شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، يوم الخميس، على الدور الحيوي الذي تقوم به وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" لملايين الفلسطينيين.
وقال غوتيريش في تصريح صحفي، إن الأونروا تمتلك عددًا من المدارس والمرافق الطبية والمستودعات والموظفين، يفوق ما تمتلكه جميع الوكالات الإنسانية الأخرى مجتمعة في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وأكد أنه لا توجد أي جهة أخرى لديها القدرة على الوصول أو تقديم المساعدات المنقذة للحياة بالمستوى المطلوب.
وأشار غوتيريش إلى أن الأونروا شريان حياة لا بديل عنه لملايين الفلسطينيين.
وفي تصريحات سابقة، وصف غوتيريش الوضع في غزة بأنه مروع وكارثي، محذراً من أن الظروف التي يعيشها الفلسطينيون في القطاع قد ترقى إلى أخطر الجرائم الدولية.
كما انتقد القيود المشددة على إيصال المساعدات، وقال إن حصار غزة ليس أزمة مرتبطة بالمسائل اللوجيستية، بل هو أزمة إرادة سياسية واحترام المبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي.
وحذرت "أونروا" في وقت سابق، من أن الفلسطينيين في غزة باتوا يعتمدون حصراً على المساعدات الإنسانية "في ظل التقويض المستمر لقدرة الأمم المتحدة على الوفاء بتفويضها".
وكان المفوض العام لـ"أونروا" فيليب لازاريني، حذر من أن تنفيذ تشريعات الكنيست الإسرائيلي القاضية بحظر الوكالة الأممية ستكون له عواقب كارثية.
وقال إن تفكيك الأونروا سيؤدي إلى انهيار الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة في غزة، والتي تعتمد بشكل كبير على البنية الأساسية للوكالة.
وفي 4 نوفمبر/تشرين الثاني، أبلغت "إسرائيل" الأمم المتحدة بإلغاء اتفاقية عام 1967 الخاصة بعمل الأونروا، مما يعني حظر أنشطتها في حال بدء سريان القرار في أواخر يناير/كانون الثاني المقبل.
وجاء القرار الإسرائيلي على خلفية ادعاءات كاذبة وجهتها حكومة الاحتلال إلى الوكالة الأممية تتهم فيها العشرات من موظفي الأونروا في قطاع غزة، بضلوعهم في عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في أكتوبر 2023.
ولم تتمكن سلسلة من التحقيقات من العثور على أي دليل يؤكد المزاعم الإسرائيلية بحق الأونروا، والتي تكبدت خسائر فادحة واستشهد ما لا يقل عن 223 شخصاً من موظفيها في غزة وتضرر أو دُمر ثلثا مرافقها في القطاع منذ اندلاع الحرب.
وبدعم أميركي يشن الاحتلال منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة على غزة، خلفت أكثر من 149 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.