غزة - مدلين خلة - صفا
كانت عقارب الساعة تشير إلى السابعة صباحًا، ينصت الجميع في قطاع غزة ليتأكد من انقطاع صوت آلة الحرب الإسرائيلية وعودة الهدوء الذي فقده أهالي القطاع منذ السابع من أكتوبر وإعلان "إسرائيل"، الحرب على القطاع.
كان صباح الجمعة 24/ 11/ 2023، يختلف عن أيام الإبادة والتجويع التي أطاحت بكل حياة في قطاع غزة، حمل صباح هذا اليوم إعلانًا مؤقتًا لوقف إطلاق النار بين "إسرائيل" والمقاومة.
"هدنة إنسانية" كما أعلنها رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بدأت بخمسة أيام قابلة للتمديد يومًا إضافيًا مع التزام الأطراف ببنود تلك الهدنة.
"كنا نسمع الأخبار حينما أعلن عن الهدنة، فقلنا يمكن لعبة، ورحنا تجاه النوافذ لنتأكد في قصف أو لا، وقتها شفنا الناس بتهلل وتكبر وبترجع لبيوتها".
"كانت فرحة كبيرة رح نرتاح 5أيام من القصف والموت والنزوح حنشوف أحبابنا وجيرانا"، بهذه العبارات أخذ المواطن أبو ياسر نصر يروي لوكالة "صفا" أمنيات متجددة مع مرور عام على الهدنة الوحيدة بحرب الإبادة على القطاع.
ويضيف "الآن صار للهدنة سنة كاملة بدأت يوم الجمعة وانتهت يوم الجمعة، باختراق إسرائيل، شروطها وضرب الوساطة القطرية بعرض الحائط".
ويقول: كان وقتها القصف متركز على الشمال، والآن القصف والدمار متركز على الشمال، ما ظل شيء ما طالته يد الحرب، أكلت الحجر والشجر الاخضر واليابس دون رادع لها، هاي "إسرائيل" مين حيوقف بوجهها أو حاكي إلها لا".
الحال لا يختلف كثيرًا والأمنيات ذاتها تجوب ذهن المواطنة عهود الهسي، مريضة السرطان والتي اضطرتها الحاجة للعلاج للنزوح جنوبا، حيث تقول في حديثها لوكالة "صفا"، "وقت أعلنوا هدنة في لبنان خطر ببالي قبل سنة وإعلان الهدنة وقتها كنت لسا بالشمال، كانت الفرحة كبيرة ضنيت اني ما رح انزح على الجنوب عشان العلاج".
وتضيف الهسي: "كانت الهدنة قصيرة أسبوع بس، لكن الراحة فيها كانت كبيرة وكانت فرحة الناس كبيرة بكبر الغرض الذي سيتحقق منها كلقاء الأحبة.
وكان رئيس الوزراء القطري أعلن فجر الجمعة 24/11/2023 بدء سريان الهدنة الإنسانية بقطاع غزة، وذلك بعد التوصل إلى اتفاق بين الأطراف بوساطة قطرية مصرية.
وتضمنت الهدنة الإنسانية إطلاق المقاومة 11 أسير إسرائيلي مقابل 33أسير فلسطيني يتم الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية، لكل يوم من أيام الهدنة، فضلا عن إدخال شحنات مساعدات للقطاع.
وخلال عام الحرب تم التباحث من قبل الوسطاء والمقاومة الفلسطينية على الذود بهدنة أخرى، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض إبرام أي هدنة تؤدي لوقف كامل لاطلاق النار، زاعما أنه سيعمل على تدمير قدرات "حماس" العسكرية والمدنية وأن إبرام أي اتفاق لوقف إطلاق النار سيحول دون تحقيق ذلك.
أ ك