طالب ممثلون عن فصائل وقوى وطنية وإسلامية وشخصيات اعتبارية في قطاع غزة، يوم الأربعاء، الرئيس محمود عباس، بعقد اجتماع طارئ للأمناء العامون للفصائل من أجل وضع خطة موحّدة لمواجهة المخاطر المحدقة بالقضية، وإفشال مخططات التهجير.
وطالب ممثلو الفصائل خلال مؤتمر في مدينة غزة، بالبدء في إجراء عملية لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني، وتنظيم تحركات شعبية وافشال مشاريع تهجير وتصفية القضية.
وشددوا على أن الشعب الفلسطيني ك لن يترك وطنه تحت أي ظرف من الظروف.
وأكدوا أن تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب الأخيرة، تعبر عن الوجه الحقيقي للشراكة الأمريكية الصهيونية، وهي بمثابة إعلان حرب جديدة تستهدف اقتلاع الشعب من قطاع غزة، ما يستوجب موقف عربي ودولي حازم لإفشالها.
كما دعوا القمة العربية القادمة لتبني مشروع نهضوي موحد ورؤية واضحة، لقطع الطريق أمام أي مشاريع تهجير أو توطين للفلسطينيين.
وأكدوا ضرورة اتخاذ قرارات واضحة بإنهاء كل أشكال التعاون والتطبيق والتنسيق مع الاحتلال.
اجتماع الأمناء
وقال منسق لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية خالد البطش "إنه في ظل التهديدات التي تتعرض لها القضية الفلسطينية والمخططات الامريكية، فإن شعبنا أعاد قضيتنا على رأس أولويات العالم وأسقطوا سردية الاحتلال وكشفوا طبيعته الوحشية".
وأضاف "أن شعبنا الذي قدم تضحيات جسام عبر عقود مضت ولا زال وكان عاملاً رئيسيًّا في التصدي لمخططات التهجير، مشددًا على أنه لن يترك أرضه ووطنه، وسيبقى متجذّرًا في أرضه، ولن يسمح بتمرير نكبة جديدة".
ودعا البطش الرئيس عباس للدعوة فورًا لعقد اجتماع طارئ للأمناء العامون للفصائل، من أجل وضع خطة وطنية موحّدة لمواجهة المخاطر المحدقة بقضيتنا.
كما شدد على أن افشال المخططات الصهيونية والأمريكية، والبدء بإجراءات عملية لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني، وافشال مشاريع التهجير والتصفية.
وأضاف "لا يمكن مواجهة المخططات دون تحقيق وحدة فلسطينية ووحدة الموقف العربي والإسلامية في مواجهة سياسات استعمارية، واتخاذ قرارات واضحة لمواجهة التطبيع والتنسيق مع العدو".
وأكد أن "صمود شعبنا في غزة والضفة والداخل المحتل يتطلب دعمًا سياسيًا وماديًا مباشرًا، يعزز من ثباته وصموده، داعيًا الدول العربية والإسلامية لتحمل مسؤولياتها بهذا الشأن".
وحث على تصعيد المواجهة مع الاحتلال في الضفة؛ عبر تصعيد العمل المقاوم بكل اشكاله ضد جيش العدو وفرض معادلات جديدة تضع حدًا للإرهاب الإسرائيلي.
التهجير سيفشل
بدوره، أكد النائب في البرلمان المصري والمتحدث الرسمي باسم القبائل والعائلات المصرية مصطفى بكري، أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يقبل بالتهجير تحت أي ضغط.
وقال بكري "إن الفلسطيني يعيش في أرضه، ولا يمكن أن يتركها، وأمام 15 شهر ظل الفلسطينيون صامدون لم يتركوا فلسطين ولن يتركوها".
وأضاف "نقول لترامب ونتنياهو الذين يتعاملون مع غزة أنها مشروع عقاري أو سياحي؛ لن تنالوا هذا الشرف العظيم، فلسطين للفلسطينيين، وهي الأرض المقدسة".
من جهته، استهجن منسق لجنة العشائر المختار أبو سلمان المغني المخططات الامريكية والإٍسرائيلية التي تستهدف تهجير شعبنا،
وشدد على أن غزة التي صمدت وصبرت طيلة 15 شهر اسقطت خطة الجنرالات؛ ستقبر أيضًا خطة ترامب كما خطة الجنرالات.
ودعا منظمة التحرير اليوم قبل الغد للمبادرة للاجتماع وأن تكون حركتي حماس والجهاد ضمن المنظمة؛ مضيفاً "لا إقصاء بعد اليوم، والعمل على إعادة اللحمة لأبناء شعبنا وإنهاء الانقسام".
دعوة للوحدة
من جانبه، دعا الداعية سعيد عابد، في كلمة ممثلة عن علماء فلسطين، فصائل الشعب الفلسطيني، للوحدة كما توحدوا في ميدان معركة "طوفان الأقصى".
وقال: "نحن علماء فلسطين نؤكد أن العهدة في رقابكم ولن يسامحكم التاريخ إن تخاذلتم، وسيلعن كل من ينبذ الفرقة والوحدة".
وحث علماء الأمة على القيام بواجبهم تجاه قضية فلسطين.
وأضاف "نحن علماء فلسطين نرفض وبشكل قاطع أي مجرد تفكير لتهجير أبناء شعبنا فشعبنا هو الصخرة التي تتحطم عليها كل مخططات الأعداء، وإن ما لم يستطيعه الاحتلال أن ينتزعه بالدمار والإبادة لن يحققه بالقوة الناعمة".
بدورها، أكدت عضو اللجنة المركزية بالجبهة الشعبية سهير خضر، أن إرادة الشعب أبية على الانكسار، موضحةً أن المرأة ستظل عنوانًا للصمود في وجه العدوان، ولن ترضخ لمؤامرات التهجير.
وشددت خضر على أهمية عقد اجتماع وطني بمشاركة الأمناء العامين للفصائل بهدف تعزيز وحدة الصف في مواجهة المخططات الاسرائيلية، وتحصين الجبهة الداخلية أمام محاولات التفرقة.
من جهته، دعا الشباب أحمد أبو حليمة، في كلمة ممثلة عن الشباب الفلسطيني، الأنظمة العربية التي رفضت مشروع التهجير لترجمة ذلك لدعم حقيقي للشعب الفلسطيني، وأن يعيدوا الإعمار ويضخوا الحياة لغزة.
وأكد أبو حليمة أن الشباب لن يتركوا غزة وباقون فيها حتى الرمق الأخير، وسيواصل تعزيز صمود الشعب الفلسطيني، حتى ينال حريته واستقلال دولته.
جهد متواصل
من جانبه، دعا يسري درويش في كلمة ممثلة عن المجتمع المدني، لعقد المجلس المركزي فورًا لإعلان الدولة الفلسطينية، حتى نذهب لانتخاب برلمان فلسطين.
وطالب درويش بضرورة تعليق اعتراف منظمة التحرير بـ"إسرائيل"، وتفعيل الحراك لمتابعة تنفيذ قرار العدل الدولية لاستكمال عضوية فلسطين في الأمم المتحدة، ومحاكمة قادة الاحتلال ووقف كل أشكال التنسيق الأمني المهين التي تعرض شعبنا للاهانة والخطر.
وأكد أن هذه الخطوات لا يمكن أن تتحقق دون وحدة وطنية خالصة.
من جانبه، أكد أبو جهاد الخطيب في كلمة ممثلة عن اللاجئين أن جهاد الشعب الفلسطيني، مستمر حتى تحقيق أهدافه وحريته من قيد الاحتلال.
وقال "إن حقنا في العودة لديارنا وإقامة دولتنا المستقلة لن يسقط بالتقادم، وأن سيفنا لن يغمد حتى تحرير الأقصى".
وتابع "رسالتنا إلى طغاة البيت الأبيض إن فلسطين أرض لها شعب واحد، وهي ليست عقارا للبيع، شعبنا لن يهاجر من أرضه لا طوعا ولا كرها، وسنبقى مرابطين، وإن هجرتنا منها لن تكون إلاّ للقدس".