web site counter

تُؤسس لفجر جديد في نضال شعبنا

تحليل: "طوفان الأقصى" حدث مفصلي حطم أسطورة "إسرائيل"

القدس المحتلة - رنا شمعة- صفا

شكلت معركة "طوفان الأقصى" التي أعلن القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام محمد الضيف عن بدئها، هزيمة استراتيجية غير مسبوقة في تاريخ الكيان الإسرائيلي، حطمت أسطورة "الجيش الذي لا يُقهر"، في مقابل انتصار المقاومة الفلسطينية، من حيث التخطيط ودقة التنفيذ والتمويه، وقوتها الصاروخية.

ويرى مراقبون مقدسيون أن المقاومة فاجأت الاحتلال عندما وجهت ضربة قاضية لمنظومته الأمنية والاستخبارية والعسكرية من خلال اقتحامها للمستوطنات المحاذية لقطاع غزة، مما شكل صدمة مدوية له، أربكت حساباته.

والسبت، أعلن القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام محمد الضيف، بدء عملية "طوفان الأقصى"، ردًا على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين واقتحاماته المتكررة للمسجد الأٌقصى، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية "سيوف حديدية" ضد قطاع غزة.

فشل ذريع

المحلل السياسي راسم عبيدات يرى أن معركة "طوفان الأقصى" ليست حدثًا مفصليًا وتطورًا نوعيًا في الاستراتيجية الفلسطينية سواء في الجانب العملياتي أو العسكري فقط، بل ذهبت إلى تحقيق معجزة في زمن قلت فيه المعجزات.

ويضيف عبيدات، في حديث لوكالة "صفا"، أن "ما تحقق في قطاع غزة تعجز عن تحقيقه دول كبرى بإمكانيات عسكرية كبيرة، كما أنه كسر حدود اللا ممكن".

ويوضح أن هذه المعركة النوعية عبرت عن فشل ذريع وهزيمة استراتيجية غير مسبوقة في تاريخ الكيان الإسرائيلي، لتُؤرخ لفجر جديد في نضال وتضحيات الشعب الفلسطيني وحتى العالم العربي والإسلامي.

ولأول مرة في التاريخ -يقول عبيدات- يفشل الاحتلال فشلًا ذريعًا وكبيرًا استخباريًا وعسكريًا وأمنيًا، في مقابل نجاح وانتصار غير مسبوق للمقاومة من حيث القيادة والإعداد والإدارة والتخطيط ودقة التنفيذ والتمويه، وكذلك القوة النارية والصاروخية التي جرى استخدامها في هذه المعركة وتوقيتها.

ويبين أن المقاومة نجحت في اجتياز الحدود وتجاوز كل العوائق الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية، وعدم الكشف عن أي معلومة بشأن العملية، كما تمكنت من اختراق المنظومة الأمنية.

ويضيف أن "هذه المعركة حسمتها الست ساعات الأولى، حتى لو هدمت حكومة الاحتلال غزة على رؤوس ساكنيها، فهزيمتها استراتيجية وفشلها عميق ومخيف ومرعب".

وبحسب عبيدات، فإن "حكومة الاحتلال ومستوطنيها لم يدركوا وصول المقاومة إلى أكثر من 22 مستوطنة وموقعًا عسكريًا، واقتحام المقاومين لمنازل المستوطنين وثكناتهم، والتجول بحرية في الشوارع، وإطلاق النار عليهم من نقطة الصفر وقتل وأسر المئات منهم".

ومن وجهة نظره، فإن هذه العملية سيكون لها تداعيات كبيرة على صناع القرار في كافة المستويات القيادية الأمنية والعسكرية والسياسية والاستخباراتية في "إسرائيل"، وكذلك على قادة الوحدات العاملة في الميدان من قوات النخبة، وغيرها.

ويرى أن حكومة الاحتلال تعيش حالة من التخبط والإرباك والفشل والهزيمة على المستوى الاستراتيجي، مما دفعها لاتخاذ قرارات تُعبر عن مدى حالة الإفلاس التي تعيشها.

ويؤكد المحلل السياسي أن إرادة المقاومة ومعنويات مقاتليها ومجاهديها العالية استطاعت أن تُحطم أسطورة "الجيش الذي لا يُقهر"، وأن تُحقق الانتصار والإنجاز غير المسبوق.

ويتابع أن "طوفان الأقصى" حفرت في ذاكرة ووعي ونفسيات ومعنويات جنود الاحتلال والمستوطنين شعور متزايد بأن قياداتهم الأمنية والعسكرية والسياسية غير قادرة على توفير الأمن والأمان لهم، لا على المستوى الشخصي ولا العام.

تداعيات العملية

وحول تداعيات العملية، يرى عبيدات أن جيش الاحتلال سيواصل شن هجماته غير المسبوقة على قطاع غزة، واستهداف المنازل والأبراج السكنية والمقرات الحكومية للتعويض عن الفشل الذريع والهزيمة الكبرى التي مُنيت بها الحكومة المتطرفة ومنظومتها الأمنية.

ويستبعد إقدام الاحتلال على اقتحام القطاع بريًا، كونه يُدرك مدى خطورته، لأنه سيكون مقبرة لجنوده وآلياته ودباباته العسكرية، خاصة أن المقاومة تمتلك أسلحة قادرة على أن تُشكل رادعًا لأي قوات برية قد تقتحم غزة.

ويؤكد أن تداعيات هذه المعركة بعد أن تضع أوزارها ستكون ثقيلة وقاسية، ليس فقط على شخص نتنياهو أو قائد جيشه أو مسؤول "الشاباك" أو قادة الأجهزة الأمنية، كل لوحده، بل المسؤولية ستطال الجميع كمنظومة، وبالتالي العقوبات والإجراءات الانضباطية ربما تصل إلى حد إسقاط الحكومة المتطرفة.

وأما الناشط المقدسي صالح ذياب فيقول إن المقاومة فاجأت الاحتلال وكل المطبعين معه عبر توجيهها ضربة قاضية لمنظومته الأمنية والاستخبارية، مما شكل صدمة مدوية لهذا الاحتلال، وأربكت حساباته.

ويضيف ذياب، في حديث لوكالة "صفا" أن "طوفان الأقصى" جاءت ردًا طبيعيًا على جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، سيما المسجد الأقصى المبارك.

ويتابع أن "المقاومة رفعت رؤوسنا عالية، فهي تُقاتل اليوم عن 2 مليار مسلم حول العالم، وما فعلته عجزت عن فعله كل الجيوش العربية، بالرغم من عمليات القصف والتدمير والقتل المستمرة في قطاع غزة".

ر ش

/ تعليق عبر الفيس بوك