17 شهرًا مضت من عمر الصغيرة "شام" التي لا يبدو عليها أنها تجاوزت السنة الأولى من عمرها.
ملامح الصغيرة كانت كفيلة بشرح معاناة تعايشها خلال الحرب الإسرائيلية على غزة.
هزلٌ وضعفٌ عام تملك قلب الصغيرة التي لم تكن كأشقائها في طفولتهم، حيث حاجتها لحليب الرضاعة الصناعي في ظل ما يعانيه شمال القطاع من حصار وتجويع وحصار خانق.
فمرحلةٌ من الجوع وانعدام السلع البديلة أو المكملة لغذاء الأطفال المعلب تهدد حياة الأطفال، وتنذر بتعرضهم لسوء التغذية الحاد وأمراض فقر الدم.
"شام" التي لم ترَ في عالمها الصغير سوى محاربة قوت يومها تعاني تكسرا بكريات الدم وتحتاج لتغذية خاصة من حليب صناعي.
وفي حديثها لوكالة "صفا"، تقول والدة الطفلة: حاولت تعويض النقص في الغذاء بتسخين الماء وتحليته وتذويب بعض الخبز فيه وإطعامه لشام إلا أنها مع مرور الوقت ترفض تناوله".
وتتابع: "منذ الاجتياح للشمال وفي نقص بعلب الحليب لكن هذه الفترة غير موجود مطلقا، والمكملات الغذائية التي كانت توزع في النقاط الطبية "زبدة الفستق والبسكويت"، قبل إطباق الحصار علينا في جباليا سببت لها بحساسية منعها الطبيب من تناولها".
شام ليست الوحيدة التي تقتل جوعا منذ ما يزيد عن الشهرين، فقد سجلت مشفى كمال عدوان حالات لأطفال مهددة حياتهم بسبب المجاعة، فضلا عن حالات أخرى فارقت الحياة وأسلمت روحها لباريها بعد عراك طويل مع التجويع وانعدام الغذاء الخاص بهم.
وحذر برنامج الغذاء العالمي من أن سوء التغذية بين الأطفال في شمال القطاع يتصاعد بوتيرة مرتفعة، حيث يعاني واحد من كل ثلاثة أطفال دون سن الثانية من سوء التغذية الحاد.