أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أن المقاومة ما زالت تتحكم في إيقاع هذه المعركة رغم وحشية المحتل وجرائمه وقتله العشوائي والقصف المتعمد للبيوت.
وقال، في كلمة مصورة، إن: "المقاومة بدأت ضربتها الاستراتيجية المدوية وما زال العالم بأسره يتابع هذا الصمود الأسطوري الذي يسجله أبناء شعبنا في غزة الصامدة الأبية وتسجيلات المقاومة وهي تدير هذه المعركة باقتدار".
وأشار هنية إلى أن الجرائم التي يتابعها العالم تسجل من جديد طبيعة هذا العدو النازي الوحش الفاشي القاتل حيث أن الكثير من الشهداء؛ بل المئات هم من الأطفال والنساء والشيوخ.
ولفت هنية إلى أن هذا العدوان يمتد إلى الضفة حيث ارتكب الاحتلال اليوم مجزرة في مخيم نور شمس ثم في جنوب لبنان حيث ارتقى الشهداء من الإخوة اللبنانيين ومن أبناء الشعب الفلسطيني بغية كسر إرادة الشعب والمقاومة.
وتابع: "نتابع التحركات السياسية الأمريكية وبعض المسؤولين الأوروبيين وزيارتهم لدولة الكيان الصهيوني بهدف استمرار تقديم الدعم النفسي والمعنوي لهذا الجيش الجبان ولهذا المجتمع المنهار بعد الضربة الاستراتيجية التي سددتها كتائب القسام مع بداية طوفان الأقصى".
وشدد هنية في كلمته على أن الإدارة الأمريكية فشلت فشلا ذريعا أولاً في توفير الدعم الدولي والإقليمي للعدوان على غزة وثانياً في تطويع الموقف العربي الرسمي لقبول التهجير.
وذكر أن الموقف العربي والإسلامي في كل الاجتماعات التي جرت خلال الأيام الماضية سواء كانت اجتماعات مجلس التعاون الخليجي أو في منظمة التعاون الإسلامي أو الجامعة العربية أو اللقاءات الثنائية التي تجري بين المسؤولين في المنطقة يرفض خطة التهجير الإسرائيلية المغطاة من أمريكا رغم الضغوطات ورغم الإغراءات.
وأضاف:" "هذا الموقف العربي مستند إلى موقفنا كشعب الفلسطيني المتمسك بأرضه ووطنه، لا للتهجير ولا للوطن البديل".
وأشاد هنية بهذا الموقف العربي والإسلامي وخاصة مصر وقال أن الحديث عن ترحيل أهل غزة إلى مصر اليوم، ولاحقا ترحيل أهل الضفة إلى الأردن.
ودعا هنية إلى إسناد هذا الموقف واحتضانه والثبات عليه خاصة بعد انكسار هذه الموجة المتعلقة بخطة التهجير الخبيثة.
وتابع: "فشلت الولايات المتحدة الأمريكية في تحييد ساحات وجبهات ونرى أن هناك تسخينا وتصعيداً متواصلاً على حدود شمال فلسطين وهذا يؤكد على أن استمرار العدوان واستباحة دماء شعبنا في غزة الصامدة سوف يفجر كل المعادلات والخطط سواء على الصعيد الفلسطيني أو على الصعيد الإقليمي".
وجدد هنية تحذيره من أن هذه المعركة يمكن أن تتحول إلى معركة إقليمية إذا استمر هذا العدوان والوحشية والقتل والتدمير واستباحة الدماء ضد أهلنا في غزة.
وتحدث أيضًا عن فشل الولايات المتحدة الأمريكية في الاستمرار في تمرير الروايات الإسرائيلية والكذب والتضليل والخداع حيث لم تعد كل هذه السردية الإسرائيلية والامريكية تنطلي على أحد في كل دول العالم وأحرار العالم.
وأوضح أن "هذا الانتصار العسكري المدوي الذي حُسم من الساعات الأولى للمعركة ومستمر بأداء هذه المقاومة الباسلة العظيمة يتبعه الآن بداية الانتصار والاستثمار السياسي لشعبنا وقضيتنا بإذن الله سبحانه وتعالى".
وأكد هنية أنه تلقى خلال الأيام الماضية العديد من الاتصالات والتقى وقيادة الحركة مع العديد من المسؤولين عربياً واسلامياً ودولياً وجرى حديث موسع وحوارات معمقة حول هذه المعركة وأسبابها ودوافعها ومقدماتها وأيضاً أهدافها.
وقال: "أكدنا للجميع أن الحل يكمن في رحيل الاحتلال وفي أن يتمتع شعبنا الفلسطيني بحريته في وطنه وفي دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس".
وذكر هنية أن الحركة طالبت الجميع بضرورة رفع الغطاء عن هذا العدوان الغاشم وتقديم هؤلاء القتلة من قادة المحتل إلى المحاكم الدولية ليحاسبوا على هذه الجرائم التي ارتكبوها وعلى التاريخ الأسود الذي ارتكبوا فيه أفظع المجازر على امتداد عقود هذا الصراع ضد شعبنا في الداخل وفي الخارج.
كما طالبت أيضًا بضرورة الإسراع في توصيل المساعدات إلى أهلنا في قطاع غزة؛ مؤكدًا أن غزة اليوم في كارثة إنسانية بسبب الوحشية النازية الصهيونية.
وجددت حماس مطالبتها بعدم الاستماع إلى السردية الإسرائيلية الممزوجة بالأكاذيب والخداع والتضليل الذي يمر عبر الإدارة الأمريكية وبعض وسائل الإعلام.
وأضاف: "وأكدنا أن حركة حماس والمقاومة الفلسطينية وهذا الشعب الفلسطيني فيه من الإنسانية ومن الأخلاق ومن القيم ما يتفوق ألف ألف مرة على هذا المحتلة البغيض النازي الذي يمارس القتل المتعمد وبهذه الطريقة".
وأشار هنية إلى أن الأيام ستثبت لكل من تكلم كع الحركة بشأن المدنيين أو الأجانب أو الجنسيات المتواجدين في غزة في الظرف المناسب أخلاق وقيم إنسانية هذه الحركة وهذا الشعب الفلسطيني الأبي الصامد.
وجدد هنية دعوته لجماهير شعبنا وجماهير أمتنا العربية والإسلامية إلى النفير العام غدا الجمعة تحت عنوان لوقف العدوان على غزة ولا للتهجير أو الوطن البديل مؤكدًا أن العمل البطولي الإبداعي الذي تقوم به المقاومة وجرائم الاحتلال الدموية والقتل الذي فاق الحدود يجب أن يقابل بتحركات شعبية جماهيرية تفكر خارج الصندوق.
وتابع: "يجب أن نتحرك بقوة وبجرأة وبشجاعة وأن نفرض المعادلات، لا يجوز أن نترك هذا العدو يستبيح القدس والأقصى أو أن يستبيح دماء شعبنا وأهلنا في غزة كما في الضفة لا يجوز أن نستمر في الرتابة مع أنني أشيد بهذه الحركة الشعبية الجماهيرية التي خرجت على مدار الأيام والليالي الماضية وصدحت بأعلى صوتها أمام هذا الطغيان وأمام هذه العنجهية أن غزة ليست وحدها والشعب الفلسطيني ليس وحيدا.
وختم: "ازحفوا نحو الحدود فكروا خارج الصندوق وافرض المعادلات وتجاوزوا قانون المرحلة لنبني وإياكم عصمة الدم الفلسطيني والعربي والإسلامي وليقف هذا المحتل الجبان عن جرائمه وعن فضائعه، منتصرون بإذن الله هذا وعد الله والله لا يخلف وعده "وكان حقا علينا نصر المؤمنين".