اعتبر محللون سياسيون أن معركة كتائب القسام والمقاومة من خلفها التي أطلقت عليها اسم (طوفان الأقصى) ستشكل نقطة تحوِّل في تاريخ الصراع مع الاحتلال، وشكلت صدمة كبيرة للاحتلال بقيادته السياسية والعسكرية، وهي بحاجة لفترة طويلة للاستفاقة منها.
وقال المحاضر بقسم العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية أيمن يوسف: "إن تاريخ 6 أكتوبر عام 2023 هو نقطة تحولٍ هامةٍ جداً واختراق كبير للمقاومة الفلسطينية على صعيد المواجهة مع دولة الاحتلال، وله الكثير من الدلالات والمضامين والتداعيات السياسية والاستراتيجية والعسكرية".
وفي قراءته للمعركة رأى أيمن يوسف في حديثه لوكالة صفا :" أن إسرائيل هزمت شر هزيمة في هذه الموقعة، وهي الجولة الأولى التي جاءت لصالح المقاومة بامتياز، من حيث التكتيك والاختراق وعدد القتلى، بل وحتى استباحت خلالها المقاومة الأراضي التي كانت تسيطر عليها إسرائيل".
وقال المحاضر في العلوم السياسية أيمن يوسف: "إن الاحتلال مني بفشلٍ استخباري، لأنه لم يتوقع هذه العملية بدايةً، وكان كل تركيزه على الأنفاق وعلى البر، فجاءت العملية من الجو ومن البحر".
وتحدث أيمن يوسف عن المزيد من جوانب فشل الاحتلال وقال: كان الفشل من ناحية غيابِ التنسيق ما بين أجهزة الأمن المختلفة عند دولة الاحتلال، خاصة الجيش والمخابرات والاستخبارات والشرطة والجبهة الداخلية" ودلل الدكتور يوسف على قوله: "بالعدد الكبير من القتلى الذين سقطوا برصاص المقاومة علاوة على من أسروا".
في حين رأى المختص بالشأن العبري عماد أبو عواد: "أن هذه الضربة هي أقوى ضربة يتلقاها الاحتلال منذ نشأته في الأراضي الفلسطينية".
وأضاف عماد عواد في حديثه لوكالة صفا : "إن هذه المعركة شكلت صدمة عانت منها إسرائيل و ستعاني منها لفترة طويلة".
وقال عماد عواد : "إن أبجديات المقاومة الفلسطينية اليوم، تؤمن بقدراتها، وتؤمن أنه بإمكانها بشكل أو بآخر أن تؤدي حالة حربية، بالإمكان من خلالها الانتصار على هذا الاحتلال، وبالتالي اليوم نحن نتحدث عن صدمة لإسرائيل ضربة موجعة".
وعن تقييمه لمجريات المعركة وصف المختص بالشأن العربي عماد عواد المعركة بأنها: "ستكون الأكثر مفصلية في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
مضيفاً: "في المقابل سيكون هناك إعداد واستعداد لما هو قادم من قبل المقاومة الفلسطينية لتبني من خلاله على ما حققته من نقاط قوة وانتصار".
وعن أسباب المعركة أكد المحاضر بالجامعة الأمريكية في جنين أيمن يوسف: "أنها جاءت رداً على أصولية هذه الحكومة الإسرائيلية وعنتريتها و عنجهيتها بالبعد التوراتي فيها".
ورأى يوسف :" أن المعركة أثبتت أن حكومة الاحتلال المتطرفة بائسةٌ بامتياز، وفاشلة على الصعيد الداخلي، وعلى الصعيد الخارجي، وحتى على الصعيد العسكري".
ورأى المحاضر الجامعي أيمن يوسف: "أن العملية خلقت معركة جديدة وعنواناً جديداً ليس فقط لتوازن الرعب وتوازن الردع، وإنما أيضاً لتعميق الجرأة الميدانية للمقاتل الفلسطيني، وللتوغل على هذه الدولة التي قتلت المئات و الآلاف من الفلسطينيين في آخر عامين أو ثلاثة".
وأضاف المحلل السياسي أيمن يوسف: " أن العملية أعادت الاعتبار لمفاهيم جديدة، يمكن أن تدرّس مستقبلاً في الأكاديميات الاستراتيجية والعسكرية".
وعن تحليله لما هو قادم في المعركة، قال أيمن يوسف المحاضر الجامعي بالعلوم السياسية: " إن إسرائيل لن تلجأ الى الحرب البرية في المرحلة الحالية لعدة أسباب أولها لأنها غير جاهزة لهذه الخطوة".
وعلل يوسف عدم ذهاب الاحتلال لحرب البرية بعدة أسباب منها: "وجود العشرات من الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة وكذلك التخوف من أن خسائره البشرية الكبيرة".
واعتقد أيمن يوسف:" أن أحد مخرجات هذه العملية بالتأكيد هو فشل هذه الحكومة التي ستنهار في أي وقت" مضيفاً: "وإسرائيل ستشهد حكومة جديدة أخرى، ربما حكومة يمين وسط، أو الدعوة إلى انتخابات جديدة".