حَملّت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الإدارة الأمريكية وشركاءها وهيئة الأمم المتحدة المسؤولية عن المجزرة البشعة الجديدة التي ارتكبها الاحتلال في "صناعة الوكالة" بخان يونس، مؤكدةً أن هذه المنظومة الدولية وفرت الحماية للكيان لمواصلة حرب إبادته بحق الشعب الفلسطيني في القطاع.
واعتبرت الجبهة أن الأمم المتحدة لم تقم بخطوات جدية ضاغطة لفرض الحماية على مقراتها في قطاع غزة، أو القيام بمسؤولياتها كاملة تجاه الوضع الإنساني والكارثي غير المسبوق في قطاع غزة، وتبقى جهودها منقوصة طالما أنها تركت مقراتها منذ اليوم الأول للعدوان في محافظتي الشمال وغزة، وبقيت عاجزة عن العمل أو إيصال المساعدات إلى مناطق واسعة في القطاع؛ مما سهل على الاحتلال استهداف مقرات الأمم المتحدة من مدارس ومشافي وعيادات ومخازن وقصفها بدمٍ بارد، وارتكاب عشرات المجازر التي أدت إلى ارتقاء عدد كبير من الشهداء، واعتقال العشرات منهم.
وأضافت الجبهة أن الإدارة الأمريكية الشريكة للاحتلال في عدوانه على القطاع تواصل التغطية على جرائمه، في الوقت الذي لم تُمارس فيه الأمم المتحدة الضغوط الكافية واللازمة لوقف حرب الإبادة، أو حتى على الأقل إدخال المساعدات إلى مناطق شمال قطاع غزة الذي يئن منذ عدة أسابيع من الجوع والمرض، في ظل منع الاحتلال دخول المساعدات والأدوية، ونقص حاد في المياه والدقيق والدواء وكل مقومات الحياة، لدرجة أن أجبر شعبنا في شمال القطاع إلى طحن "أعلاف الحيوانات" كخبز في ظل شح الدقيق.
ودعت الجبهة مؤسسات الأمم المتحدة إلى ترك سياسة العجز والاستهتار في ظل كارثية المشهد في القطاع، والضغط بكل الوسائل من أجل فرض إدخال كل المساعدات من دقيق وغذاء ودواء وماء إلى أهلنا في شمال قطاع غزة وجميع المناطق المحاصرة أو المكتظة بالنازحين قبل حدوث كارثة إنسانية كبيرة ومجاعة حقيقية وانتشار الأوبئة والأمراض المعدية، واتخاذ قرار بفتح كل مقارها ومكاتبها في جميع أنحاء القطاع تكفيراً عن أخطائها السابقة، لضمان قيامها بكامل مسؤولياتها.
وختمت الجبهة بيانها مؤكدة أن هذه الجرائم والمجازر المستمرة بحق المدنيين العزل ستظل لعنة تُطارد الاحتلال والإدارة الأمريكية والمنظومة الغربية والأممية التي أبت إلا أن تكون شريكة ومتواطئة وعاجزة عن وقف حرب الإبادة بحق شعب بأكمله.
وارتقى ظهر أمس الأربعاء عددًا من الشهداء وأصيب العشرات بعد اشتعال النيران في مبنى الصناعة التابع للأونروا إثر قصفه من الاحتلال بخانيونس.