web site counter

بعد تصعيد الاحتلال في شمال الضفة.. أين تقف السلطة من المعركة؟

الضفة الغربية - خــاص صفا

تواصل "إسرائيل" عمليتها العسكرية في شمالي الضفة الغربية المحتلة، لليوم الرابع على التوالي، والتي اعتبرها محللون بدايةً لعملية تهجير ممتدة وتصفية للوجود الفلسطيني، وسط غياب شبه تام للسلطة الفلسطينية.

وأسفر عدوان الاحتلال حتى اللحظة، عن استشهاد 23 مواطناً، بينهم 14 في محافظة جنين، و5 في طولكرم، و4 في طوباس، ما يرفع حصيلة الشهداء في الضفة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023 إلى 675.

وحول موقف السلطة من مجريات الأحداث في الضفة وقطاع غزة، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح رائد نعيرات، إن السلطة مستمرة في موقفها التقليدي الرافض لتبني العمل العسكري، إلى جانب اتباعها استراتيجية الانتظار لما ستؤول إليه الأمور على الصعيد الداخلي الفلسطيني.

وأضاف في حديثه لوكالة "صفا"، أن فلسفة السلطة تجعلها غير قادرة على التعامل مع الموقف الحالي وتعدم الخيارات المطروحة أمامها، رغم كونها من أكثر المتضررين من التصعيد الإسرائيلي الأخير.

وبيّن نعيرات أن من بين التفسيرات لعملية الاحتلال في شمال الضفة، حراك داخلي لتطبيق بنود اتفاق بكين، والسير في انتاج المجلس الوطني الموحد.

من ناحيته، أفاد مدير مركز القدس للدراسات الإسرائيلية عماد أبو عواد بأن حكومة الاحتلال اليمينية تنظر للسلطة الفلسطينية كعدو رغم التنسيق الأمني، وكجسم إداري يتحمل جزءاً من الأعباء في إدارة الشؤون الفلسطينية، ولا يجب أن يكون لها أي أبعاد سياسية.

وأضاف لوكالة "صفا"، أن السلطة تحولت إلى أداة لا تمتلك من أمرها شيء، تحت مبرر الضغوط الإسرائيلية والدولية، موضحاً أن السلطة قبلت بهذه الضغوطات ولم تعمل على مواجهتها.

وبيَن أبو عواد أن السلطة دائما ما تنصاع لإجراءات الاحتلال، وتقبل الإملاءات الخارجية بعدم ترتيب البيت الفلسطيني، فضلاً عن عدم التجديد داخل السلطة.

وأشار إلى أن أداء السلطة وغياب حضورها في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، رسخ فجوة بينها وبين المواطنين وأضعف الثقة الشعبية بها.

وقال إن السلطة تملك نحو 70 ألف رجل أمن، وهم جزء من الحالة الوطنية الفلسطينية ومتأثرين بها، ويشكلون مصدر قلق لدى الاحتلال خشية خروجهم إلى سلك المقاومة، على خلاف سياسة السلطة الرافضة للعمل العسكري المقاوم.

أما المختص في الشؤون الإسرائيلية عادل شديد، فلفت إلى أنه "ما من جديد في السياسة الإسرائيلية تجاه السلطة، والتي تهدف إلى المزيد من الإضعاف وتبديل دورها من وطني إلى وظيفي".

ولفت شديد، في حديثه لوكالة "صفا"، إلى أن التوجه العام لدى الاحتلال يتفق على ضرورة وجود سلطة ضعيفة غير قادرة على وقف عمليات المقاومة، لتبرير تواجدها العسكري المباشر في الضفة.

وبيّن أن السلطة تملك أوراق ضغط لم تستخدمها في وجه الاحتلال، من بينها سحب الاعتراف بـ "إسرائيل"، ووقف التنسيق الأمني وتوحيد الصف الفلسطيني.

وأكد شديد أن الاحتلال شرع في تنفيذ مخطط التهجير في الضفة، والحكومة الحالية لا تأبه بأية محاذير من الممكن أن تقف في وجه مشروعها الاحتلالي.

س ز

/ تعليق عبر الفيس بوك