أعلن اتحاد بلديات قطاع غزة، عن إطلاق إطار عمل "فينيق غزة"، وهي مبادرة تهدف إلى إعادة إعمار القطاع وتنميته بشكل مستدام.
وقال اتحاد البلديات في بيان وصل وكالة "صفا"، يوم الأربعاء، إن هذا الإعلان يأتي في لحظة فارقة، حيث يعاني القطاع من دمار هائل نتيجة حرب الإبادة الإسرائيلية، والتي تسببت في خسائر جسيمة بالأرواح والممتلكات، وأدت إلى انهيار البنية التحتية والخدمات الأساسية، مما ترك مئات الآلاف من السكان في أزمة إنسانية غير مسبوقة وتركت قطاع غزه كمكان غير ملائم للعيش.
وشدد على أن هذا العدوان غير مسبوق في التاريخ المعاصر ، حيث أدى إلى حجم دمار فاق الدمار الذي حصل في مدينة برلين ودرسدن وناجازاكي.
وأوضح أن "إطار عمل فينيق غزة" في هذه الظروف الصعبة يمثل بارقة أمل وخطة عملية تهدف إلى التصدي للتحديات الحالية الملحة، ويجمع بين الاستجابة السريعة للاحتياجات الإنسانية العاجلة ووضع الأسس لإعادة بناء مستدامة تعزز صمود الأهالي على المستوى المنظور وطويل الأمد.
وأشار إلى إطار عمل "فينيق غزة" يعتمد على نهج مبتكر يجمع بين التدخلات العاجلة أثناء العدوان على القطاع والتخطيط الاستراتيجي لما بعد العدوان، منوهًا إلى أن الإطار يستند إلى رؤية محلية، تظهر احتياجات مواطني قطاع غزة، وتعتمد على المقدرات الاجتماعية والثقافية والبشرية الموجودة رغم حجم الدمار.
ونبّه إلى أن الإطار يرفض تصوير غزة کـ"أرض خالية" أو "نقطة صفر"، بل يعترف بقيمة الأصول الاجتماعية والمكانية التي لا تزال صامدة، رغم الحملات المدمرة التي هدفت وتهدف إلى تدمير كافة قطاع غزة ومقدراته التعليمية والصحية والتاريخية، والقضاء على سكانه إن كان بالإبادة المباشرة وغير المباشرة.
وبيّن أن الإطار يعتمد على هذه الأصول لإعادة البناء مع الحفاظ على هوية غزة التاريخية والثقافية، وتعزيز قدرتها الداخلية للمضي قدما نحو مستقبل مستدام.
ولفت اتحاد البلديات إلى أن الإطار يستند إلى مبادئ أساسية، أبرزها الملكية المحلية والمشاركة المجتمعية، مما يضمن إشراك جميع فئات المجتمع الغزي في التخطيط والتنفيذ بشكل يعكس الاحتياجات الأساسية، مضيفًا: "كما يركز على الاستدامة عبر دمج الحلول قصيرة المدى مع رؤية طويلة الأمد للتنمية الشاملة".
وأوضح أن الإطار يراعي أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية والاجتماعية لغزة، ويرفض أي خطط مفروضة من الخارج لا تحترم السياق المحلي وتراث غزة الثقافي، متابعًا: "كما يولي الإطار اهتمامًا كبيرًا لتمكين المجتمع المحلي ليكون لاعبًا رئيسًا في عملية إعادة الإعمار".
وأكد أن هذا الإطار يعتبر ثمرة جهود جماعية من قبل العديد من الخبراء والمختصين، بما في ذلك أكاديميون ومتخصصون في التنمية الحضرية وممثلو المجتمع المدني، الذين عملوا معًا لتصميم إطار عملي يراعي التحديات المتراكمة التي يواجهها القطاع، في ظل التدمير الكامل والممنهج.
وشدد على أن هذا الإطار ليس مجرد خطة، بل هو دعوة للمساعدة على دعم صمود أهالي غزة وتحويل الكارثة البشرية، الاقتصادية، الاجتماعية والتاريخية، إلى فرصة لبنائها على أسس من الحرية والكرامة والاستقلالية.
ودعا اتحاد بلديات قطاع غزة، جميع الشركاء والجهات المحلية والدولية إلى الانضمام في دعم إطار عمل "فينيق غزة" وتحويل هذه الرؤية إلى واقع يضمن تعافى قطاع غزة وإعادة بنائه من جديد.