كشف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رمزي رباح، عن خطة أمريكية عرضت على جهات عربية وفلسطينية وإسرائيلية، بشأن اليوم التالي للحرب على قطاع غزة، مؤكدًا أن فشل الرهان على هزيمة المقاومة أحبطها.
وذكر رباح، لوكالة "صفا" أنّ الولايات المتحدة طرحت الخطة بعد أسابيع قليلة من الحرب، وكانت حينها على يقين أن المقاومة ستُهزم في بضعة أسابيع، ثم اكتشفت أنّ ذلك أصبح مستحيلًا.
وحول تفاصيل الخطة التي حملها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المنطقة، قال رباح إنها: "اشتملت على مرحلة انتقالية وسلطة متجددة يجري إصلاحها وتأهيلها؛ لتنفذ المهام الأمنية المناطة بها".
وأشار رباح إلى أنّ "إسرائيل" بكل جيشها وقواتها وبكل المجازر التي اقترفتها لم تستطع أن تجابه المقاومة؛ لذا فهي تريد أداة فلسطينية لتوفير الأمن؛ رغم أنها لم تحققه لذاتها".
لكنّ الخطة، وبحسب رباح، وجدت خلافًا عربيًا وفلسطينيًا، "فهناك أطراف في إطار اللجنة السداسية العربية (مصر، الأردن، السعودية، الإمارات، قطر، السلطة الفلسطينية) تحذر من مخاطرها، في ظل عدم إمكانية الاعتراف بدولة فلسطينية شاملة؛ أما فلسطينيًا فهناك من لا يريد رفض الخطة، ومن لا يريد التصادم معها".
تغيير الخطة
ولفت إلى أن "النظرية الامريكية للخطة جاءت من منطلق اعتقاد واشنطن أنّ المعركة ستحسم خلال أسابيع، وسيتم إلحاق هزيمة كاملة بحماس، مضيفًا "لكنّ الأمر بدا لديها الآن مستحيلًا".
وأوضح أنّ "طول أمد المعركة وفشل تحقيق الأهداف العسكرية الإسرائيلية المعلنة أدى إلى تراجع في الخطة الأمريكية فيما يتعلق بإدارة شؤون القطاع؛ فأصبح الحديث عن الخطة بمفهوم آخر عبر ما يسمى "ترتيبات سياسية وإدارية تتبع بترتيبات أمنية".
وأضاف رباح "وبعدما يتضح قدرة هذه الترتيبات على تحقيق الأمن لإسرائيل، لتعود الأخيرة لبحث إمكانية إقامة سلطة فلسطينية ذاتية بعد سنوات".
ونوّه رباح إلى أنّ "الخطة تشبه تمامًا ما حدث في اتفاق أوسلو، إذ كان الحديث عن حل انتقالي لخمسة سنوات، ثم بعد ذلك- ومع فشل الوصول لترتيباته بفعل السلوك الإسرائيلي- يتوقف كل شيء".
وذكر أنّ واشنطن تتحدث عن قوة عربية تدخل غزة بموافقة قيادة السلطة الفلسطينية، إضافة إلى أجهزة أمنية تحقق أهداف الخطة، فيما ترغب "إسرائيل" بتشكيل إدارة مدنية، مع بقاء سيطرتها الأمنية ولو على شريط أمني داخل غزة.
وشدّد رباح على أنّ هذه الحلول ستفشل جميعها أمام صمود الفلسطينيين، مؤكدًا أن "الحل الوحيد سيكون فلسطينيًا؛ لذلك يجب التركيزعلى الحوار الوطني، بعيدًا عن لغة الهيمنة والاستفراد".
ورأى رباح أنه كان ينبغي أن يكون الرد الفلسطيني على الخطة في سياق رؤية داخلية موحدة.
ولفت إلى أنّ القوى الفلسطينية خلال اجتماعها في موسكو أعلنت رفضها الواضح لأي بديل، مؤكدةً أنّ أي شأن فلسطيني هو أمر خاص بالفلسطينيين وحدهم.
وأكد رباح أنّ "اليوم التالي للحرب يجب أن يكون فلسطينيًا بامتياز، وألا تتدخل به أي جهة خارج الحلبة السياسية الفلسطينية.
وشددّ على ضرورة تشكيل مرجعية وطنية موحدة تقوم على قاعدة الحل الشامل للقضية الفلسطينية، القائمة على انهاء الاحتلال.
ونبه إلى أنّ غياب الموقف الموحد يدفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى استخدام العديد من أدوات الترهيب والترغيب واللجوء إلى الوعود الفارغة والمخادعة تحت عنوان الإصلاح.
وأكد رباح أنّ "المقاومة حق مشروع، ولن تنتهي في غزة والضفة، ولن تسمح للاحتلال بالاستفراد بأي مكون فلسطيني".