ما هي القنابل الفوسفورية التي يستخدمها الاحتلال في عدوانه على غزة؟ وكيف تعمل؟ وما هي الإسعافات الأولية للتعامل مع الفوسفور الأبيض؟ وما هي النصائح للحماية من القصف الجوي عموما؟
ما هو الفوسفور الأبيض؟
الفوسفور الأبيض -ويعرف أيضا باسم "ذخيرة الفسفور الأبيض" (white phosphorus munitions)- هي "مادة كيميائية يتم نشرها بواسطة قذائف المدفعية والقنابل والصواريخ وقذائف الهاون، وتُستخدم بالأساس في التمويه على العمليات العسكرية البرية. ولدى إطلاق هذه المادة وعند الارتطام بالأرض أو لدى انفجارها جوا؛ تبعث دخانا أبيض كثيفا يستخدمه العسكريون في إخفاء تحركات القوات"، وذلك وفقا لتقرير مطول صدر عن منظمة "هيومان رايتس وتش" (Human Rights Watch) في 2009، ووثق وقتها استعمال هذه الذخيرة بالحرب الإسرائيلية على غزة من 27 ديسمبر/كانون الأول 2008، حتى 18 يناير/كانون الثاني 2009، وكانت باسم عملية "الرصاص المصبوب".
وأضاف التقرير أن دخان الفوسفور الأبيض يقاطع نظم تتبع الأسلحة المستعينة بالأشعة تحت الحمراء، ومن ثم فهو يحمي القوات العسكرية من الأسلحة الموجهة مثل الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات. واستخدامه في المناطق المفتوحة مسموح به بموجب القانون الدولي، لكن الفوسفور الأبيض المتفجر جوا فوق مناطق مأهولة هو غير قانوني بما أنه يعرض المدنيين لمخاطر لا ضرورة لها، وانتشار شظاياه المحترقة على مجال واسع يمكن أن يرقى لكونه هجوما عشوائيا بلا تمييز.
وقال التقرير إنه طبقا لتقرير طبي تم إعداده أثناء أعمال القتال من قبل وزارة الصحة فإن "الفوسفور الأبيض قد يسبب الإصابة أو الوفاة حين يلامس الجلد، أو لدى استنشاقه أو ابتلاعه". وورد في التقرير أن الحروق التي تلحق بأقل من 10% من الجسم قد تكون قاتلة؛ إذ قد تصيب الكبد أو الكليتين أو القلب بالأضرار.
وقال التقرير إنه في غزة (في عملية "الرصاص المصبوب 2008-2009) كان أغلب استخدام الجيش الإسرائيلي للفوسفور الأبيض، على هيئة الفوسفور المتفجر جوا من قذائف المدفعية عيار 155 ملم. وكل قذيفة تنفجر جوا تنشر 116 شظية فوسفور أبيض محترقة تنتشر على مساحة تمتد مسافة 125 مترا من نقطة الانفجار، بناء على ظروف الهجوم وزاويته.
ما الإسعافات الأولية عند التعرض للفوسفور الأبيض؟
وفقا لـ"المراكز الأميركية للتحكم بالأمراض والوقاية" (Centers for Disease Control and Prevention) فإن العلاج الأولي داعم في المقام الأول. وفي حالات تعرض الجلد أو العين يشمل ذلك الإزالة الفورية لجزيئات الفوسفور الأبيض المحترقة من عيون أو جلد المريض/الضحية. وفي حالة تلوث الجلد أو العينين بالفوسفور الأبيض، قم بتغطيتها بقطعة قماش مبللة باردة لتجنب إعادة الاشتعال.
ولا يوجد "ترياق" (antidote) لسمّية الفوسفور الأبيض.
بعض نصائح الإسعافات الأولية للتعامل مع الفوسفور الأبيض.
الإسعافات عند تعرض العين للفوسفور الأبيض:
- أخرج الضحية على الفور من مصدر التعرض.
- اغسل العيون على الفور بكميات كبيرة من الماء البارد لمدة 15 دقيقة على الأقل.
- حافظ على العيون المكشوفة مغطاة بكمادات مبللة لمنع جزيئات الفوسفور الأبيض من "الاشتعال مرة أخرى" (re-igniting).
- تجنب استخدام المراهم الدهنية أو الزيتية التي قد تزيد من امتصاص الفوسفور الأبيض.
- ضع في اعتبارك وضع "حماية للعين" (eye cage)؛ لمنع الضغط المباشر على مقلة العين.
- اطلب العناية الطبية على الفور.
الإسعافات عند استنشاق الفوسفور الأبيض:
- أخرج الضحية على الفور من مصدر التعرض.
- تقييم وظيفة الجهاز التنفسي والنبض.
- تأكد من أن الضحية لديه مجرى هوائي غير مسدود.
- إذا حدث ضيق في التنفس أو كان التنفس صعبا (ضيق التنفس)، قم بإعطاء الأكسجين.
- إذا توقف التنفس (انقطاع النفس)، قم بتوفير التنفس الاصطناعي.
- راقب المريض/الضحية بحثا عن علامات على تأثيرات الجسم بالكامل (الجهازية) وقم بإدارة علاج الأعراض حسب الضرورة.
- اطلب العناية الطبية على الفور.
الإسعافات عند تعرض الجلد للفوسفور الأبيض:
- أخرج الضحية على الفور من مصدر التعرض.
- اغمر مناطق الجلد المصاب بالماء البارد أو قم بتغطيتها بضمادات مبللة في جميع الأوقات.
- الغسل القوي بالماء البارد هو أفضل طريقة لإزالة الفوسفور الأبيض الموجود في الجلد.
- قم بإزالة الجزيئات المرئية من الفوسفور الأبيض أثناء الغسيل بكميات كبيرة من الماء البارد أو أثناء غمر المنطقة بالماء البارد.
- يعد استخدام الماء البارد أمرا بالغ الأهمية، ولكن يجب أيضا توخي الحذر لحماية الضحية من انخفاض درجة حرارة الجسم.
- تجنب استخدام المراهم الدهنية أو الزيتية التي قد تزيد من امتصاص الفوسفور الأبيض.
- راقب الضحية بحثا عن علامات على آثار (جهازية) على الجسم بالكامل.
- اطلب العناية الطبية على الفور.
كيف تحمي نفسك من الهجمات الجوية؟
يقدم منشور من منظمة الصحة العالميةالنصائح التالية للحماية من الهجمات الجوية:
- اتخذ ملجأ: هناك عدد قليل من الأماكن التي يجب أن تبحث فيها عن مأوى؛ تحت الأرض أو الأقبية أو نفق، ويفضل البقاء بالقرب من الجدران التي بدون نوافذ أو زجاج، لكن لا تتكأ عليها.
- تجنب ملامسة جدار صلب، لأنك قد تتعرض لصدمة.
- إذا كنت بالخارج، توجه إلى أقرب مبنى.
- إذا لم تتمكن من العثور على ملجأ تحت الأرض، فاحتمِ في الجزء السفلي من المبنى.
- ابتعد عن النوافذ.
- قم بتغطية النوافذ بأغطية بلاستيكية واقية وشريط إذا كان ذلك ممكنا (لمنع الزجاج من التطاير).
- إذا كنت في العراء، وإذا لم تكن هناك مبان يمكن الوصول إليها على الفور، فابحث عن أخفض مساحة من الأرض -على سبيل المثال خندق- واذهب إليها، وابق منخفضا. وبينما تتطاير الشظايا من قنبلة متفجرة إلى أعلى، تعدُّ المنطقة الأكثر أمانا هي أدنى مستوى من الأرض. استلق على وجهك وضع رأسك بين ذراعيك.
إجراءات الحماية الأخرى
- قم بتغطية الجلد المكشوف بأي مادة غير قابلة للاشتعال أثناء القصف، إن أمكن. إذا لم تكن هذه المواد متوفرة، حتى المعطف أو السترة أو الصحيفة قد تكون قادرة على حماية جلدك من حروق خطيرة.
- أغمض عينيك، فهذا يمنع الحطام من الدخول إليهما.
- حافظ على فمك مفتوحا قليلا لحماية الرئتين من الإصابة من الانفجار.
توصيات عامة
- حدد أكثر الغرف أمانا في منزلك، فعلى سبيل المثال إذا لم يكن هناك قبو فغالبا ما تكون الحمامات هي أكثر حماية ولها نوافذ قليلة.
- تأكد من وجود أغطية بلاستيكية وشريط لاصق جاهز لوضعه على نوافذك، سيساعد ذلك على حمايتها من التحطم بسبب تأثير الانفجار.
- اعمل مأوى مخصصا باستخدام منضدة ومراتب وكتب.
- استلقِ على الأرض مع وضع يديك فوق رأسك وفمك مفتوحا قليلا.
- تأكد من توفير مياه الشرب (مثل ملء حوض الاستحمام بالماء) والطعام وإيقاف تشغيل الكهرباء والغاز.
- لا تفعل التالي عند التعرض لغارة
- لا تنظر إلى الغارة الجوية.
- لا تخرج من ملجأك وتلتقط صورا للغارة الجوية.
- لا تتخذ مأوى بالقرب من النوافذ.
- لا تتكئ على الحائط.
- التجمع في مجموعات كبيرة، وخاصة في العراء.
المصدر: الجزيرة