web site counter

مثقفون من حول العالم يدعون لمقاطعة ألمانيا بتهمة قمعها الصوت الفلسطيني

صفا

وقّع مئات المثقفين والفنانين من حول العالم، من بينهم الكاتبة الفرنسية الفائزة بجائزة نوبل للآداب في 2022 آني إرنو، عريضة تدعو لمقاطعة المؤسّسات الثقافية الألمانية بتهمة قمعها صوت الفلسطينيين، في أعقاب الحرب التي تشنها "إسرائيل" على غزة منذ أكثر من 100 يوم.

وأكّدت دار "سوهركامب" الألمانية التي تنشر كتب إرنو أن الأديبة الفرنسية وقّعت على هذه العريضة. لكن الدار أوضحت أن الكاتبة قالت إن "نشر نصوصها وعرضها ليسا معنيين" بدعوة المقاطعة هذه.

وأكّد المنظمون أن العريضة جمعت أكثر من 1000 توقيع.

وكانت لانا باستاسيتش، الروائية البوسنية والصربية الحائزة على العديد من الجوائز، أعلنت -الاثنين الماضي- على موقع إنستغرام إنهاء عقدها مع ناشرها الألماني، وورد اسم باستاسيتش على قائمة الموقّعين على العريضة.

وتعرّف الحملة نفسها على موقعها الإلكتروني بأنها "مقاطعة للعنصرية المناهضة للفلسطينيين، وللرقابة بأشكالها الرسمية الأكثر تقدما".

وتقول الحملة إنه "في الوقت الذي يُقضى فيه على غزة، تقع على عاتق الفنانين والعاملين في مجال الثقافة مسؤولية النضال من أجل التضامن الدولي، والحق في التحدث علنا ضد المذبحة المستمرة".

وفي ألمانيا التي أظهر قادتها دعما ثابتا "لإسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، أُلغي العديد من الفعاليات الثقافية بسبب تباينات في وجهات النظر، ويرى نقاد أن هناك قمعا للحريات الفنية والثقافية.

إلغاء فعاليات

وأحصت الجزيرة نت إلغاء 10 فعاليات على الأقل خلال الأسابيع الأولى فقط للحرب حتى مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي. منها إلغاء متحف في إيسن (غرب البلاد) عرضا فنيا لأنيس دوبلان، وهو فنان من دولة هاييتي؛ بسبب مواقفه الداعمة لفلسطين. وكذلك فعل معرض في مدينة ساربروكن (غرب) مع الفنانة اليهودية الجنوب أفريقية كانديس بريتس، التي انتقدت "إسرائيل" بقوة مؤخرا.

كما استقال فريق معرض "دوكومنتا" للفن الألماني المعاصر، بشكل جماعي، للضغوط الكبيرة التي تعرض لها، خاصة إثر جدل توقيع أحد أعضائه على عريضة لمقاطعة "إسرائيل". وأشارت رسالة الاستقالة إلى استحالة "تنظيم عرض فني يسمح بوجهات نظر، وتصورات وخطابات متنوعة".

ووصل الأمر إلى عالم الأدب؛ كإلغاء حفل تتويج رواية الفلسطينية عدنية شبلي "تفصيل صغير" في معرض فرانكفورت، لمجرد أن الرواية تتحدث عن النكبة. كما قررت الكاتبة الألمانية البريطانية شارون دودوا أوتو، التنازل عن جائزة أدبية كانت ستحصل عليها في مدينة بوخوم هذا الشهر، بعد إعلان بلدية المدينة التحقيق في توقيع الكاتبة لنداء لمقاطعة "إسرائيل" في 2015.

كما ألغت 3 مدن ألمانية فعالية "بيناليه" للتصوير الفوتوغرافي المعاصر، وهي التي كانت ستستقبل أعمال 3 مصورين من بنغلاديش. وقالت إدارة الفعالية إن أحد المصورين، وهو شاهيدول علام، قد "نشر منشورات معادية للسامية"، كما رفض حذف تعليقات "عنصرية" وهو ما لا يمكن قبوله "نظرا للمسؤولية التاريخية لألمانيا تجاه إسرائيل"، وفق تعبيرها.

علام، الذي اختارته مجلة التايم واحدا من شخصيات في 2018، هو ناشط داعم لفلسطين، أكد أنه معادٍ للصهيونية ولكن ليس للسامية. كما تضامن معه المصوران الآخران ورفضا الحضور إلى الفعالية، كما حكم بإلغائها.

ويعود جزء كبير من قرارات الإلغاء إلى مواقف تدعم حركة مقاطعة "إسرائيل"، المصنفة معادية للسامية في ألمانيا منذ 2019 بقرار من البرلمان الألماني، وهو القرار الذي يدعو الولايات والبلديات الألمانية إلى الامتناع عن دعم فعاليات تنظمها هذه الحركة.

لكن القرار لا يزال يثير جدلا، وفي الوقت الذي قضت فيه المحكمة الإدارية في برلين أنه لا ينتهك القانون، فقد أصدرت 7 محاكم على الأقل قرارات لصالح ناشطين على علاقة بالحركة لتنظيم فعالياتهم في وجه منع السلطات، حسب بيان للمركز الأوروبي للدعم القانوني.

وحاولت بلدية ميونخ منع محاضرة للمؤرخ الإسرائيلي إيلان بابي حول مستقبل الصراع الفلسطيني "الإسرائيلي"، غير أن المنظمين من جمعية "سلام شالوم" اتجهوا للقضاء، واستطاعوا الحصول على حكم لصالحهم، وانعقدت المحاضرة أخيرا.

وفي وجه هذا المنع المتكرر، أكدت لونا سبو، مديرة مركز عيون الثقافي، ضرورة أن يعمل المتضررون على إعادة تنظيم أنفسهم حتى يستمروا في ظل "مشهد ثقافي عدائي". مضيفة أنه يجب -أكثر من أي وقت مضى- "أن نقف معا لمحاربة الادعاءات الكاذبة، والسعي نحو التنوع الثقافي وحرية التعبير".

المصدر : الجزيرة

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام