web site counter

و"الجسر المعلّق" قيّد حركتهم

"المهرجانات التهويدية" تسلب أهالي سلوان حريتهم وتُفاقم معاناتهم

القدس المحتلة - رنا شمعة - صفا

لم تقتصر معاناة أهالي سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك على الاقتحامات والاعتداءات الإسرائيلية اليومية، وعمليات الهدم، بل أصبحت تعطل حياتهم، وتقيّد حركتهم، نتيجة افتتاح بلدية الاحتلال في القدس المحتلة المهرجان التهويدي داخل بركة السلطان الأثرية، و"الجسر المعلق" في حي وادي الربابة.

وعلى بعد نحو 100 متر من الناحية الجنوبية الغربية لسور القدس التاريخي، تقيم بلدية الاحتلال منذ الأسبوع الماضي، مهرجانًا تهويديًا ضخمًا في بركة السلطان تحت عنوان مهرجان الفن الدولي "هوتزوت يوزار".

ويستمر المهرجان التهويدي على مدار 11 ليلة، متضمنًا 20 عرضًا موسيقيًا، بمشاركة مئات الفنانين الإسرائيليين، وعشرات آلاف المستوطنين من كل أنحاء فلسطين المحتلة.

وخلال المهرجان، تتحول المنطقة المقدسية قرب وادي الربابة إلى مسرح لآلاف المستوطنين الذين يرتادونها كل ليلة، ما يُؤدي لحدوث أزمات مرورية خانقة، وضوضاء يومية تتسبب بإزعاج أهالي سلوان، وتُقيد حركة تنقلهم.

ولم تتوقف معاناة الأهالي عند المهرجانات الليلية الصاخبة، بل يجدون صعوبة بشكل شبه يومي في التنقل عبر مدخل وادي الربابة، بعد افتتاح "الجسر المعلق" التهويدي، الذي يمر فوق أراضي سلوان على ارتفاع 202 متر.

معاناة بلا حدود

المقدسي سمير شقير- أحد سكان وادي الربابة- ينتظر بسيارته نصف ساعة وأكثر عند مدخل الحي، كي يتجاوز بضع أمتار وصولًا إلى منزله، بسبب افتتاح الجسر.

ويقول شقير لوكالة "صفا": إن "معاناتنا تتفاقم يومًا بعد يوم، فالوضع خطير جدًا، بسبب افتتاح سلطات الاحتلال الجسر الهوائي، بالإضافة إلى الحفلات الصاخبة، التي تستمر حتى منتصف الليل، وتتسبب بإزعاجنا وعدم قدرتنا على النوم".

ويضيف أن "الاحتلال لم يكتف بمصادرة أراضينا وتجريفها لأجل مشاريعه التهويدية، بل يريد التضييق على حياتنا أكثر، وجعلها لا تُطاق، حيث يتعمد استهدافنا واستفزازانا دائمًا، ضمن سياسة العقاب الجماعي التي يفرضها على أهالي سلوان".

ويوضح أن هذا الجسر والمهرجانات تسببت بأزمات مرورية كبيرة لأهالي سلوان، وخاصة في ساعات المساء، والذي يشهد توافدًا لآلاف المستوطنين إلى المنطقة، للمشاركة في الحفلات الصاخبة.

"ورغم إغلاقنا للنوافذ، إلا أننا لا نستطيع النوم، بسبب الأغاني والموسيقى الصاخبة، فضلًا عن المخالفات الباهظة التي نتلقاها من شرطة الاحتلال في حال تم ركن مركباتنا عند الشارع العام"، يقول شقير.

ويؤكد أن الاحتلال يريد تغيير معالم المنطقة وتهويدها، وطمس طابعها العربي والإسلامي وصبغها بطابع تلمودي يهودي، خاصة أنه يُخطط لإقامة مسارات توراتية في بلدة سلوان.

تضييق متعمد

أما عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان فخري أبو دياب فيقول إن الاحتلال يتعمد تضييق الخناق على أهالي سلوان عبر المشاريع التهويدية كالجسر المعلق أو المهرجانات الليلة الصاخبة، بهدف تهجيرهم والاستيلاء على المنطقة.

ويوضح أبو دياب، في حديث لوكالة "صفا"، أن أهالي سلوان يتعرضون بسبب هذا الجسر والمهرجانات، إلى استفزازات يومية من المستوطنين، ناهيك عن إغلاق الطرق ومداخل الأحياء بالبلدة، والتسبب بأزمات مرورية، تؤثر سلبًا على حركتهم.

ويضيف أن البلدة، وتحديدًا وادي الربابة، تشهد وجودًا مكثفًا لشرطة الاحتلال، خاصة في ساعات المساء؛ لتأمين الحماية للمستوطنين الذين يرتادونها لعبور "الجسر المعلق" أو المشاركة في المهرجان القائم ببركة السلطان، مما يُعرض الأهالي للتفتيش المستمر، ويعطل حياتهم ويُضيق الخناق أكثر عليهم.

ويضطر أهالي البلدة لاجتياز طرق التفافية بديلة عن مدخل وادي الربابة، مما يُكلفهم وقتًا وجهدًا أكبر للوصول إلى منازلهم أو الأماكن التي يقصدونها.

ودائمًا ما يختار الاحتلال الأماكن المهمة والحساسة بالقدس، ولا سيما القريبة من المسجد الأقصى المبارك، لإقامة مشاريعه التهويدية، كما يشير أبو دياب، بهدف تسهيل وصول المستوطنين للبلدة القديمة.

ويلفت إلى أن مدخل وادي الربابة يُعد المنفذ الوحيد لأهالي سلوان، بعدما أغلق الاحتلال المدخل الرئيس من سلوان إلى باب الأسباط نهائيًا، ومدخل وادي حلوة الذي أصبح باتجاه واحد، بعدما جرى تضييق الطريق.

أ ك/أ ج/ر ش

/ تعليق عبر الفيس بوك