web site counter

مع استمرار إغلاق المعابر.. هاجس عودة المجاعة يُؤرق الغزيين

غزة- مدلين خلة - صفا
يتخوف الغزيون من عودة شبح المجاعة مجددًا، مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي بإغلاق معبر كرم أبو سالم ومنع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وأعاد استمرار وقف المساعدات لليوم الرابع على التوالي، إلى ذاكرة الغزيين لحظات المجاعة الحالكة التي عاشوها خلال حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، وخاصة في شهر رمضان الماضي.
ولم تكن تلك المجاعة أزمة عابرة فقط، بل كانت صورة حياة ذاق فيها الغزيون صنوف العذاب كافة، أُنهكت خلالها أجسادهم من التعب والإرهاق، بسبب قلة الطعام، والحرمان من أبسط حقوقهم ومقومات حياتهم.
تكرار التجربة
المواطنة سمية مقاط تقول لوكالة "صفا": إن "قرار إغلاق المعابر يُعني تكرار سيناريو المجاعة، فالسلع المتوفرة في القطاع لن تكفي لشهر واحد، وكل أحاديث الاحتلال أنها تكفي لخمسة شهور كذب وتجميل للواقع".
وتستذكر مقاط لحظات المجاعة التي عاشتها وعائلتها خلال الحرب، قائلة: "في رمضان الماضي كان طعامنا محصور بالدُقة المصنوعة من الطحين والزعتر وبعض حشائش ونباتات الأرض كالخبيزة وورق التوت البري".
وتضيف "ما بعرف كيف كانت تمر أيام رمضان، كيف قدرنا نتحمل قلة الأكل والشرب، لكن ما أعيه أنني لا أريد تكرار تلك التجربة مرةً أخرى".
وتشير إلى أنها وأسرتها لا يزالون يعانون من أثار المجاعة السابقة، والتي سلبت من وزنهم وصحتهم الكثير، متساءلة "كيف ستتحمل أجسادنا مجاعة جديدة وهي لم تتعافى بعد من آثار السابقة؟".
وضع صعب
وأما المواطنة حليمة شهاب فتقول: "ما عندي استعداد أشوف أولادي بيموتوا من الجوع أمام عيني، بحاول قدر المستطاع توفير أساسيات الحياة لقادم الأيام".
وتضيف شهاب في حديثها لوكالة"صفا"، "لا نريد أن نمر بهذه التجربة مرة أخرى، لأن مجرد التفكير بأننا سنعيش ذات الأيام ونعود لأكل أوراق الأشجار والخبز اليابس لو توفر، يُشعرك بسوء الحياة والوضع الذي نعيشه".
وتؤكد أن أطفالها عانوا خلال الحرب وفترة المجاعة في شمال غزة من سوء التغذية الحاد، وكادت تفقد حياتهم لولا رحمة الله بهم، مشيرة إلى أنها ستحارب بكل قوتها، كي لا تعيش المجاعة مجددًا.
وحذرت منظمات دولية ومؤسسات محلية من التداعيات الكارثية لإغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات، ومن مخاطر عودة المجاعة مجددًا إلى القطاع، في ظل اعتماد سكانه على هذه المساعدات في توفير لقمة عيشهم.
هذه التحذيرات، أثارت تساؤل المواطن أحمد الدواوسة "هل سيكتفي العالم بتحذيرات وتصريحات فارغة لا تخيف إسرائيل، ولا تُحرك فيها قيد أُنملة"؟.
ويقول الدواوسة لوكالة "صفا": إن "استمرار إغلاق المعابر دون حراك جاد من المؤسسات الدولية والوسطاء يعني دخول غزة في متاهة جوع ستكون أصعب من سابقتها ولن ترحم أحد".
ويناشد الجميع بتحمل مسؤولياته وعدم ترك الاحتلال ينفرد بالقطاع كما فعل العام الماضي، حيث شاهدنا حالات الموت جوعًا وسوء التغذية، وعذاب الأهل في البحث عن الغذاء لأطفالهم.
ويوم الأربعاء، وصفت منظمات حقوقية الإجراءات الإسرائيلية بأنها "سياسة تجويع".
وأكدت مستشارة الاتصالات في المجلس النرويجي للاجئين شالينا لو، عدم توفر مخزون كبير من الخيام في غزة يمكن للفلسطينيين الاعتماد عليه خلال توقف المساعدات.
وقالت إن المساعدات التي وصلت خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار كانت "بعيدة كل البعد عن تلبية جميع الاحتياجات"
وأضافت "لو كانت كافية لما توفي أطفال رضّع بسبب التعرض للبرودة نتيجة غياب المأوى المناسب والملابس الدافئة والمعدات الطبية اللازمة لعلاجهم". 
ر ش

/ تعليق عبر الفيس بوك