web site counter

دعوات لوضع خطة للتصدي

هجمات المتطرفين بالضفة.. مقدمة لتهجير القرى وإنشاء "دولة المستوطنين"

رام الله - خــاص صفا

على غرار العصابات الصهيونية إبان نكبة عام 1948م، تنشط في الضفة الغربية المحتلة عشرات مجموعات المستوطنين المسلحة التي تهاجم القرى والبلدات، وتقتل المواطنين وتحرق المنازل والممتلكات.

وخلال الأسبوع الجاري، شنت مجموعات المستوطنين عشرات الهجمات ليلًا ونهارًا على 16 قرية وبلدة في الضفة، استشهد خلالها عدد من المواطنين وأصيب العشرات، وأحرقت عشرات المنازل والمركبات، .

ويوضح الخبير في شؤون الاستيطان صلاح الخواجا لوكالة "صفا" أن هجمات المستوطنين جزء من سياسة منظمة انتهجتها جمعيات الاستيطان منذ عقود، إذ شكلت أكثر من 63 مجموعة، بينها "فتيان التلال" و"تدفيع الثمن"، مؤكدًا أن "ما يجري تطرف مدروس ومنظم وموجه".

ويشير الخواجا إلى أن المستوطنين يتلقون تدريبات في عدد من المستوطنات منذ سنوات، ولهم مدارس تدريبهم على الإرهاب ضد الشعب الفلسطيني.

ويقول: "هذه المجموعات التي كانت تقود الإرهاب بشكل فردي أو مجموعات صغيرة في الضفة، أصبحت اليوم هي من تقود حكومة الاحتلال ممثلة بإيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش".

ويبيّن أن قادة المستوطنين في حكومة الاحتلال أصبحوا اليوم يقرون موازنات لهذه المجموعات المتطرفة، واتخذوا قرارات بتسليح 90 ألف مستوطن في الضفة، وتشكيل 600 فرقة من هذه المجموعات، ورصد نصف مليار شيكل لدعمها.

ويلفت الخواجا إلى أن المجموعات المتطرفة تهدف لتشريع عمليات الاستيطان والتهويد والتهجير، إذ بدأت خطتهم بتهجير التجمعات البدوية من خلال "البؤر الاستيطانية الرعوية"، التي تنتشر في مناطق الضفة، ويبلغ عددها 110 بؤر، تضاعفت العام الجاري عن الأعوام الماضية.

 ويكشف الخبير أن الاحتلال هجر 26 تجمعا بدويا منذ أكتوبر/ تشرين أول الماضي حتى اليوم، مشيرًا لوجود خمسة تجمعات هُجرت قبل ذلك.

ويوضح أن عصابات المستوطنين فرضت نفسها على أراضي "ج" (أكثر من 60% من مساحة الضفة)، والآن تحاول قطع الطرق بين المحافظات والقرى والبلدات الفلسطينية من خلال الاعتداءات في معظم المناطق، إذ هاجمت 16 قرية خلال الأيام الماضية بعد مهاجمتها قرية المغير شمالي رام الله.

ويرى الخواجا أن ذلك يؤكد سعي الاحتلال إلى تطبيق خطة لتحويل التجمعات الفلسطينية إلى معازل في 176 "كنتونًا" في الضفة، ومنع أي تواصل فيما بينها.

ويتابع "كما شكلت عصابات المستوطنين عام 1948م جيش الاحتلال فإن هذه المجموعات قد تؤسس لدولة المستوطنين في الضفة خلال المراحل المقبلة، وتحويل الفلسطينيين إلى أسوأ نظام فصل عنصري".

التصدي قبل فوات الأوان

وينبّه الخواجا إلى ضرورة الإسراع في التصدي لهذه المخططات قبل فوات الأوان، مشيرًا إلى أن "الشعب الفلسطيني أمام مرحلة مفصلية من مراحل الصراع، وعليه تعدّي الرهان على المجتمع الدولي الذي لن يغير من الواقع شيئًا".

ويشدد الخواجا على ضرورة تشكيل جبهة موحدة من الجهات الرسمية والفصائل والمؤسسات، واستنهاض الطاقات الشبابية وتوفير الإمكانيات لتعزيز لجان الحماية في القرى والبلدات، وأن يكون المسؤولون والقادة في مقدمة مشروع النضال ضد سياسة الاحتلال.

"ردع استباقي"

أما الكاتب في الشأن السياسي محمد القيق فيرى أن "ما يقوم به المستوطنون ما هو إلا برنامج استباقي وردع للأيام المقبلة، في ظل حديث العسكريين الإسرائيليين عن إمكانية الانقطاع بين مدن الاحتلال في الداخل والمستوطنات بالضفة خلال أي حرب إقليمية".

ويوضح القيق لوكالة "صفا" أن "نظرية الاحتلال والمستوطنين قائمة على المعارك خارج الأسوار، وهي النظرية التي بُنيت عليها الصهيونية، وبالتالي لديهم تسليح وإعادة تدريب وشن هجمات انتقامية كبيرة تحت أي ذريعة ضد القرى والمدن الفلسطينية، لتعزيز الردع الاستباقي والأمن الوقائي لأي هجمات متوقعة من الفلسطينيين على المستوطنات".

ويشير القيق إلى أن "المستوطنين يسعون إلى صبغ ذاكرة المواطن الفلسطيني، أنهم في حال تعرضوا لهجمات داخل المستوطنة، فهم مسلحون وسيقتلونهم مباشرة، وهذه نظرية أمنية يتم التعامل بها اليوم".

ويلفت إلى أن الاحتلال والمستوطنين يسعون لتهجير قرى وبلدات الضفة إلى المدن ضمن معادلة إعادة انتشار الاستيطان، على أن تصبح المدن عبارة عن تجمعات كما أم الفحم والناصرة وغيرها، وبالتالي إلغاء السيادة الفلسطينية جغرافيًا تمهيدًا لشطبها سياسيًا "كما فعلت اتفاقية أوسلو".

وحول دور السلطة في التصدي للمخطط، يرى القيق أن "السلطة وحركة فتح فشلتا في جلب إنجاز سياسي للشعب الفلسطيني على مدار 30 عامًا، معتقدًا أن "الأحداث الجارية في المنطقة تجاوزت الاثنين معًا، ولاسيما مع النظرية التي يتبناها رئيس السلطة، التي تنص على أن السلاح الشرعي الوحيد هو سلاح قوات الأمن، ما يعني رفض سلاح المقاومة".

ويضيف "مطلوب من الفصائل إعادة ترتيب نظرتها وبنيتها للداخل الفلسطيني في الضفة حتى تكسر الفجوة التي أظهرتها 7 أكتوبر، ما بين التعبئة والحالة العملية للمواطن الفلسطيني في غزة عن نظيرتها في الضفة، وأن هذه الفجوة ظهرت وأظهرت كم عملت الفصائل في غزة على المقاتل والمواطن والجبهة الداخلية، وكم قصّرت فصائل الضفة، سواء بتأثير خارجي أو تنسيق أمني أو تأثير داخلي من مكاتب إدارية في الضفة".

أ ج/ع ع

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام