كشفت ما تسمى "سلطة الآثار" الإسرائيلية عن حفرية جديدة قرب المسجد الأقصى المبارك، ادعت أنها قنوات مياه تعود لفترة "الهيكل الأول" المزعوم.
ومنذ سنوات طويلة، تجري "سلطة الآثار" بالتعاون مع جمعيات استيطانية حفريات أسفل المسجد الأقصى وفي محيطه، بهدف تدمير الآثار والمعالم العربية والإسلامية في مدينة القدس المحتلة.
ووفق الاحتلال فإنه عُثر خلال عمليات التنقيب الجديدة على قنوات حُفرت قبل 2800 عام، كانت تُستخدم في صناعة منتوج لم يتم التوصل إلى ماهيته بعد، في عهد الملكين "يوآش" و"أماتسيا"، وهما من الملوك التوراتيين؛ ما يعني أن "سلطة الآثار" تنسب الحفرية لفترة "الهيكل الأول".
تزوير التاريخ
الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب يتحدث لوكالة "صفا" عن ماهية هذه الحفرية، قائلًا إنها تقع في مدخل بلدة سلوان الشمالي مقابل باب المغاربة، وهي حفرية ضخمة على بعد أمتار قليلة من السور الجنوبي للبلدة القديمة والمسجد الأقصى.
ويوضح أن "سلطة الآثار" وجمعية "إلعاد" الاستيطانية بدأتا العمل في هذه الحفرية منذ سنوات طويلة وما زال مستمرًا حتى اليوم، إلا أن الكشف عنها حديثًا يأتي لإثبات وجود "الهيكل الأول" ما قبل بناء المسجد الأقصى.
ويشير إلى أن تاريخ مدينة القدس يرجع إلى أكثر من خمسة آلاف عام، وهي من أقدم مدن العالم، وتعاقبت عليها الكثير من الحضارات والحقب التاريخية من فترات الكنعانية والرومانية والبيزنطية والعثمانية والإسلامية.
ووفقًا لأبو دياب، فإن قنوات المياه التي كشفت عنها الحفريات كان بعضها يُستخدم لجلب وتصريف المياه، وبعضها الآخر اُستخدم للتجارة وكمخازن لصناعة "النبيذ".
ويضيف أن الاحتلال يحاول من خلال حفرياته، الترويج لروايات تخدم رؤيته التلمودية، للاستحواذ على الآثار وتزوير التاريخ في المدينة المقدسة، وتشويه حضارتها وهويتها، وطمس معالمها الإسلامية.
حقب تاريخية
وتعمدت "سلطة الآثار" ذكر الملكين "يوآش" و"أماتسيا"-كما يرى الباحث المقدسي- كي تُثبت أن "هذه الحفرية تعود لفترة الهيكل الأول المزعوم، ولاختلاق روايات توراتية مزورة لا تمت للواقع بأي صلة، وكذلك لإيجاد صلة ورابط ما بين اليهود والمدينة المقدسة".
ويبين أن علماء الآثار الإسرائيليين حاولوا إظهار حقب تاريخية تخدم الاحتلال وروايته، وتتجاهل كل الروايات والحقب والحضارات العربية التي كانت موجودة منذ آلاف السنين، رغم عدم إعطاء أي أدلة وإثباتات دامغة على ماهية هذه القنوات لعلمهم بوجود تناقضات.
ويلفت إلى أن هؤلاء العلماء يعملون على ترويج الروايات اليهودية دون أي نزاهة وأدلة صحيحة، كجزء من محاولات تغيير هوية القدس، وإيجاد أحقية لليهود فيها.
ويؤكد أن الاحتلال يريد تحقيق مكاسب سياسية من خلال الحفريات، وإثبات وجود حضارة وتاريخ لليهود في القدس، على حساب الهوية العربية والإسلامية، بل ويقوم بتطويع علم الآثار لدعم مزاعمه في وجوده داخل المدينة.
وبنظر أبو دياب، فإن الكشف عن وجود هذه القنوات غير حقيقي، لأن الآثار المحيطة بها تعود للفترات الكنعانية والرومانية والبيزنطية والإسلامية.
وبعد محاولات تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، وطرح خطة تقسيمه مكانيًا، وجلب البقرات الخمس، واعتراض بعض الدول العربية على هذه الخطة، أرادت سلطات الاحتلال من خلال الكشف عن الحفرية الجديدة، توصيل رسالة للعالم بأن "الهيكل الأول موجود قبل الأقصى، وهذا ما يثبت وجودهم بالقدس"، وفق الباحث المقدسي.