غزة - خاص صفا
قال الناطق باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل، إن ما يجري في شمالي القطاع يعد الأكثر دموية ومأساوية منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع، في ظل استمرار القصف، وتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها، وارتكاب أفظع المجازر.
وأضاف بصل، في حديث خاص لوكالة "صفا"، يوم الثلاثاء، أن "الاحتلال يقصف المنازل السكنية شمالي القطاع فوق رؤوس ساكنيها دون رحمة، وأي تنبيه أو إبلاغ لهؤلاء المواطنين".
وأوضح أن الاحتلال قصف عدة منازل بشكل مباشر وبداخلها 100 أو 200 شخص، معظمهم من الأطفال والنساء، وأباد عائلات بأكملها شمالي القطاع، لافتًا إلى أنه يستهدف أيضًا، كل من يتحرك في الشوارع والطرقات.
ظروف مأساوية
وأكد أن ما يجري في محافظة الشمال تطهير عرقي لكل مناحي الحياة، إذ ينتهج الاحتلال خلال ذلك سياسة إجرامية بحتة، بهدف تدمير مقومات الحياة كافة.
ولفت إلى أن الاحتلال دمّر على مدار 60 يومًا البنية التحتية والمنازل والمؤسسات والمدارس في المحافظة، بشكل كبير، ولم يبقي أي شيء إلا ودمّره هناك.
وتابع "حين أبلغ الاحتلال طواقم الدفاع المدني بالإخلاء والخروج من الشمال، وكذلك الطواقم الطبية، وتم إغلاق المستشفيات جاء من أجل إحكام السيطرة الكاملة على المحافظة، ومنع أي تواجد لمقومات الحياة، لذلك نجد أن الاحتلال يُمارس هذه السياسة الإجرامية بطريقة فظيعة جدًا".
وأشار إلى أن الاحتلال يمنع الطواقم لحتى الآن من ممارسة عملها ومهامها في شمالي القطاع، ويرفض ذلك، بهدف مواصلة عمليات القصف والقتل والتدمير وحرق المنازل، فهو يفعل كل شيء هناك.
وقال: "نحن نعيش الآن ظروفًا مأساوية جدًا، مع استمرار العدوان الإسرائيلي، والحصار، وعمليات التهجير القسري للمواطنين في شمالي القطاع".
وأوضح أن الاحتلال هجّر أعدادًا كبيرة من الناس في محافظة الشمال، تُقدر بأكثر من 130 ألف مواطن، وذلك بالقوة وتحت القصف وإطلاق النار والقذائف على تجمعات المواطنين، وخاصة في المدارس، بهدف القتل وإجبارهم على النزوح القسري.
ولفت بصل إلى أن عمليات القصف الإسرائيلي والقتل والإبادة في القطاع بشكل عام ما زالت مستمرة، مبينًا أن الاحتلال ينتهج سياسة ممنهجة مخالفة للقانون الدولي الإنساني والبروتوكلات الدولية.
وبين أن هناك الكثير من الدلائل التي تُدلل على ارتكاب الاحتلال أبشع المجازر بحق المواطنين الأبرياء في القطاع.
انعكاس خطير
وحول استهداف طواقم الدفاع المدني، قال بصل إن إخراج منظومة الدفاع المدني عن الخدمة شمالي القطاع أثرت بشكل كبير على الواقع الموجود وعلى حياة المواطنين المحاصرين في المحافظة.
وأضاف أن "الاحتلال تعمد استهداف الكثير من المواطنين دون أن يستطيع أحد تقديم أي شيء لهم، أو حتى إنقاذهم من تحت الأنقاض، رغم أن هناك الكثير منهم بقوا على قيد الحياة يناشدون ويصرخون لأجل إنقاذهم، لكن دون أي جدوى، في ظل إخراج كامل المنظومة عن الخدمة شمالي القطاع".
وتابع "حذرنا مرارًا وتكرارًا العالم والمنظمات الدولية من أن إخراج منظومة الدفاع المدني عن الخدمة سيكون له انعكاس خطير على حياة المواطنين، لكن لا حياة لمن تنادي".
وأردف بصل: "ما زلنا نناشد ونطالب بضرورة العمل على إعادة المنظومة لمحافظة الشمال، كي تُمارس دورها ومهامها الإنسانية والاستجابة لنداءات واستغاثات آلاف المواطنين".
وأوضح أن مدينة غزة تعاني أيضًا واقعًا صعبًا جدًا، وانهيارًا للمنظومة وإخراجها عن الخدمة، نتيجة عدم توفر الوقود اللازم لتشغيل مركبات الدفاع المدني، مما يشكل خطورة على المواطنين والاستجابة للمهام والتدخل لانتشال الشهداء وإنقاذ الجرحى.
وأكد بصل أن سياسة التجويع التي ينتهجها الاحتلال بحق المواطنين في شمالي القطاع، وعدم إدخال كل مقومات الحياة لهم، تؤثر على حياتهم، فإما الموت جوعًا أو قصفًا او عطشًا أو في ظل عدم توفر الدواء.
ولليوم الـ42 على التوالي، يمنع جيش الاحتلال الدفاع المدني قسرًا من ممارسة عمله في مناطق شمالي قطاع غزة، بفعل الاستهداف والعدوان المتواصل، حتى بات آلاف المواطنين هناك بدون رعاية إنسانية وطبية.
والأسبوع الجاري، توقفت 13 مركبة إطفاء وإنقاذ وتدخل سريع من أصل 22 مركبة للدفاع المدني عن العمل في محافظات الوسطى وخان يونس ورفح، لعدم توفر الوقود اللازم لتشغيلها.
وقال بصل إن أكثر من 70% من الشهداء الذين ارتقوا خلال العدوان المتواصل على شمالي القطاع، ما زالوا تحت أنقاض المنازل ولم يتم انتشالهم.
وخلّف العدوان الإسرائيلي المتواصل على شمالي القطاع منذ 60 يومًا، أكثر من 3,700 شهيد ومفقود، و10,000 جريح و1,750 معتقلًا.
ر ش