web site counter

سبقتها حملة إبعاد عنه

بذكرى "خراب الهيكل".. تحضيرات لاقتحامات واسعة للأقصى وإجراءات تُنغص حياة المقدسيين

القدس المحتلة - خــاص صفا

مع كل مناسبة أو عيد يهودي، تحاول "جماعات الهيكل" المزعوم استغلالها لأجل فرض سيطرتها على المسجد الأقصى المبارك، وتغيير الواقع القائم فيه، عبر تنفيذ مزيد من الاقتحامات وزيادة أعداد المقتحمين، وإدخال رموز تلمودية يهودية إلى داخل المسجد. 

والثلاثاء المقبل، تستعد الجماعات المتطرفة لتنظيم اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، وتسجيل رقم قياسي في أعداد المستوطنين المقتحمين خلال ما يُسمى ذكرى "خراب الهيكل".

وبدأت هذه الجماعات بحشد أنصارها وجمهور المستوطنين لأجل تنفيذ الاقتحامات والانتهاكات الاستفزازية ضد الأقصى، وسط إجراءات مشددة بدأت شرطة الاحتلال بفرضها على المقدسيين، ولاسيما حملة الإبعاد عن المسجد المبارك. 

وضمن استعداداتها أيضًا لإحياء هذه الذكرى، دعت الجماعات المتطرفة المستوطنين إلى المشاركة في سلسلة بشرية حول سور القدس المحتلة مساء اليوم الأحد، يُرفع خلالها أعلام الاحتلال. 

وتحل ذكرى "خراب الهيكل" في التاسع من أغسطس حسب التقويم العبري، ويعتبر اليهود هذه الذكرى يوم حزن وحداد على تدمير "هيكل سليمان" على يد البابليين.

وترى الجماعات المتطرفة في هذه الذكرى "يومًا لتجديد العهد مع إزالة الأقصى من الوجود، وتأسيس الهيكل المزعوم، ولتحقيق قفزات عملية في سبيل ذلك، وتسعى خلاله إلى فرض أكبر عدد من المقتحمين في كل عام".

وتأتي هذه الاستعدادات، وسط دعوات فلسطينية لتكثيف شد الرحال للمسجد الأقصى، للتصدي لاقتحامات المستوطنين واستفزازاتهم. 

ودائما تستبق شرطة الاحتلال هذه الذكرى بحملة إبعادات عن الأقصى، تطال عشرات المقدسيين والمصلين والشخصيات المقدسية، في محاولة لإتاحة المجال أمام المستوطنين لاستباحة المسجد. 

كارثة حقيقية

الباحث المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب يقول إن "جماعات الهيكل" تُوظف هذه الذكرى في سبيل فرض مزيد من الوقائع على المسجد الأقصى، والانتهاكات والاقتحامات الاستفزازية، وأيضًا فرض روايتها التلمودية المزورة. 

ويوضح أبو دياب في حديث لوكالة "صفا"، أن الجماعات المتطرفة بدأت استعداداتها لتنفيذ اقتحامات واسعة للأقصى، وأداء مزيد من الطقوس والصلوات التلمودية داخله، لإحياء ذكرى "خراب الهيكل"، في محاولة لتغيير الواقع القائم بالمسجد. 

وينبه إلى أن هذه الذكرى تُشكل هذا العام خطورة كبيرة وكارثة حقيقية على المسجد المبارك، كونها تأتي في ظل ظروف عصيبة تختلف عن الأعوام السابقة.

وتتمثل هذه الظروف، وفقًا للباحث أبو دياب، في الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، وإنشغال العالم بتسليط الضوء على هذه الحرب، بالإضافة إلى الظروف الإقليمية التي تعيشها المنطقة برمتها. 

ويضيف أن "جماعات الهيكل" وغلاة المتطرفين يخططون لتغيير الوضع التاريخي في المسجد الأقصى، مع وجود وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير في حكومة الاحتلال المتطرفة، باعتباره جزء من هذه الجماعات، وأيضًا كسب مزيد من التعاطف من المستوطنين. 

ويؤكد أن هؤلاء المتطرفين يريدون استغلال حرب الإبادة الجماعية على غزة، لأجل إثبات مزيد من السيطرة و"السيادة" على الأقصى. 

"هذا العام سيكون مختلفًا عن الأعوام السابقة، وربما سيشهد فرض وقائع جديدة على المسجد، من خلال فرض مخطط التقسيم الزماني والمكاني، وأداء طقوس وصلوات لم نعهدها من قبل، ومحاولات لإدخال رموز يهودية توراتية إلى داخل المسجد"، يقول أبو دياب.

ويعتقد الباحث المقدسي أن هذا اليوم سيكون صعبًا ووبالًا على الأقصى، وربما الأخطر منذ احتلال الجزء الشرقي من مدينة القدس عام 1967، وذلك بسبب تراخي الوقوف العربي والإسلامي مع القضية الفلسطينية ونصرة الأقصى. 

وتتخلل ذكرى "خراب الهيكل" زيادة في أعداد المقتحمين للأقصى وأداء طقوس وصلوات تلمودية علنية داخله، بحيث يرتدي المستوطنون "لباس الكهنة" أثناء الاقتحام، فضلًا عن "الانبطاح أرضًا، والسجود الملحمي". 

إجراءات ممنهجة

وحول إجراءات الاحتلال، يؤكد أبو دياب أن سلطات الاحتلال ستعمل على تفريغ المسجد الأقصى من الفلسطينيين، عبر منع الوصول إليه وإغلاقه أمام المصلين، ومنع الرباط والتواجد فيه، ناهيك عن حملة إبعادات واسعة نفذتها بحق المقدسيين، طالت خطيب الأقصى الشيخ عكرمة صبري. 
ويشير إلى أن الاحتلال عمل على عسكرة المدينة المقدسة، وفرض قبضته الحديدية عليها، من خلال نصب الحواجز العسكرية والمتاريس الحديدية، كما سيعمل على نشر المزيد من عناصره ووحداته الخاصة في المدينة ومحيط الأقصى والبلدة القديمة. 

ومنذ بدء الحرب على غزة في السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي، والاحتلال يُصعد من إجراءاته التعسفية ضد المقدسيين، من خلال الاقتحامات والاعتقالات والإبعادات، وعمليات هدم المنازل، وغيرها. 

ويوضح الباحث المقدسي أن شرطة الاحتلال ستُضيق الخناق على المقدسيين، وتُقيد حركة تنقلهم، وستجبر أصحاب المحال التجارية في البلدة القديمة على إغلاقها، لإتاحة المجال أمام المستوطنين للقيام باستفزازاتهم وانتهاكاتهم في المدينة.

ر ش

/ تعليق عبر الفيس بوك