غزة - خاص صفا
رغم الاتفاقات الواضحة التي نص عليها البرتوكول الإنساني الموقع ضمن اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، وضرورة إدخال المساعدات الإغاثية والإيوائية بشكل عاجل إلى قطاع غزة، إلا أن الاحتلال ما زال يماطل في تنفيذ هذا البروتوكول وتقديم عمليات الإغاثة للنازحين المتضررين، بفعل حرب الإبادة الإسرائيلية.
ويعاني أهالي قطاع غزة، سيما في محافظة الشمال، أوضاعًا إنسانية مأساوية، جراء الدمار الكبير الذي أحدثه الاحتلال في المنازل والبنى التحتية، وفي ظل نقص مراكز الإيواء، والخيام، وانعدام كل مقومات الحياة.
وينص البروتوكول الإنساني على إدخال 60 ألف كرفان و200 ألف خيمة إلى القطاع، لاستيعاب النازحين الذين دمر الاحتلال منازلهم، بالإضافة إلى دخول مساعدات إنسانية وإغاثية ووقود بشكل كاف بمعدل 600 شاحنة يوميًا.
ويؤكد على ضرورة إدخال معدات الخدمات الإنسانية والطبية والصحية والدفاع المدني، وصيانة البنية التحتية، وتشغيل محطة توليد الكهرباء، وكذلك المعدات اللازمة لإزالة الركام والأنقاض.
ورغم ما نص عليه البرتوكول الإنساني، إلا أن الاحتلال ما زال يضع العراقيل ويُماطل في التنفيذ، ما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية ويضاعف معاناة أهالي القطاع، وهذا سيكون له تداعيات وآثار خطيرة وغير مسبوقة. وفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
ضرورة ملحة
وقال مسؤول في الأمم المتحدة لوكالة "صفا"، إن عدد الخيام الموجودة في مخازن الهيئة الهاشمية 70 ألف خيمة موثقة لدى الأمم المتحدة.
وأضاف "نأمل أن نتمكن اليوم وغدًا من نقل 10,000، لكن هذا يعتمد على الأردن في الحفاظ على عدد الشاحنات".
ويشكل فتح المعابر وإدخال الكرفانات والخيام بشكل عاجل ضرورة ملحة، لإيواء أكثر من ربع مليون أسرة فلسطينية شردها الاحتلال، بفعل حرب الإبادة.
والاثنين، أطلقت دولة قطر جسرًا جويًا من قاعدة الملك عبدالله الثاني العسكرية بالمملكة الأردنية الهاشمية إلى القرارة في محافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة، بهدف تلبية الاحتياجات الإنسانية والطبية العاجلة لسكان القطاع.
وأعلنت أنها وفرت ٢٠ ألف خيمة تم شحنها عبر جسر بري من قطر إلى المملكة الأردنية، مؤكدة سعيها بالتعاون مع الهيئة الخيرية الأردنية لإدخالها للأشقاء في شمالي القطاع.
مماطلة الاحتلال
وأكدت حركة حماس على لسان الناطق باسمها حازم قاسم يوم الثلاثاء، أن الاحتلال يواصل مرواغته في تنفيذ المسار الإنساني في اتفاق وقف إطلاق النار، ويتعمد تأخير وإعاقة دخول المتطلبات الأكثر أهمية وإلحاحًا، وخاصة الخيام والبيوت الجاهزة، والوقود والمعدات الثقيلة لرفع الأنقاض.
وأوضح قاسم في تصريح وصل وكالة "صفا"، أن ما تم تنفيذه في هذه الجوانب أقل بكثير من الحد الأدنى المتفق عليه، ما يعني عدم التزام واضحًا في الموضوع الإغاثي والإنساني.
وخلف العدوان الإسراييلي على القطاع، والذي استمر 15 شهرًا، دمارًا هائلًا في البنية التحتية والمنازل والمنشآت، وخاصة في شمالي القطاع، مما تسبب بإعدام كل مقومات الحياة فيه، بما يشمل المستشفيات وآبار المياه والمدارس والكهرباء.
وحسب الإعلام الحكومي، فإن شمالي القطاع بحاجة لما لا يقل عن 120 ألف خيمة لإيواء النازحين فيه.
وقال رئيس المكتب سلامة معروف إنه تم إعداد أكثر من 33 مخيمًا لاستيعاب النازحين، وأيضًا تم إعداد نحو 50 مركز إيواء، وتجهيز الأرض وحفر الآبار.
وناشد المكتب الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية إلى إعطاء الأولوية لإرسال الخيام ومستلزمات الإيواء ضمن قوافلهم الإغاثية القادمة، إلى جانب المواد الغذائية والإغاثية في الوقت الحالي.
وأكد على الحاجة الملحّة والعاجلة لتوفير المأوى للنازحين الذين فقدوا منازلهم، بفعل العدوان الإسرائيلي على شعبنا.
وحمل المكتب الاحتلال والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن التداعيات الخطيرة الناجمة عن عدم التزام الاحتلال بتعهداته.
ودعا الجهات الضامنة والأطراف الدولية إلى تحمل مسؤولياتها بشكل فاعل وقوي والضغط الجاد لضمان التنفيذ الفوري لبنود البروتوكول الإنساني، دون قيود أو شروط، وفقاً لما تم الاتفاق عليه.
وفي وقت سابق، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة "أوتشا"، إن 92% من المنازل في قطاع غزة دمرت وتضررت، جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع.
أوضاع متفاقمة
ويناشد المواطنون المتضررون بضرورة تنفيذ خطط إغاثية عاجلة، في ظل عدم توفر مأوى للنازحين، واضطرار الكثير من العائدين من وسط وجنوب القطاع إلى افتراش العراء.
وفي 19 كانون الثاني/يناير الماصي، بدأ سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ويستمر في مرحلته الأولى لمدة 42 يومًا، يتم خلالها التفاوض للانتقال إلى مرحلة ثانية، ثم ثالثة، بوساطة مصرية وقطرية وبرعاية الولايات المتحدة.
وتشمل المرحلة الأولى من الصفقة عمليات الإغاثة والإيواء العاجل والسريع لأبناء الشعب الفلسطيني في القطاع.
وفي بيان له، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن الأوضاع الإنسانية في غزة لا تزال كارثية رغم مضي 16 يومًا على إعلان اتفاق وقف إطلاق النار، في ظل تعطيل سبل الإغاثة كافة تقريبًا، وعدم إدخال الاحتياجات الإنسانية الطارئة التي تمثل أولوية لأكثر من 2.3 مليون إنسان في القطاع.
وأكد أن قطاع غزة يشهد تدهورًا متفاقمًا في الأوضاع الإنسانية، وسط واقع مأساوي يعاني منه مئات آلاف المواطنين يوميًا.
وأضاف أنه على الرغم من الوعود الدولية، إلا أنه لم يُلاحظ أي تغيير ملموس في معاناة السكان، حيث تظل الاحتياجات الإنسانية الملحة دون تجاوب. .
ورصد الأورومتوسطي وصول ما مجموعه 9500 خيمة فقط معظمها صغيرة الحجم رديئة الجودة.
وقدر الاحتياج الأولي نحو 120 ألف خيمة، ما يعني أن ما وصل من خيام لا يتجاوز 8% من مجموع الاحتياج الطارئ.
ويفتقر مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى أماكن الإقامة المؤقتة الملائمة، نتيجة التدمير الواسع للمنازل والمباني، خاصة في شمالي القطاع ورفح، وأجزاء كبيرة من مدينتي غزة وخان يونس.
ر ش