web site counter

غزة بلا تعليم.. ودوام جزئي بالضفة

رام الله - صفا

على رؤوس الطلاب وذويهم والنازحين هدمت المدارس في قطاع غزة طوال عام كامل، ودمر الاحتلال الإسرائيلي العشرات منها.

فبدل أن تعج المدارس بأصوات الطلاب ومدرسيهم في مثل هذا الوقت، مع افتتاح العام الدارسي، أصبحت ساحات المدارس مقابر لعشرات الشهداء.

وللعام الدراسي الثاني على التوالي، يحرم الاحتلال أكثر من 630 ألف طالب وطالبة من التعليم في محافظات قطاع غزة، بعد أن حرم قرابة 40 ألف طالب من امتحانات الثانوية العامة.

المختص في الشأن التربوي مخلص سمارة يقول لوكالة "صفا" إن العدوان على غزة وحرمان مئات آلاف الطلاب من التعليم في جميع المراحل، ترتب عليه آثار نفسية وتربوية وسلوكية كبيرة.

ويضيف سمارة أن تعطل العملية التعليمية بشكل كامل في مدارس القطاع، تسبب بفاقد تعليمي كبير في المراحل المدرسية والجامعية، وهو ما انعكس على العلم والثقافة والتربية لدى جميع الطلاب.

ويلفت سمارة إلى أن العملية التعليمية شهدت انتكاسات متكررة في الأعوام الخمسة الماضية، ابتداءا بأزمة كورونا والحروب التي شنها الاحتلال على غزة والإضرابات التي شهدتها الضفة.

ويبين المختص أن الآثار المترتبة على غياب التعليم في قطاع غزة هو بالفاقد التعليمي خلال العام الدراسي الماضي والشروع بعام دراسي جديد، إضافة لأضرار ستكون كبيرة على الأطفال في السن الصغيرة في المراحل التأسيسية والابتدائية، والتي بحاجة إلى مرحلة بناء في الإمكانيات والقدرات والمهارات وكل ما يتعلق بها.

ويتطرق إلى أن الفاقد الكبير سوف يلقي بظلاله على طبيعة الجيل الناشيء في المرحلة القادمة، إلا في حال وضع خطط طوارئ بعد انتهاء الحرب، وترميم ما حصل خلال العام الفائت وإدارك المشكلة مع الجيل الذي لم ينل حقه في التعليم.

ويقول سمارة إن "الطلاب بشكل عام لم يتلقوا مهارات ولا أيا من العلوم خلال العام الفائت، ما يؤثر على العلم التراكمي خلال الفترة المقبلة، لأن مناهجنا تراكمية تبني على ما قبلها، وهذا يدفعنا مرة أخرى إلى إيجاد خطط بديلة في حال استئناف الدوام، حتى يتم الربط ما بين المناهج بشكل يسهل على الطلاب الفهم القادم بناء على الفهم السابق".

وبحسب سمارة، فإن الفاقد ليس فقط فاقدا علميا فقط، فإلى جانب الفاقد العلمي هناك فاقدا   تربويا وقيميا وبنائيا لم يناله الطلاب خلال الفترة السابقة، كالتعاون والانضباط وتنظيم الوقت والكثير من الدلالات التربوية فقدها الطلاب ويتمنى عودتها الآن قبل الغد، بمعنى أن انعدام الدوام المرسي يفقد هذا الجيل بعض المهارات التربوية.

وفيما يخص طلاب المرحلة الثانوية، يلفت سمارة إلى أن عدم انتظام العملية التعليمية على الجيل القادم ولا سيما طلبة الثانوية العامة ومرحلة ما قبل الثانوية، كونه لم يعقد امتحانات أو لم تعطى المادة بالشكل الصحيح الحقيقي، يدفع إلى ضرورة تبني خطط طارئة للتعاون مع ما حصل من نكبات في العملية التعليمية، بحيث لا يحرم الطلاب من العلم التراكمي البنائي، وأن لا يهمل الجانب النفسي التربوي الذي يحتاج إلى ترميم ومعالجة قبل الشروع بالمنماهج الدراسية.

وفيما يخص انطلاق العملية التعليمية في محافظات الضفة، وجه الاتحاد العام للمعلمين، معلمي المدارس والإداريين والعاملين في مكاتب التربية والتعليم إلى انتظام العملية التعليمية في الأيام العشرة الأولى من الفصل الدراسي لضمان إنهاء الإجراءات المتعلقة بافتتاح العام الدراسي.

ودعا الاتحاد المعلمين إلى الدوام بواقع أربعة أيام وجاهية ويوم مهمات، على أن يبقى الاتحاد في حالة انعقاد دائم وإصداربيان شهري بطبيعة الدوام، نظرا للأزمة المالية وعدم صرف رواتب كاملة للمعلمين.
من جانبه، أعلن حراك المعلمين بالضفة عن "ميثاق شرف" دعا فيه المعلمين إلى الالتزام ببنوده من أجل المطالبة بالحقوق المالية، معتبرا دوام الأسبوع الأول في المدارس مجرد مهلة لمختلف الجهات قبيل بدء الفعاليات.

وإلى جانب الإضرابات النقابية، شهدت بعض محافظات الضفة تعطيلا للدوام المدرسي، بسبب اقتحامات قوات الاحتلال، حيث شهدت الكثير من المدارس في القرى والبلدات خارج المدن انعدام الدراسة فيها خلال العام الماضي.

ويتواصل وقف العملية التعليمية في بعض محافظات شمال الضفة، نظرا للاقتحامات المستمرة لقوات الاحتلال وإغلاق المدن والبلدات، إذ أعلنت مديريات طوباس وطولكرم تعليق الدوام في جميع المدارس، نظرا للعدوان المستمر.

وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" عن افتتاح العام الدراسي في الضفة وسط تزايد انعدام الأمن.

وشارك القائم بأعمال مدير عمليات الأونروا في الضفة، رولاند فريدرك، بافتتاح العام الدراسي في مدرسة ذكور جنين، قائلًا: "ها هم طلاب مدارس الأونروا في الضفة الغربية يعودون إلى مقاعد الدراسة اليوم، في جنين وطولكرم وغيرها من المخيمات في شمال الضفة الغربية، يأتي ذلك بعد حوالي عشرة أيام من العنف والدمار، ويعد أطفال اللاجئين الفلسطينيين من بين الفئات الأكثر عرضة للخطر، حيث يتعرضون لفترات طويلة من العنف والخوف وعدم اليقين".    

ع ع

/ تعليق عبر الفيس بوك