سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية خلال الأيام الأخيرة بكشف وثائق كانت تصنف كبالغة السرية في أروقة جهاز الموساد والاستخبارات، وذلك فيما يتعلق بحرب أكتوبر 1973 مع مرور 50 عاماً على تلك الحرب.
ووفقاً لما سمح بنشره من تلك الوثائق وفق ترجمة وكالة "صفا"، فقد تم نشر وثائق خاصة بتعامل الملك الأردني الراحل الحسين بن طلال مع الموساد الإسرائيلي آنذاك كمصدر موثوق للمعلومات الحساسة حول نية مصر وسوريا شن هجوم على الكيان.
وبحسب الأرشيف الخاص بالموساد فقد تم إطلاق لقب "ليفت" على الملك حسين خلال المراسلات مع الموساد، حيث قام في الخامس والعشرين من أيلول من العام 1973 بزيارة سرية للكيان التقى خلالها مع رئيسة وزراء الكيان آنذاك "غولدا مئير" وحذرها من نية الدول العربية شن هجوم مباغت ومن عدة جبهات تجاه الكيان.
كما تم إطلاق لقب آخر على الملك حسين وهو "ينوكاي"، ويعني الرضيع وذلك بالنظر الى توليه الحكم قبل بلوغه السابعة عشرة من العمر.
وقال الملك خلال اللقاء أنه علم من مصدر حساس للغاية باستكمال جميع الاستعدادات والخطط المتعلقة باستعداد الجيش السوري للحرب حيث تم شغل جميع المواقع المتقدمة منذ يومين تحت غطاء القيام بمناورات عسكرية".
كما جرى تداول اسم الملك حسين بالأسماء المستعارة المذكورة غداة الحرب وخلال المراسلات بين أروقة الأمن الإسرائيلي والسفارات في الخارج، حيث بينت الوثائق تبادل للبرقيات بين الملك حسين والموساد.
ووفقاً لإحدى الوثائق فقد أرسل مكتب "غولدا مئير" رسالة للملك حسين في الخامس من أكتوبر من العام 1973 وقبل يوم من اندلاع الحرب، حيث دللت تلك الوثيقة على مدى التعاون الوثيق بين الحسين والحكومة الإسرائيلية.
وأشارت الوثيقة إلى أن السكرتير العسكري الخاصة برئيسة الحكومة آنذاك ويدعى "يسرائيل ليؤور" أبلغ "مئير" أن هنالك معلومة من الملك حسين باستكمال الاستعدادات للحرب، حيث تم شطب اسم الملك من الوثيقة سابقاً بينما كشف عن الاسم الحركي للملك "ليفت" في الوثيقة التي سمح الموساد بنشرها حالياً.
وجاء في برقية الرد من "غولدا" أن الملك حسين يتعهد بأن لا يشترك في الحرب حال اندلاعها، بينما قال الحسين في برقية رد أنه يخشى من استخدام أراضي المملكة للهجوم.
كما بينت الصحيفة أن الرقابة لم تسمح بالكشف عن جميع المراسلات مع الملك حسين، وأن الكثير من الوثائق بقيت طي الكتمان وسيتم كشفها مع مرور 90 عاماً على الحرب، حيث بينت الوثائق وجود مراسلات مكثفة مع الملك حسين في تلك الفترة دون الكشف عن محتواها.