تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حصارها وإجراءاتها المشددة على بلدة عقربا جنوب شرق نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، بذريعة البحث عن منفذ عملية حوارة التي قتل فيها مستوطنان السبت الماضي.
وانعكس الحصار على واقع الحياة في بلدة عقربا والبلدات المجاورة، وبدأت أثاره تمتد إلى مختلف جوانب الحياة اليومية في البلدة التي يبلغ تعدادها قرابة 15 ألف نسمة.
وتغلق قوات الاحتلال بشكل تام خمسة من مداخل عقربا التي تربطها بقرى عورتا وبيتا وأوصرين ومجدل بني فاضل وخربة يانون وخربة الطويل.
وأبقت على المدخل الرئيس للبلدة، لكنها فرضت عليه إجراءات مشددة، ويتم إيقاف المركبات واحتجازها لوقت طويل وتفتيشها والتنكيل بركابها وتفتيشهم جسديا والتدقيق في هوياتهم.
ويتسبب الحصار بتعطل وتأخير وصول العمال والموظفين من البلدات المجاورة إلى أماكن عملهم بالبلدة.
وقال رئيس بلدية عقربا صلاح بني جابر إن الاحتلال يشن اقتحامات متكررة ومداهمات ليلية للبيوت، يتخللها عمليات تفتيش وتخريب وتحطيم للأبواب والمحتويات، وإثارة الرعب في صفوف المواطنين.
وفجر اليوم الخميس، نفذت قوات الاحتلال حملة اقتحامات واسعة طالت عشرات المنازل باستخدام الكلاب البوليسية، بحجة البحث عن منفذ عملية حوارة.
وفي خربة يانون التابعة لبلدة عقربا والواقعة شرقي البلدة، يزداد الأمر سوءًا إذ تعاني الأمرين جراء الحصار الخانق الذي يفرضه الاحتلال.
فهذه الخربة التي يقطنها بضع عشرات من المواطنين، لا يوجد لها إلا مدخل واحد يربطها مع عقربا، وبإغلاقه يكون الاحتلال قد عزلها عن العالم.
وقال مختار خربة يانون راشد مرار إن الاحتلال يفرض حصارًا مشددًا على الخربة ويمنع الدخول أو الخروج منها.
وبين أن المدرسين والطلاب فقط هم من يسمح لهم بالدخول والخروج وبعد مشقة وتفتيش ومتابعة من مديرية التربية والتعليم والارتباط الفلسطيني والصليب الأحمر.
وتعتمد يانون على الزراعة وتربية المواشي، وتسبب الحصار بنقص في أعلاف الأغنام.
وأضاف مرار "نحن في وضع لا نحسد عليه، والوضع هنا مزري تماماً، فكل القرى يمكن الدخول إليها والخروج منها، أما أهالي يانون فممنوعون من ذلك".
وتابع "لا ينقصنا أكل أو شراب والحمد لله، لكننا بحاجة للأدوية وأعلاف الأغنام".
وأوضح أنه تمكن من الخروج مرتين عن طريق الارتباط وأحضر احتياجات لبعض العائلات، لكن هذا لا يلبي كل احتياجات السكان، إذ أن يانون تعتمد بشكل أساسي على عقربا ولا يوجد فيها مراكز صحية أو محلات تجارية.
وأكد أن يانون تحولت إلى سجن لأهلها ومواشيهم، وأن الوضع يزداد سوءا ويتفاقم مع كل يوم يستمر فيه الحصار.
ويطارد الاحتلال الشاب أسامة بني فضل (20 عامًا) من عقربا ويتهمه بتنفيذ عملية حوارة، وداهم منزل عائلته مرتين خلال أسبوع، واعتقل والده وشقيقه وأفرج عنهما، كما أخذ قياسات المنزل تمهيدا لهدمه لاحقا.
وهدد ضباط الاحتلال عائلة بني فضل بتصفية ابنهم جسديًا إذا لم يسلموه حتى مساء الأحد القادم.