تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي منع أعمال الإعمار والترميم الحيوية والجوهرية داخل المسجد الأقصى المبارك، وتفرض قيودًا مشددة على تنفيذها، رُغم حاجة المسجد الماسة لترميم الأبنية والمصليات.
وقالت مصادر مقدسية لوكالة "صفا"، إن شرطة الاحتلال تتعمد مواصلة عرقلة ومنع الترميم والإعمار في المسجد منذ مطلع تموز/ يوليو الماضي، وخاصة ما يتعلق بالمصليات والساحات والأرضيات، ولا تسمح إلا بترميم أمور شكلية في مواقع ظاهرة.
وأضافت أن الاحتلال يهدف من وراء ذلك لأن تصبح أبنية الأقصى وحجارته متهالكة، لأنه يبحث عن أي وسيلة لجعله "ينهار وحده"، خشيةً من ردة الفعل الفلسطينية والعربية والعالمية إزاء هدم المسجد.
وأوضحت أن الاحتلال يُريد أن يُصبح تواجد المسلمين داخل المسجد خطرًا على حياتهم، فهو يعمل طيلة العام على تفريغه من الفلسطينيين.
وأشارت إلى أن سلطات الاحتلال تمنع موظفي لجنة الإعمار ولجان متخصصة من الاطلاع عما يدور داخل الأقصى، وما يجري أسفله وفي محيطه من حفريات، نظرًا لأن الكشف عن ذلك من شأنه أن يُفشل مخططاته التهويدية ضد المسجد.
ولفتت إلى أن نوافذ المصلى القبلي، والمصلى المرواني ومصلى باب الرحمة، وغيرها من المصليات والأبنية التي تتأثر نتيجة الحفريات، كلها بحاجة ماسة لأعمال ترميم وصيانة بشكل دائم، كونها أبنية تاريخية قديمة قائمة منذ مئات السنين.
ووفق المصادر، فإن الاحتلال يسمح بإعمار أقل من 1% مما يحتاجه المسجد الأقصى، وكلها أمور شكلية لـ"ذر الرماد في العيون"، ولإيصال رسالة مفادها بأنه لا يُمانع الإعمار والترميم.
ولفتت إلى أن "لجنة الإعمار التابعة للأوقاف الإسلامية شبه مشلولة، ولا تستطيع القيام بأية أعمال ترميم وصيانة داخل المسجد إلا بموافقة من شرطة الاحتلال".
وحذرت المصادر من مخاطر استمرار منع الإعمار والترميم داخل الأقصى، بما يؤدي لحدوث تشققات وانهيارات في مبانيه وحجارته، كما جرى مؤخرًا سقوط حجارة من مصلى قبة الصخرة المشرفة، نتيجة بداية تصدّع في أبنية المسجد.
وأضافت أنه "بفعل الحفريات الإسرائيلية واستخدام أدوات ومواد للبحث عن بقايا الهيكل المزعوم أسفل المسجد، وسحب الأتربة والصخور منه، أصبحت غالبية المباني معلقة بالهواء".
وأوضحت أن العوامل الطبيعية تُؤثر بشكل كبير على أبنية المسجد المبارك، وهناك تخوف من تسرب مياه الأمطار أو حدوث تغيرات في الطبقة الأرضية قد تؤدي لانهيار هذه المعالم والأبنية التاريخية.
ومطلع يوليو الماضي، قررت شرطة الاحتلال منع موظفي لجنة الإعمار من العمل في جميع أقسامها داخل المسجد الأقصى بشكل كامل، وهددت مديرها باعتقال أي موظف يُباشر الترميم ويُخالف القرار.
لكنها سمحت قبل عدة أيام بالعمل على ترميم قبة السلسلة شرقي قبة الصخرة، بوتيرة بطيئة جراء استمرارها بالتضييق ومراقبة كل أعمال اللجنة.
خطر حقيقي
وقال الباحث المختص في شؤون القدس أمجد شهاب إن الاحتلال يعمل وفق خطة ممنهجة لأجل تحقيق هدفه في هدم المسجد الأقصى، لذلك يتعمد منع إعمار وترميم المباني والساحات.
وأوضح شهاب، في تصريح خاص لوكالة "صفا"، أن أساسات المسجد باتت في خطر حقيقي، بسبب عدم ترميمها وصيانتها، رغم أنها بحاجة ماسة لذلك.
وأضاف "هناك انهيارات وتساقط للحجارة في مصلى الأقصى القديم، نتيجة الحفريات والأنفاق أسفله، ومنع الاحتلال ترميمه"، مبينًا أن الاحتلال يريد هدم الأقصى، والتدخل في صلاحيات الأوقاف، من خلال منع الإعمار.
وحذر شهاب من خطورة أي انهيارات قد تحدث بأبنية الأقصى، وتحديدًا المصلى القبلي ومصلى قبة الصخرة، سواء بسبب الأنفاق أو عدم ترميم الأساسات، أو تسرب مياه الأمطار إليها، أو اختراق طائرات الاحتلال حاجز الصوت.