web site counter

عملية يافا.. امتداد الطوفان يدمي هيبة الاحتلال

عملية تل أبيب
الخليل - خاص صفا

في أوج الاستنفار الإسرائيلي وذروة التأهب الأمني مساء يوم الثلاثاء، نفذ مقاومان من مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة عملية إطلاق نار في مدينة يافا بالداخل المحتل، أسفرت عن مقتل 7 إسرائيليين وإصابة 16 أخرين بجروح متفاوتة.

وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام مسؤوليتها عن العملية التي نفذها القساميان محمد راشد مسك وأحمد عبد الفتاح الهيموني من مدينة الخليل.

وأعادت العملية مشاهد طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/ تشرين أول من عام 2023، في عمق كيان الاحتلال، إذ تمكن فيها المنفّذان من التسلل إلى أراضي الداخل المحتل، وطعن أحد الجنود والاستيلاء على سلاحه قبل تنفيذ عملية إطلاق النار في محطة القطارات بيافا.

صفعة للاحتلال

تقول الكاتبة السياسية لمى خاطر إن "العملية شكلت صفعة للاحتلال، وأكدت أن معركة الطوفان مستمرة وقابلة للتجدد حتى وإن مرت بأوقات هدوء"..

وتضيف في حديثها لوكالة "صفا"، أن "تفاصيل العملية أشبه بالمعجزة، وتعكس جرأة عالية لدى الشابين المنفذين، اللذين تمكنا من الاستيلاء على سلاح أحد الجنود بعد طعنه، وفيها كفاءة وفاعلية استثنائية".

وتشير خاطر إلى إن الاحتلال أمعن في جرائمه واغتيالاته خلال الفترة الأخيرة، وهو ما انعكس من خلال العنجهية الكبيرة لقادة الاحتلال، فجاءت هذه العملية في مطلع أكتوبر وهو شهر الطوفان، لتؤكد على استمرار المعركة على ذات الوتيرة والكفاءة.

وتبين خاطر أن تزامن العملية مع الضربة الإيرانية، أحدث إرباكاً كبيراً لدى المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية، ولدى المجتمع الإسرائيلي في شوارع "تل أبيب".

ويجسد تزامن تنفيذ العملية مع الضربة الإيرانية وحدة الساحات، وما يمكن أن تحدثه هذه الوحدة من تصدع في جبهة الكيان، في حال استمر تنفيذ العمليات من أكثر من جهة في وقت واحد، بحسب خاطر.

وتتابع أن الاحتلال يدرك خطورة اشتعال المقاومة في محافظة الخليل، التي تمتلك خزانا بشريا كبيرا، وتتعرض لاستيطان نهِم ومحاولات تهويد لقلب المدينة التاريخي، فضلاً عن إرث المدينة الكبير على صعيد المقاومة.

وتشدد خاطر على أن كل عملية نوعية تشجع على أخرى، وهو ما يعني انخراط المزيد من الشباب الفلسطيني في عمليات المقاومة، خاصة أن معظم منفذي العمليات في مدينة الخليل منذ طوفان الأقصى ليسوا من العناصر التي يتوقع الاحتلال أن يكون لها دور مقاوم، وليسوا تحت الرصد والمراقبة.

كسر الغرور

المختص في الشأن الإسرائيلي نهاد أبو غوش يعتقد أن عملية يافا أعادت الاحتلال إلى الواقع الذي يحاول تجاوزه، وجاءت بالتزامن مع أقصى درجات الغرور والتبجح "الإسرائيلي" بعد سلسلة الاغتيالات التي نفذها في لبنان.

ويقول في حديثه لوكالة "صفا"، إن عملية الثلاثاء التي سبقت الهجوم الصاروخي الكبير لإيران في عملية " الوعد الصادق2"، إلى جانب الفشل الكبير الذي تحقق في أول يوم من العملية البرية على الحدود اللبنانية، أشارت إلى قدرة الخصم على تحقيق قوية وعميقة وفشل المنظومة العسكرية الإسرائيلية، فضلاً عن استحالة تحقيق الاحتلال أي إنجاز بالاعتماد على الخيار العسكري فقط.

ويرى أبو غوش أن عملية طوفان الأقصى أحدثت زلزالاً متمدد الأثر، وهي حالة استثنائية في تاريخ النضال الفلسطيني، وإن عملية يافا هي جزء من حالة المقاومة المستمرة في وجه جرائم الاحتلال منذ نشأته.

ويضيف "بالرغم من ترسانة الاحتلال العسكرية الكبيرة، وكل ما يمتلكه من تكنولوجيا وسلاح ويد طويلة تصل إلى أي مكان، إلّا أنه غير قادر على تحقيق الأمن للفرد الإسرائيلي".

ويوضح أبو غوش أن منفذي عمليات المقاومة يصبحون نماذج وقدوة لجيل كامل، يتعرض بشكل متواصل للانتهاك والتضييق والاستفزاز، لافتا إلى أن المقاومة الفلسطينية تبدع في خلق وسائل لمواجهة الاحتلال في كل مرحلة من مراحل النضال الفلسطيني.

امتداد الطوفان

من ناحيته يرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي وسام عفيفة أن تزامن العملية مع ذكرى معركة طوفان الأقصى، يربطها رمزياً بالمقاومة الفلسطينية الممتدة من غزة إلى الضفة، ويرسخها كجزء من الرد على جرائم الاحتلال المتزايدة.

ويقول في حديثه لوكالة "صفا"، إن مكان العملية قدرة المقاومة على اختراق العمق الامني للكيان، واستهداف مناطق يعتبرها الاحتلال محصنة، مما يبرز ثغرات في منظومة الامن الإسرائيلي.

ويضيف عفيفة أن العملية أسفرت عن مقتل 7 مستوطنين وإصابة آخرين، ما يؤكد على نجاحها في تحقيق أهداف استراتيجية، خاصة فيما يتعلق بالتخطيط والتنفيذ الدقيقين.

ويزيد توقيت العملية من تأثيرها ويجعلها أكثر ارتباطا بالسياق السايسي والعسكري الحالي، كما أن استهداف العمق "الإسرائيلي" يهز ثقة الاحتلال في قدرته على حماية مستوطنيه ويخلق حالة من الرعب والارباك، بحسب عفيفة.

ويشير إلى أن العملية تعكس قدرة عالية على جمع المعلومات والتخطيط اللوجستي بما يتجاوز التعقيدات الأمنية التي يفرضها الاحتلال.

ويوضح عفيفة أن مثل هذه العمليات تعزز الضغط النفسي على الاحتلال، مما يجبره على مراجعة استراتيجياته الأمنية والسياسية، وتوجه رسالة قوية بأن المقاومة قادرة على الضرب في العمق وتجاوز التحصينات الأمنية.

س ز/م ز

/ تعليق عبر الفيس بوك