"أشعُر بها على باب المنزل وهي تناديني بقدر شوقي لها"، هكذا ابتدأت السبعينية أُم محمد عمارنة من بلدة يعبد جنوبي جنين حديثها عن ابنتها الأسيرة فاطمة نصر عمارنة (43 عاماً)، بعد يومين من اعتقالها على أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس المحتلة.
وعما حدث في صبيحة يوم الاعتقال تقول الوالدة لوكالة "صفا"، وقد ملأت الدموع عينيها: "لم تكن تخطط للذهاب للمسجد الأقصى، لكن إحدى صديقاتها أخبرنها أن هناك متسع في الحافلة الذاهبة للأقصى، وإن كانت تريد الذهاب، فوافقت واتصلت بي، وأخبرتني بنيتها للذهاب، وأنها حضرت لي طعام الإفطار والدواء".
وأردفت "حاولت معها أن لا تذهب لخوفي عليها في ظل هذه الأحداث.. لكنها أصرت على الذهاب لشدة تعلقها بالمسجد الأقصى وكانت آخر كلماتها لي قبل ذهابها ادعيلي يا أمي.. ما تغضبي فقد سنحت هذه الفرصة وأنا سعيدة جداً".
وتشير أم محمد عن حب ابنتها للأقصى بالقول: "حياتها في الدنيا أن تذهب إلى القدس"، مؤكدةً "أنها تذهب إلى القدس باستمرار دون أي موانع أمنية وهي تحمل الهوية "الممغنطة" كما يسميها الاحتلال الإسرائيلي".
وتكمل والدتها: "قبل صلاة العصر اتصلت بها للاطمئنان عليها، وأخبرتني بأنها في داخل المسجد المرواني هي وصديقات رافقنها في رحلة الرباط للمسجد"، مؤكدةً أن الأوضاع في القدس في هذا اليوم بالذات كانت هادئة.
دافعت عن خمارها
واستكملت والدة فاطمة عن لحظة الاعتداء على ابنتها واعتقالها، فقالت: "بعد صلاة العشاء، على أحد أبواب الأقصى، حاول أحد جنود الاحتلال أن ينزع خمارها عن وجهها، حيث ترتدي فاطمة خماراً يغطي كامل وجهها".
تابعت "فأمسكت فاطمة بخمارها جيداً في محاولة لمنعه، وضربته بقبضة يدها العزلاء في محاولة لإبعاده، لكن الجندي الحاقد ركلها بقدمه حتى أوقعها أرضاً، وحاول نزع خمارها مرةً ثانية ولكنها أصرت على الإمساك به وعدم السماح بذلك،". وحسب ما أظهر الفيديو بدأ حينها الجندي بركلها وضربها بقدمه ضرباً مبرحاً.
ويشير هنا شقيقها محمد إلى أنه عقب الاعتداء عليها فقدت شقيقتي الوعي، وكما قالت للمحامي: "استيقظت على دورية الاحتلال وهم يحققون معي، واليوم أخبرتنا المحامية أنها موجودة في سجن الدامون".
وعن الاعتداء على شقيقته يقول محمد لوكالة "صفا": "اعتداء سافر ومهين من حكومة ابرتهايدية وفاشية عنصرية، وهذه التصرفات نعرفها جيداً"، مضيفاً: "هم يعرفون أنهم يكذبون باتهاماتهم، ليبرروا جريمته الشنيعة ضد فتاة عزلاء، ضعيفة البنية".
المرابِطة في الأقصى
وعن شقيقته يقول محمد: "حافظة لكتاب الله، وتقرأ القرآن على الروايات العشر، وهي مُحفظة للقرآن في مدينة جنين وفي بلدتنا يعبد، ومحبوبة من جميع من عرفها، قريبةٌ من الناس قريبة إلى الله إن شاء الله، ومرابطة في المسجد الأقصى، وتذهب باستمرار إلى هناك كلما سنحت لها الفرصة".
ويؤكد أن "الرباط في الأقصى حقٌ كفلهُ لنا القانون الدولي والشرعي والعُرفي، فالأقصى هو مسرى رسولنا والقدس لنا فليكن ما يكون لن ننحني ولن نهين".
وعن آخر أوضاعها يقول شقيقها الآخر أحمد عمارنة: هي الآن ممنوعة من الزيارة وعَقدت لها المحكمة يوم الأحد 10/9/2023 جلسة، ومددت فيها اعتقالها حتى يوم الخميس 14/9/2023 لحين تجهيز لائحة اتهام لها.
هدف الاحتلال
وعن هدف الاحتلال من عدوانه على المرابطات يقول شقيقها أحمد عمارنة: "هدفه كمثل هدفه من تحييد الناس عن الأقصى في محاولة لتهويدة، وإبعاد كل واحد عن المسجد وعن أي شيء يمت للأقصى بصِله.
ويضيف أحمد لوكالة "صفا": "نحن نعرف أن الاحتلال هدفه الأساسي هدم المسجد الأقصى والسيطرة عليه كاملاً، وهي سياسته في التهويد للأراضي الفلسطينية جميعاً".
فخورن بها
وعن رفضها نزع نقابها يقول شقيقها محمد: "شكراً فاطمة، رفعت رؤوسنا إلى السماء.. شكراً فاطمة التي لم تقبل الإهانة، حتى وأنت عزلاء لم تقبلي الإهانة"، مضيفاً: نحن إخوتها نعتز بها، وأهلها عشيرة العمارنة وأهالي يعبد بعشائرها".
ويوجه كلامه لها: "أخيتي حقك لن يضيع، والدليل فرساننا وشُجعاننا قاموا بأخذ الثأر وردوا على الاحتلال بعدة عمليات من المقاومة".