تعاني الأمهات في غزة مشاكل صحية نتيجة سوء التغذية، تحول دون تمكنهم من إرضاع أطفالهن بشكل طبيعي، بسبب الظروف الصعبة التي خلفها عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتسمر منذ 154 يوما.
وإثر ذلك، خرجت معظم المشافي عن الخدمة، فيما يواصل بعضها تقديم خدماته الصحية في ظروف صعبة ومعقدة للغاية.
وبقي مستشفى الحلو الدولي شمالي غزة، أحد المستشفيات التي تنازع في سبيل استمرار تقديم الخدمة الصحية للأهالي.
نهيل أبو سمعان، وهي أم فلسطينية موجودة داخل أروقة المستشفى، حيث تسكت جوع طفلها الرضيع بجرعات شحيحة من الحليب، وسط الافتقار الكبير للحليب الاصطناعي، حسب "الأناضول".
وشكت أبو سمعان الأمر قائلة: "وضعت طفلي في مستشفى الحلو الدولي في ظروف صعبة جدّا، فلا يوجد لدي ملابس للطفل ولا حليب ولا يوجد طعام ولا شراب".
وتعاني أبو سمعان من عدم القدرة على إرضاع طفلها بشكل طبيعي، بسبب سوء التغذية، وتلجأ إلى تعويض ذلك بحليب الأطفال الصناعي (مكمل غذائي)، كما ورد بالتقرير.
وتتوحد مطالب الأم الفلسطينية مع بقية أبناء الشعب، بضرورة وقف إطلاق النار في غزة، وإغاثة السكان وتقديم الدعم والمساعدات الطبية والإنسانية للمستشفيات.
من جانبها، تقول الطبيبة المناوبة في المستشفى رجاء جهاد؛ إن هناك نقصا شديدا في المستلزمات الطبية.
وتابعت: "تأتي الأم الحامل وهي تعاني من سوء التغذية، ودون أي تحضيرات للولادة ودون احتياجات الرضيع، ولا يوجد معها أي وجبة غذائية لما بعد الولادة الطبيعية".
حول آثار ذلك، توضح: "تفتقد بعض الحوامل مثل أبو سمعان للمواد الغذائية التي تلزمها إضافة للماء، ونحن بدورنا نحاول قدر الإمكان توفيرها وحماية السيدة الحامل من أي خطر يهدد حياتها وحياة جنينها".
وأشارت الطبيبة إلى أن الطواقم الطبية في مستشفى حلو الدولي، تعاني من انقطاع التيار الكهربائي والعمل في الظلام الدامس ونقص مواد التعقيم والأدوية والمستلزمات الطبية والوقود اللازم لتشغيل المولدات الاحتياطية، وفق "الأناضول".
وأظهرت الطبيبة رجاء جهاد أن نقص المواد الغذائية يتسبب في تأثير سلبي على صحة الأم المرضعة، التي تحتاج إلى تغذية سليمة وملائمة لتسهيل عملية الرضاعة الطبيعية للطفل.
وأكد ثروت الحلو، رئيس مجلس إدارة مستشفى الحلو الدولي، أن المنظومة الصحية في غزة والشمال انهارت تماما بعد خروج معظم المشافي عن الخدمة، ووصف الأوضاع الراهنة بأنها كارثية.
وفي توضيح لجهود المستشفى، أشار الحلو إلى أنهم قدموا الخدمة الصحية، خاصة خدمات الولادة، مجانا خلال فترة الحرب بالتعاون مع وزارة الصحة.
كما استقبل المستشفى العديد من الحالات التي تعاني من التهابات شديدة ونقص في التغذية، وأجرى عمليات ولادة طبيعية وقيصرية وجراحية ما بعد الولادة.
وأكد أن المستشفى يقوم يوميا بتحاليل وفحوصات طبية لنحو 70 حالة، حيث تشير النتائج إلى أن جميع الأمهات يعانين من أنيميا حادة والتهابات شديدة غير مسبوقة.
وأشار إلى التحديات الكبيرة التي يواجهونها، بما في ذلك نقص الوقود والمستلزمات الطبية والإغاثية، إضافة إلى حالة المجاعة وأزمة العطش التي تعيشها غزة، مشددا على أهمية توفير غذاء كاف للأمهات والأطفال والكوادر الطبية.
وفي ختام كلامه، أضاف: "لم تصل إلينا أي مساعدات منذ بداية التوغل البري في غزة في نهاية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، نحن نعيش في مجاعة حقيقية"، مشيرا إلى عجز النساء عن إرضاع أطفالهن بسبب سوء التغذية، وعدم توفر كميات كافية من حليب الأطفال.
ولطالما حذرت منظمات أممية من خطورة سياسة التجويع والحصار في قطاع غزة، حيث دعت إلى تقديم العون والمساعدة والإغاثة لأطفال غزة وأمهاتهم، في ظل الكارثة الصحية الحقيقية التي يعيشها القطاع بفعل الحرب الإسرائيلية المدمرة والمستمرة.