهام، أفيرا منغستو وهشام السيد، ضمن الدفعة السابعة لصفقة "طوفان الأقصى".
وبالمقابل سيتم الإفراج اليوم عن 50 أسيراً محكوماً بالسجن المؤبد، و60 أسيراً من الأحكام العالية، و47 من أسرى "وفاء الأحرار" المعاد اعتقالهم، و445 من أسرى قطاع غزة الذين جرى اعتقالهم بعد الـ7 من أكتوبر.
وفي 19 يناير المنصرم دخل وقف إطلاق النار بغزة بين المقاومة و"إسرائيل"، حيز التنفيذ، بوساطة مصرية قطرية أمريكية.