web site counter

محذرًا من تعمّق المجاعة

الإعلام الحكومي يؤكد أنّ إنزال المساعدات جوًا ليست الطريقة المثلى

غزة - صفا

أكد المكتب الإعلامي الحكومي أنّ عمليات إنزال المساعدات جوًا ليست هي الوسيلة المثلى لتقديم المساعدات لأهالي قطاع غزة، مجددًا التحذير من تعمق المجاعة بشكل أكبر خاصة في محافظة شمال غزة ومحافظة غزة.

وقال المكتب الإعلامي، خلال مؤتمر صحفي في اليوم الـ150 من العدوان وفق متابعة وكالة "صفا": " نؤكد بأن الحل الجذري لإنهاء المجاعة يكون من خلال إدخال 1000 شاحنة من المساعدات بشكل يومي من خلال المعابر البرية وضمان وصولها إلى جميع المحافظات وخاصة محافظتي غزة والشمال، وغير ذلك من الحلول هي مجرد حلول ترقيعية وغير مجدية، بل وتشكل خطر الموت على حياة المواطنين بسبب نزولها في مناطق غير آمنة".

وأضاف " إننا نعلي صوتنا ونكرر تحذيرنا للمرة المائة نحذر من تعمّق المجاعة بشكل أكبر وخاصة في محافظة شمال غزة ومحافظة غزة، بعد نفاد الطحين والأرز ونفاد حبوب وأعلاف الحيوانات التي أُجبر المواطنون على أكلها".

وحمّل المكتب الإعلامي الحكومي الاحتلال الإسرائيلي وحلفاءه وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن وفاة أكثر من (700،000) مواطن في المحافظتين، نتيجة سياسة التجويع والضغط على المدنيين والأطفال والنساء، وانعدام الأمن الغذائي والمائي والدوائي.

وأشار إلى أنّ جيش الاحتلال يمنع إدخال المساعدات والمواد الغذائية والإمدادات التموينية ويطلق القذائف على شاحنات حاولت الوصول إلى شمالي القطاع، ويقتل عشرات المواطنين الذين كانوا يبحثون عن الغذاء والطعام لأطفالهم وعوائلهم.

ولفت إلى ارتكاب جيش الاحتلال الإسرائيلي عدة مجازر خلال الأيام الماضية بحق آلاف المواطنين الذين حاولوا الحصول على أكياس الطحين ومساعدات غذائية في ظل المجاعة، حيث ارتكب الاحتلال مجزرة الطحين وراح ضحيتها 116 شهيداً وأكثر من 700 إصابة.

كما ارتكب مجزرة شاحنة المساعدات التابعة لجمعية خيرية كويتية غرب دير البلح وراح ضحيتها 8 شهداء، وارتكب مجزرة دوار الكويت على شارع صلاح الدين والتي راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي إنّ الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 19 نوعاً من جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية المخالفة للقانون الدولي ضد المدنيين الفلسطينيين، كجرائم قائمة بحد ذاتها، والتي تشكل بذات الوقت أركان جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها خلال عدوانه على قطاع غزة منذ خمسة أشهر.

وشدّد المكتب الإعلامي على أنّ الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي ومجلس الأمن يتحملون المسؤولية الكاملة تجاه هذه التجاوزات الخطيرة بحق القانون الدولي واتفاقيات وبروتوكولات حقوق الإنسان العالمية، ويتحملون تبعات وارتدادات هذه الجرائم، التي يشكلون لها الغطاء والحماية خارج إطار القانون الدولي.

وفيما يتعلق بالقرارات الأممية حول تعليق تسليم المساعدات الغذائية في شمال غزة، شدد المكتب الإعلامي على أنّ هذه القرارات تعني الحكم بالإعدام والموت على 700،000 إنسان، ومضاعفة سياسة التجويع وتدهور الأوضاع الإنسانية.

وجدّد المكتب الإعلامي رفضه المطلق لمثل هذه القرارات التدميرية الكارثية والتي ستخلف مأساة عالمية.

وبيّن المكتب الإعلامي تعمّد الاحتلال الإسرائيلي وبشكل مقصود استهداف وتدمير القطاع الصحي بشكل كامل، حيث قام مؤخراً بتدمير مجمع ناصر الطبي ومستشفى الأمل بمحافظة خان يونس (جنوب قطاع غزة) واقتحامها بالدبابات والطائرات المُسيرة والجنود المدججين بالسلاح وإطلاق النار على الطواقم الطبية والنازحين وقتل العديد من المواطنين بداخلها وتحويلها إلى مقبرة جماعية وثكنة عسكرية؛ مؤكدًا أنّ هذا "يُعدُّ جريمة حرب واضحة ومكتملة الأركان وجريمة ضد القانون الدولي وجريمة ضد كل المعاهدات الدولية، وهو ما فعله بحق 32 مستشفى".

ولفت إلى 2 مليون نازح يعيشون في مئات مراكز النزوح والإيواء الحكومية وغير الحكومية في ظروف قاسية وصعبة ومأساوية لا يجدون الغذاء ولا الماء ولا الدواء.

وذكر استهداف الاحتلال وتدميره أكثر من 1000 مسجد ومدرسة وجامعة ومؤسسة تعليمية وكنيسة ومستشفى، فضلًا عن تدميره قرابة 200 موقع أثري وتراثي بهدف مسح التاريخ والجغرافية الفلسطينية التي هي أطول من عمر الاحتلال بقرون وعقود.

وحمّل المكتب الإعلامي الحكومي الإدارة الأمريكية كونها شريكًا أساسيًا مع الاحتلال في حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، ومجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي الذين فشلوا في وقف هذه الحرب، إضافة إلى الاحتلال الإسرائيلي المسئولية الكاملة تجاه حرب الإبادة وتجاه أفظع جرائم ومجازر ضد الإنسانية عرفها العصر الحديث، وتحميلهم كامل المسؤولية عن المجاعة وعن الوضع الإنساني والصحي الكارثي في قطاع غزة وخاصة في محافظة شمال غزة.

وطالب المكتب الإعلامي كل دول العالم الحر ونطالب كل المنظمات الدولية وكل الدول العربية والإسلامية بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل وقف حرب الإبادة الجماعية التي يشنها ضد المدنيين والأطفال والنساء في قطاع غزة، وملاحقته في كل المحاكم الدولية في إطار إدانته أمام العالم كله على جرائمه الفظيعة.

وطالب جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بالعمل الجاد من أجل فتح معبر رفح بشكل دائم وفوري، ليكون ممراً إنسانياً مفتوحاً على مدار الساعة وبلا قيود، لإدخال مئات آلاف الأطنان من المساعدات المتكدّسة على الجانب الآخر من معبر رفح لمواجهة المجاعة في غزة، ولتحويل 11،000 جريح للعلاج في الخارج، ولإدخال الوقود لإعادة تشغيل المرافق الحيوية في قطاع غزة.

ونادى كل المنظمات الإنسانية والأممية بالعودة للعمل في محافظتي غزة والشمال وإيصال المساعدات والطحين والإمدادات الغذائية والتموينية إلى جميع المواطنين في هاتين المحافظتين وتعزيز الإمدادات الغذائية والتموينية لجميع المواطنين، في ظل وجود 2 مليون نازح بحاجة إلى الغذاء.

وناشد مجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية وكل دول العالم الحر إلى التداعي الفوري والعاجل من أجل وضع حلٍ للكارثة الإنسانية المتعلقة بإعمار قطاع غزة، إذ دمّر الاحتلال أكثر من (360،000) وحدة سكنية، بات أصحابها في الشوارع بلا أي مأوى، حيث فقدت أكثر من ثلث مليون أسرة بيوتهم ومنازلهم ووحداتهم السكنية.

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام