web site counter

الاعتقال السياسي.. إرباك عام لحياة المواطنين بالضفة

الضفة الغربية - خاص صفا

مقاومون، أسرى محررين، طلبة جامعات، نشطاء، هؤلاء هم الهدف الأبرز للأجهزة الأمنية بالضفة الغربية المحتلة، فتلاحقهم بالاعتداءات والاعتقالات والاستدعاءات.

وتشهد محافظات الضفة تصاعدًا في حالات الاعتقال السياسي، إذ لا يكاد يمر يوم دون اعتقالات، رغم دعوات مستمرة من الفصائل والمؤسسات الحقوقية والقطاعات الشعبية بالكف عن هذه الملاحقات غير الوطنية والقانونية.

وباتت الاعتقالات السياسية تتسبب بحالة إرباك شديدة لحياة المواطن الفلسطيني في الضفة، في ظل الهجمة الشرسة التي تشنها قوات الاحتلال، مع تنامي المقاومة في كثير من النقاط.

الطالب في جامعة بير زيت معتصم عرمان، من رام الله معتقل منذ أيام لدى جهاز الأمن الوقائي، على خلفية نشاطه الطلابي داخل الجامعة، فيما ترفض السلطة الإفراج عنه.

ويقول والده أمين عرمان، "إن ما حدث لمعتصم جريمة نكراء بكل المقاييس الأخلاقية والدينية والوطنية، وهو يعبر عن شخصية السلطة القمعية البوليسية التي تنتهجها بحق أبنائنا الطلبة الذين يمارسون العمل الخدماتي النقابي الطلابي الحر وهذا شأن داخلي في الجامعات".

ويضيف عرمان في حديثه لوكالة "صفا"، أنه تواصل مع محامي نجله، وأفاد بأن التحقيق يدور حول العمل النقابي والطلابي داخل الجامعة، "ما يدلل على مدى الرسالة القوية التي تحاول السلطة توجيهها للطلاب بأن يبتعدوا عن السياسية".

ويؤكد أن نجله تعرض للتعذيب في سجون السلطة، "وكسرت يده خلال اعتقاله السابق لدى جهاز المخابرات، كما تعرض لملاحقة مستمرة واعتقل خلال توجهه للجامعة".

ويلفت عرمان إلى أن الاعتقالات تتسبب بتأثير سلبي وحالة إرباك منقطعة النظير لجميع أفراد العائلة وخصوصًا زوجته، نظرًا لغياب النجل الأكبر وما يمارس بحق المعتقلين في سجون السلطة.

ويشير إلى أنه تواصل مع المؤسسات الحقوقية والسفارة الأمريكية، كون نجله يحمل الجنسية الأمريكية، ومع عدة جهات رسمية للإفراج عن معتصم، "إلا أن ذلك لم يحصل".

ويرى والد المعتقل السياسي معتصم عرمان، أن ما يحصل لنجله ولطلبة الجامعات هو تدخل سافر وفاضح من الأجهزة الأمنية في الحياة الجامعية، "الأمر الذي يغذي الخلاف والفرقة والكراهية بين أبناء شعب يرزح تحت الاحتلال".

ويتطلع عرمان إلى محاسبة المتورطين في ارتكاب جرائم ضد حقوق الإنسان، بما في ذلك التعذيب وعدم تنفيذ القرارات القضائية، داعيًا إلى إغلاق ملف الاعتقالات السياسية بالكامل.

ويشدد في حديثه، على ضرورة ضمان حرية الرأي والتعبير، إلى جانب التعدية السياسية، داعيًا السلطة إلى تقبل الرأي الآخر، "وخصوصًا بعد توقيعها على مواثيق دولية بهذا الخصوص".

من جانبها، أكدت عائلة أحد المعتقلين في سجون السلطة الفلسطينية، من رام الله لوكالة "صفا"، إن نجلها تعرض للشبح والتعذيب رغم أنه أسير محرر.

ودعت العائلة التي فضلت عدم الكشف عن نفسها، خوفًا من الملاحقة، المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية إلى زيارة سجون السلطة ومراكز التحقيق والاطلاع على أوضاع المعتقلين السياسيين وفضح ما يتعرضون له من انتهاكات وإهانات.

وكانت فصائل في الضفة دعت السلطة إلى وقف الاعتقالات السياسية ووقف الملاحقات للمطاردين والمقاومين، ورفع الغطاء عن العناصر التي تشارك في الاعتقالات، إذ إن الأجهزة الأمنية كثفت من حملات الاعتقال بعد اقتحام مخيم جنين قبل شهرين.

ورصدت مؤسسات حقوقية العديد من الحالات التي حصلت على قرارات إفراج من المحاكم دون تنفيذ لتلك القرارات.

ع ع/م غ

/ تعليق عبر الفيس بوك