بدأت طواقم بلدية "معاليه أدوميم" الاستيطانية بالعمل على تغيير مسار مدخل بلدة العيزرية شرقي مدينة القدس المحتلة، لخدمة المستوطنين وتضييق الخناق على الفلسطينيين المقدسيين.
ويهدف المشروع إلى تخصيص المسلك الأيمن عند دوار مستوطنة "معاليه أدوميم" للمتجهين إلى بلدة العيزرية، بينما سيكون المسلك الأيسر مخصصًا للمتجهين إلى مستوطنتي "معاليه أدوميم" و"كيدار".
وكانت جريدة "أخبار معاليه أدوميم" العبرية نشرت مؤخرًا، أنه من المقرر بدء الأعمال لتغيير مسار مدخل العيزرية "المسلك الأيسر".
ويعتبر المسارين الأيمن والأيسر عند دوار "مستوطنة معاليه أدوميم" رئيسيين لأهالي بلدتي أبو ديس والعيزرية والسواحرة الشرقية وبدو عرب الجهالين والشيخ سعد، إضافةً إلى سكان بلدتي الخليل وبيت لحم جنوبي مدينة القدس، مما سيؤدي إلى تفاقم الازدحام المروري للقادم إلى العيزرية وجنوبي الضفة الغربية.
وعن خطورة تغيير المسار والأضرار الناجمة عن ذلك، أكد المختص بشؤون الاستيطان المحامي بسام بحر، أن تغيير هذا المسلك، يعني مزيدًا من التضييق على سكان البلدات المحيطة بمستوطنة "معاليه أدوميم" والذي يبلغ عدد سكانها نحو 100 ألف نسمة، وسكان جنوبي القدس وعددهم نحو مليون ونصف نسمة.
ويوضح بحر في حديثه لوكالة "صفا"، أن تغيير المسلك يعتبر ضمن السياسة العنصرية للاحتلال التي يطبقها في كافة الأراضي الفلسطينية، والتي تبلورت في عمل شوارع خاصة لليهود والعرب في شمال وجنوبي الضفة الغربية.
ويضيف أن "هذه المخططات تعتبر ضمن المشاريع الاستيطانية التي تدعم وجود المستوطنين في كافة أنحاء الضفة الغربية، وبهدف فرض أمر واقع على الأرض يخدم الاستيطان في شرقي القدس، عن طريق إقامة بؤر ومشاريع استيطانية، كمشروع "إي ون " الذي أطلق عليه رئيس بلدية " معاليه أدوميم" تسمية جديدة "ترامب ون" .
ويبين المختص بحر، أن هذا المخطط يتزامن مع اقتحام طواقم الإدارة المدنية التابعة للاحتلال أغلب التجمعات السكانية في أبوديس والعيزرية والسواحرة الشرقية، وتوزيع إخطارات هدم ووقف بناء ومصادرة على السكان، فيما يسمى بمناطق "سي ".
ويؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى للتضييق على المواطن الفلسطيني، عن طريق الاستيلاء على أكبر عدد ممكن من الأراضي في هذه المناطق، من أجل التوسع الاستيطاني سواء في مستوطنة " معاليه أدوميم" أو مستوطنة " كيدار"، أو بؤر استيطانية أخرى مقامة شرقي القدس.
ويلفت بحر، إلى أن تغيير المسلك في هذه المنطقة يأتي لخدمة المشاريع الاستيطانية فقط، وذلك عن طريق التضييق على المواطنين في مناطق أبو ديس والعيزرية والسواحرة الشرقية وعرب الجهالين والشيخ سعد، وجنوبي شرقي القدس، كونها تعتبر حلقة وصل ما بين شمال وجنوبي الضفة الغربية.
وبحسب المختص بشؤون الاستيطان بحر، فإن هذا المخطط سيتسبب بأزمة مرورية خانقة لسكان المناطق المذكورة وجنوب الضفة الغربية، مقابل تسهيل مسار المستوطنين إلى مستوطنتي " معاليه أدوميم وكيدار".
"أما بالنسبة لبلدتي العيزرية وأبو ديس والسواحرة الشرقية وعرب الجهالين والشيخ سعد، فإنها محاطة من جميع الجهات بالجدار الفاصل العنصري منذ سنوات طويلة، ويعد مدخل بلدة العيزرية الملاصق لدوار " معاليه أدوميم" هو المدخل الوحيد لتلك المناطق، بالاضافة إلى بلدات جنوبي القدس"، يقول المختص بحر.
ويشير إلى أن السكان قدموا طلبًا للمحكمة قبل نحو عام ونصف لفتح شارع بجانب مستوطنة " كيدار" من أجل التخفيف من الأزمة الخانقة التي يشهدها المدخل الرئيس، وبدأ العمل به لفترة، وبعدها تم توقيفه بطلب من بلدية "معاليه أدوميم" والإدارة المدنية، "رغم أنه الطريق الوحيد لحل الأزمة التي يعانيها يوميًا أكثر من مليون ونصف فلسطيني".
وينوه بحر، إلى أن سكان هذه المناطق يعانون من أزمة مرورية حقيقية يوميًا قبل تغيير المسار، ما سيؤدي إلى معاناة إضافية وخاصة أن حاجز "الكونتينر"، الذي لا يبعد أكثر من كيلو عن المناطق المذكورة، مغلق دائمًا في وجه الفلسطينيين، ويشهد المدخل الرئيس لبلدة العيزرية الذي تنوي بلدية "معاليه أدوميم" تغيير مساره معاناة وأزمة خانقة يوميًا في ساعات الصباح والمساء.
ويبين أن الاحتلال يفرض واقعًا جديدًا لتضييق الخناق على الشعب الفلسطيني، من أجل التهجير الطوعي لسكان المنطقة، وخلق أزمة سياسة واجتماعية واقتصادية وصحية، وتكريس سياسة الفصل العنصري والأبرتهايد بأشكاله وألوانه، ضد أي شيء اسمه فلسطيني.
ويؤكد بحر أن 100 ألف نسمة من سكان المنطقة، عدا عن المناطق الأخرى يمرون جميعًا عبر عنق زجاجة، "ومع تنفيذ مخطط تغيير المسار، سيتم تضييقه أكثر وعرقلة الحياة اليومية للسكان، وخاصة أمام العمال والموظفين وطلاب المدارس والجامعات، دون أن يوجد بديل آخر".
وتعتبر مستوطنة "معاليه أدوميم" من أكبر مستوطنات الضفة الغربية المحتلة، ويقطنها نحو 40 ألف مستوطن، ومقامة على أراضي بلدتي العيزرية وأبو ديس، بينما يقدر عدد المستوطنين في مستوطنة" كيدار" نحو 5 آلاف نسمة.