أكدّ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنيّة أنّ "العدو نزل عند شروط المقاومة وإرادة شعبنا الأبي، مما أدى إلى التوصل لاتفاق الهدنة وتبادل الأسرى الجزئي والذي دخل حيز التنفيذ الساعة السابعة صباح اليوم الجمعة وسيستمر لأربعة أيام".
وقال هنيّة خلال مؤتمر صحفي ظهر الجمعة, " لقد راهن العدو على استعادة المحتجزين والأسرى لدى القسام والمقاومة في غزة عبر فوهة البنادق والقتل والإبادة الجماعية، ، وأعلن بأنه لن يقبل بوقف إطلاق النار"،
وأشارهنيّة الى رفض حكومة الاحتلال تطبيق قرار مجلس الأمن الذي كان ينص على الهدن الإنسانيّة, بيد أنّه وبعد قرابة خمسين يوماً من جرائمه ووحشيته قابلها صمود أسطوري لشعب غزة ومقاومته الباسلة "أجبرته على الرضوخ والموافقة على اتفاق الهدنة وتبادل الأسرى الجزئي".
وبيّن هنيّة خوض حماس مفاوضات صعبة وشاقة تحت رعاية مصرية وقطرية وبالتشاور مع فصائل المقاومة في سعي لحماية الشعب الفلسطيني وتحقيق احتياجاته في مواجهة سياسة التجويع والحصار والخنق.
وأضاف " لقد أدرنا هذه المفاوضات بمسؤولية عالية، وبتوازن دقيق جمع بين الحرص على التخفيف عن شعبنا ووقف آلة القتل والمجازر الوحشية، وبين ألا نسمح للعدو بفرض أجندته أو الهروب من استحقاقات هذه الهدنة، بل فَرض رؤيتنا وأولوياتنا".
وأكدّ على التزام الحركة بتنفيذ الإتفاق وإنجاحه ما دام العدو ملتزماً بتنفيذه, مُرحبّاً باستمرار المساعي والجهود لإنهاء العدوان الصهيوني مقروناً برفع شامل للحصار عن غزة وتبادل الأسرى إضافة الى وقف الاعتداء على المسجد الأقصى وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة كافة حقوقه الوطنيّة المشروعة في إقامة دولته الفلسطينيّة المستقلّة وعاصمتها القدس.
ولفت هنيّة إلى الجهود الدبلوماسيّة الحثيثة التي بذلتها كل من مصر وقطر على مدار الفترة السابقة إلى أن تم التوصل إلى هذا الاتفاق, معبراً عن شكره الجزيل للدولتين ومؤكداً على استمرار العمل معهما لتحقيق الوقف الشامل للعدوان على غزة وإغاثتها العاجلة بكل حاجاتها المعيشية والطبية.
وأكدّ على "حماية شعبنا في القدس والضفة، مع أهمية استمرار الجهود العربية والإسلامية والدول الصديقة وفي مقدمتها روسيا والصين لتمكين شعبنا من إنجاز تطلاعاته في الحرية والعودة والاستقلال وضمان عدم تهرب الاحتلال من استحقاقات هذه المعركة".
وأضاف "إنّ الإفراج بموجب اتفاق الهدنة عن الأسيرات والأطفال من سجون العدو هو أول الغيث، وأول الغيث قَطرٌ ثم ينهمر".
وشدّد رئيس المكتب السياسي على أنّ حركة حماس لن تغادر مواقعها ولن تتخلّى عن مسؤولياتها قبل المعركة وأثنائها وبعدها, مؤكداً على "تمسكنا بوحدة الأرض والشعب والمصير".
وأشاد هنيّة بالموقف العربي والإسلامي بخصوص رفض أي تدخل بمصير القطاع بعد إنهاء العدوان، ورفض التهجير وخاصة من دولتي مصر والأردن والذي كان واضحاً وحاسماً.
وأوضح أنّ الشعب الفلسطيني يخوض معركة التحرّر الوطني عبر جبهة متراصّة في كافة أماكن تواجده, مشيداً بالبطولات التي يسطرها أبناء الشعب الفلسطيني ومقاومته في الضفة التي تواجه قطعان المستوطنين وجيش الاحتلال.
وتوجّه بالتحيّة إلى " نحيي أهلنا في غزة الذين شكلوا بصمودهم ومقاومتهم العنصر المركزي والمحوري في تحقيق هذا التراجع في موقف العدو وحلفائه".
كما توجّه بالتحية إلى "شعبنا في الداخل والخارج، وجماهير أمتنا العربية والإسلامية، والأحرار في كلّ عواصم ومدن العالم", مشيداً ومقدراً مواصلة حراكهم وتضامنهم المشرّفة التي تنتصر لغزَّة ومقاومتها.
ودعا إلى مواصلة هذا الحراك وتصعيده بكل الوسائل وفي كل الساحات والميادين.
وتوجّه بالتحيّة إلى المقاومة الإسلامية في لبنان "الذين يواجهون على طول جبهة الجليل الفلسطيني المحتل وقدموا في ذلك عشرات الشهداء والذين كان آخرهم الشهيد القسامي البطل خليل حامد الخراز"
وحيّا هنيّة " الإخوة في اليمن الشقيق الذين عبروا بقوة واقتدار عن غضبهم تجاه العدو الصهيوني وعن تضامنهم مع أشقائهم في غزة وفلسطين على طريقتهم الخاصة".
وشكر المقاومة العراقيّة التي تشارك في هذه المعركة برجولة وشهامة.
وختم بتحيّة إجلال وإكبار لعوائل الشهداء والجرحى والأسرى الذين سطّروا أروع دروس التضحية والصبر وإلى أبطال القسّام وفصائل المقاومة وعلى رأسهم قائد الأركان محمد الضيف وإلى قيادة غزة يحيى السنوار وكل الثابتين الراسخين على درب المقاومة والتحرير.