web site counter

استهداف الاحتلال للرياضة في القدس.. محاولة لبسط السيادة وطمس الهوية

القدس المحتلة- رنا شمعة - صفا

تستخدم سلطات الاحتلال الإسرائيلي كل وسائلها الممكنة في محاربة الأنشطة والفعاليات على اختلاف أنواعها في مدينة القدس المحتلة، ضمن سياسة عنصرية ممنهجة تهدف لبسط سيادتها على المدينة، وطمس أية محاولة لتعبير المقدسيين عن هويتهم الوطنية، وتعزيز وجودهم في مدينتهم.

ولم يتوقف الاحتلال عن سياسة استهداف المؤسسات المقدسية، وملاحقتها سواء بالإغلاق أو الاقتحام ومصادرة محتوياتها، أو المنع من مزاولة نشاطاتها وفعالياتها، أو حتى اعتقال القائمين عليها، بالإضافة إلى منع إقامة عدة فعاليات رياضية، عبر إصدار الأوامر، أو باستخدام القوة العسكرية.

والأربعاء الماضي، اقتحمت قوات الاحتلال نادي سلوان الرياضي، واعتقلت رئيسه أحمد الغول، وبعد التحقيق معه عدة ساعات، سلمته قرارًا موقعًا من وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف "إيتمار بن غفير" بمنع إقامة حفل تكريم الطلبة الناجحين في الثانوية العامة، بحجة رعايته من السلطة الفلسطينية.

وتعرض نادي جبل الزيتون في بلدة الطور للاقتحام والتفتيش الإسرائيلي عدة مرات، وتحطيم أبوابه الخارجية وتخريب محتوياته، كما قررت بلدية الاحتلال هدم مبنى نادي صور باهر، بحجة البناء دون ترخيص.

استهداف متعمد

الناشط المقدسي أمجد أبو عصب يقول: إن "سلطات الاحتلال تتعمد استهداف الفعاليات المقدسية بكل أشكالها، وتتعامل معها بيد من حديد، كونها تعاني أزمة نفسية بشأن موضوع السيادة على القدس، وتعلم أن المدينة محتلة، وهي تتعامل معها على أنها عاصمة موحدة لكيانها الغاصب".

ويوضح أبو عصب، في حديثه لوكالة "صفا"، أن الاحتلال يستهدف أي عمل تطوعي أو فعالية اجتماعية أو سياسية أو رياضية بالمدينة، بحجة أنها "تمس سيادته على الأرض"، ويبذل كل ما في وسعه من أجل تزوير تاريخ المدينة، ولاسيما محيط المسجد الأقصى، وإنهاء الوجود الفلسطيني فيها.

ويضيف "شاهدنا خلال الأعوام السابقة كيف استهدف الاحتلال الشبان الذين يقومون بتنظيف الشوارع وتعقيمها، وتوزيع المساعدات الغذائية على الأسر المحتاجة، أثناء أزمة كورونا، واعتبر ذلك يمس بسيادته على المدينة".

ووفقًا لأبو عصب، فإن الاحتلال لديه قرار واضح باستهداف أي فعالية مقدسية وقمعها، سواء تتعلق باستقبال الأسرى المحررين أو نجاح طلبة الثانوية العامة، أو أي أنشطة رياضية.

ويؤكد أن الاحتلال يستهدف الجيل المقدسي الناشئ، من خلال السماح بنشر المخدرات بشكل كبير عبر العملاء، بغية تذويب عقول الشباب وإبعادهم عن العمل الوطني.

ونظرًا لأن الأندية الرياضية في القدس تلعب دورًا اجتماعيًا وثقافيًا ورياضيًا في تنشئة الجيل المقدسي، وتُسهم بشكل كبير في إبعاده عن المخدرات، يعمل الاحتلال بشكل ممنهج ومتواصل على محاربتها وإغلاقها واعتقال القائمين عليها، ومنع إقامة فعالياتها.

ويوضح أبو عصب أن هذه الأندية تتعامل بشكل قانوني، وتحتوي الأطفال والشباب والفتيات، وتعمل على توعيتهم، لكن الاحتلال يريد أن يقضي عليها لإحداث فراغ مؤسساتي داخل المدينة، وكي يُوغل في شبابها وأطفالها نحو التوجه لتعاطي المخدرات.

إفلاس حقيقي

أما الناطق الإعلامي لنادي سلوان أحمد جلاجل فيقول: إن "الاستهداف الإسرائيلي للأندية بالقدس، بما فيها اقتحام نادي سلوان واعتقال رئيسه واستدعاء المشرف الرياضي للتحقيق، وإصدار أمر بإغلاق النادي ومنع فعالية لتكريم طلبة التوجيهي ما هي إلا حجج واهية وإفلاس حقيقي لحكومة الاحتلال ولوزير أمنها القومي لتغطية فشلهم وإظهار بأن لهم سيادة على القدس".

ويرجع جلاجل، في حديثه لوكالة "صفا"، استهداف الفعاليات والأنشطة بالقدس لسببين، أولهما "سيادي لأجل بسط سيطرة الاحتلال ونفوذه، وثانيهما دفع المؤسسات للاختيار بين أمرين إما التوجه إليه لطلب الإذن قبل تنفيذ الفعالية مثلما تفعل بعض المؤسسات للأسف، أو ترحيل الأنشطة إلى ضواحي المدينة".

ويشير إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية بحق الرياضة لا تتوقف، بل عمل الاحتلال على إغلاق الملاعب في بطولة العائلات الثالثة، والتي ينظمها برج اللقلق، ومنع إقامة بطولة أبو جهاد "٢٤" لنادي الأنصار المقدسي، وكذلك اقتحام ملعب جبل الزيتون، ومنع رابطة الأندية من تنفيذ عدة فعاليات بالقدس.

والهدف من قمع هذه الفعاليات، كما يوضح الصحفي جلاجل، "إضعاف الحركة والمؤسسات الرياضية الوطنية، وتقوية المؤسسات المرتبطة مع الاحتلال، وتفريغ القدس من الفعاليات الرياضية إذا ما تم ترحيلها لضواحي المدينة، بالإضافة إلى الاعتراف بسيادة الاحتلال على القدس".

ويطالب جلاجل بحملة إعلامية دولية لفضح ممارسات الاحتلال بحق الرياضة والأندية المقدسية، داعيًا السلطة الفلسطينية إلى مساندة تلك الأندية ودعمها ماديًا ومعنويًا في مواجهة الإجراءات الإسرائيلية.

أ ج/ر ش

/ تعليق عبر الفيس بوك